الرجز هو بحر معروف من بحور الشعر العربي، وتسمى قصائده الأراجيز ومفردها أرجوزة، ويسمى قائله: راجزاً.[١] والرجَز بفتح الجيم هو داء يصيب الإبل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها ولذلك أطلق على هذا البحر من الشعر رجزاًً لأنه تتوالى فيه الحركة والسكون، ثم الحركة والسكون،[٢] وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعشتها حين تصاب بهذا الداء فهي تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن، ويقال لها حينئذٍ رجزاء. وقد كان شعر الرجز منتشراً في الجاهلية والإسلام، وكتبوا به كثيراً من أشعارهم وسجلوا به أنسابهم وأحسابهم.
خصائصه
وزن بحر الرجز التام هو:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
|
|
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
|
وشعر الرجز في أصله فن شعبي امتاز عن غيره من فنون الأدب بغرابة ألفاظه ووحدة موسيقاه، حيث جاء بعضها من البادية فكانت غريبةً على أهل الحضر، وقد جاء كثيرٌ من الكلمات وإشتقاقاتها لضرورة الوزن والقافية دون الاعتماد على أي قاعدةٍ لغوية. كما كان قصير العبارات ليتناسب مع الوزن القصير فكان التضمين والجمل الإعتراضية وتقطيع العبارات ظاهرةً بارزة في الأراجيز. ومن أشهر الرجاز العجاج، وعنترة بن شداد، وأبو مرقال الزفيان، وأبو نخيلة الحماني،[٣] كما نظم به معلم البحار بن ماجد بعضاً من قصائده.
وقد استخدم هذا البحر الشعري في نظم العلوم الدينية والشرعية، وذلك لسهولة حفظه، وسلاسة نظمه
وهذا النوع من النظم: الشعر التعليمي، نظم علمي يخلو من العواطف، والأخيلة، ويقتصر على الأفكار، والمعلومات، والحقائق العلمية المجردة. ومثال على ذلك ألفية بن مالك في علم النحو، وطيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري
في القراءات العشر.
أمثلة على بحر الرجز
ورد في ألفية بن مالك:
كلامنا لفظٌ مفيد كاستقم
|
|
واسم وفعل ثم حرف الكلم
|
واحده كلمةٌ والقول عم
|
|
وكلمـة بها كلام قد يؤم
|
بالجر والتنوين والندا
|
|
وأل ومسند للاسم تمييز حصل
|
ومثال آخر من طيبة النشر في القراءات العشر:
يَقُـولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ
|
|
مُحَمَّدُ بْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي
|
الْحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ
|
|
عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْطَفَاهُ
|
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
|
|
وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ
|
وَبَـعْــدُ إِنَّ هَـــذِهِ مُـقَـدِّمَــهْ
|
|
فِيـمَـا عَـلَـى قَـارِئِـهِ أَنْ يَعْـلَـمَـهْ
|
إذْ وَاجِــبٌ عَلَـيْـهِـمُ مُـحَـتَّــمُ
|
|
قَـبْـلَ الـشُّـرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْـلَـمُـوا
|
مَـخَـارِجَ الْـحُـرُوفِ وَالـصِّـفَـاتِ
|
|
لِيَلْـفِـظُـوا بِـأَفْـصَـحِ الـلُّـغَــاتِ
|
مُـحَـرِّرِي التَّـجْـوِيـدِ وَالمَـوَاقِـفِ
|
|
وَمَـا الَّـذِي رُسِّـمَ فِـي المَصَـاحِـفِ
|
مِـنْ كُـلِّ مَقْطُـوعٍ وَمَوْصُولٍ بِـهَـا
|
|
وَتَـاءِ أُنْثَـى لَـمْ تَكُـنْ تُكْـتَـبْ بِّـهَـا
|
إنظر أيضاً
عروض
مراجع