الحوطا الغربية


الحوطا الغربية قرية تابعة لمركز ديروط في أسيوط في القطر المصري.

الموقع الجغرافي

تقع قرية الحَوَطَا الغربية في أقصى شمال شرق مركز ديروط، محافظة أسيوط، بصعيد مصر. يحدها من الجنوب قرية العوامر، ومن الغرب قرية جرف سرحان، ومن الشمال قرية العمارية الغربية التابعة لمحافظة المنيا، ومن الشرق شقيقتها وأختها الكبرى الحوطا الشرقية. ترتمي القرية في أحضان النيل منذ هجرة الناس إليها قادمين من الحوطا الشرقية، بعد أن تم تغيير مسار النيل بفعل الإصلاحات التي كان يقوم بها الإنجليز إبان احتلالهم لمصر، والتي أدت إلى ظهور مساحات شاسعة من الأرض الخصبة.

تاريخ القرية

يعود تاريخ القرية إلى الفتح الإسلامي لمصر، ثم الهجرات العربية التي واكبته، وكذلك التي جاءت بعده إلى صعيد مصر، شأنها في ذلك شأن أكثرية قرى الصعيد. أما أصول سكانها فأغلب الظن أنها تعود إلى قبيلة حويطات التي تنتمي في الأصل إلى تهامة بأرض الحجاز.

يروي بعض النسّابة أن قبيلة الحويطات هم بنو الجمامزة من الأشراف من بنى الحسين الذين هاجروا من المدينة المنورة إلى بادية الشام واستوطنوا حول العقبة وفى فلسطين وفي مصر.

ظروف القرية خلال القرن العشرين

كان السكان الأصليون يعيشون شرق النيل مباشرة في منطقة أرضها صحراوية قحلة، ثم انقسم سكانها إلى قسمين. قسم انتقل إلى غرب النيل، ومن يومها أصبحت منازلهم يطلق عليها الحوطا الغربية، وقسم بقي شرق النيل وأصبت منازلهم يطلق عليها الحوطا الشرقية.

الذي شجعهم على الانتقال إلى غرب النيل هو توفر أراضي شاسعة خصبة ظهرت بفعل المشاريع الزراعية الإصلاحية التي كان يقوم بها الإنجليز لتغيير وتنظيم مسار النيل واستصلاح الأراضي. وقد قام الإنجليز في البداية بتأجير هذه الأرض للأهالي وقاموا بتعيين شخص يطلق عليه لقب (ناظر الأرض) ليجمع منهم الإيجار. ثم بدأ الإنجليز في بيع الأرض للفلاحين ومن يقدر على الشراء بعد ذلك. لكن كانت لهذه السياسة أضرارها الرهيبة على التركيبة الطبقية والاجتماعية في القرية. حيث تمكن البعض من شراء مساحات شاسعة من الأرض، وأصبحت قلة منهم تستحوذ على نصيب الأسد من الأراضي في ذمام القرية كلها. حتى جائت ثورة يوليو وطبقت قانون الإصلاح الزراعي، ووزعت الأرض من جديد على الفلاحين بحق الانتفاع.

عدد سكان القرية

يبلغ عدد سكان القرية ما يقرب من 10 آلاف نسمة. وهو عدد قليل نسبياً إذا قورن بسكان القرى المجاورة وشقيقاتها الأُخر في مركز ديروط. فمنها ما يصل عدد سكانها إلى 90 ألف نسمة.

الزمام الزراعي للقرية

يبلغ الزمام الزراعي للقرية 1800 فدان تقريباً، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة المصرية. غير أن عمليات البناء على الأراضي الزراعية التي يقوم بها سكان القرية ابتلعت جزءاً كبيراً من الأراضي الزراعية، يقدرها البعض بأكثر من 30% من مجموع الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة.

هناك تقديرات بأنه في غضون 10 أعوام من الآن لن يتبقى أية أراض زراعية في القرية، بسبب البناء الصارخ غير القانوني.

عائلات القرية

يسكن في القرية حالياً عائلات كثيرة متفرعة في الغالب من أصول واحدة، مثل آل غانم وآل فياض وآل قطب وآل بكر وآل البيه وآل عثمان وآل عامر آل هنتش وغيرها. وهناك بعض الأسر التي جائت إلى القرية من أماكن أخرى. ويقول بعض كبار السن في القرية إنّ عائلة آل جاد الله وعائلة آل رشوان، سكان الأطراف الشمالية للقرية، سكنوا في البداية في مركز ساحل سليم جنوب أسيوط حاليا، وبعدها انتقلوا نهائيا إلى قرية الحوطا الغربية. ويشتهر عن هاتين العائلتين شيم السخاء والكرم.تربط بين عائلات القريه صلة قرابة قوية في شكل أولاد العمومة؛ فعائلة آل غانم تشمل كل من آل قطب وآل عبد الله وآل عثمان وآل سليم. وكذلك، عائلة عامر تشمل كل من آل مازن وآل بكر وآل شندي. وهذان مثالان ينطبقان على باقي أصول وتفرعات العائلات الأخرى.

القضاء على عادة الثأر

عانت القرية أشد المعانة من عادة الثأر سيئة الذكر لعقود طويلة. إلا أنها الآن تعد واحدة من القرى القليلة التي نجحت في اقتلاع عادة الثأر من جذورها في صعيد مصر. فلم تحدث حادثة ثأر واحدة خلال العقدين الأخيرين. يعود هذا الأمر في أصله إلى ارتفاع نسبة التعليم الجامعي وما بعد الجامعي بين أبناء القرية، إلى جانب قلة عدد العاطلين عن العمل، وسفر أغلب شبابها داخل وخارج مصر للعمل أو الدراسة.

التعليم في القرية

تضم القرية معهد أزهري (ابتدائي وإعدادي وثانوي)تبرع بانشائه الحاج محمد فؤاد على وتم افتتاحه بحضوراللواء عبد الحليم موسى محافظ اسيوط وقتها ومدرستين للتعليم الأساسي (مدرسة الغوانم ومدرسة عبد المعز سيف)، وغيرها من مراكز التعليم الخيرية ومكاتب تحفيظ القرآن. وكذلك الآن فصول محو الأمية لتعليم الكبار والتي يقوم بالإشراف عليها مجموعة من شباب القرية.