الجوانب الاجتماعية للكوارث
تؤدى الكوارث الطبيعية، كالبراكين، والزلازل والفيضانات إلى تدمير المجتمعات، جزئياً أو كلياً، وذلك بسبب وجود اللاجئين، وانهيار نظم الإتتاج والتوزيع أو تأثرها، وزيادة المنافسة على الموارد. أما الكوارث التى من صنع الإنسان (وعلى رأسها الحروب) فترجع إلى أسباب اجتماعية، وتحدث نفس الآثار التى أشرنا إليها مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا النوع من الكوارث يمكن تجنبه. وتهتم بحوث الكوارث بدراسة الآثار الاجتماعية و النفسية لتلك الأحداث على الأفراد الذين يتعرضون لمويلاتها.
وقد ذهب بعض علماء الاجتماع (وعلى رأسهم روبرت ميرتون) إلى أن مواقع الكوارث تتيح فرصا مهمة للبحوث السوسيولوجية وتأسيس النظرية الاجتماعية، على اعتبار أن الظروف الناجمة عن تلك الضغوط والمشقات الجماعية تختصر العمليات الاجتماعية إلى مدى زمنى قصير بشكل غير معهود أو مألوف. كما أن تلك الظروف تجعل من السلوك الخاص سلوكا عاما، ومن ثم أيسر فى دراسته. وتلقى كذلك الضوء بشكل عام - على مختلف جوانب النظم والمعمليات الاجتماعية المتى يحجبها عنا عادة روتين الحياة اليومية. وفد اكتشفت البحوث أن الكوارث لها مراحل نمطية (كمرحلة الإنذار، والتهديد، والتأثير، والجرد، والإنقاذ، والعلاج، واستعادة الظروف الطبيعية). كما أوضحت تلك البحوث أن بعض أنماط السلوك الجمعى ترتبط بكل مرحلة من تلك المراحل، وأن الشكل المحدد الذى تتخذه كل مرحلة يتأثر بخصائص المراحل المسابقة. (وهكذا نرى على سبيل المثال أن المدى الذى تبلغه عملية العلاج يمثل بشكل جزئى دالة لدرجة التعاطف مع الضحايا).
ويمكن للقارئ أن يجد عرضا شاملا وطيباً للتراث المنشور حول الموضوع فى مؤلف بيكر وتشابمان المعنون: الإنسان والمجتمع فى ظروف الكارثة، والمنشور عام 1962. أما كتاب كاى إريكسون المعنون: كل شئ فى طريقه، المصادر عام 1976، فيمثل دراسة حالة نموذجية لهذا النوع من الدراسات الاجتماعية للكوارث تناولت الأزمة الفردية (حالة الصدمة) والأزمة الجماعية (فقدان الروابط الاجتماعية) التى نجمت عن فيضان شديد أصاب عددا من المجتمعات المحلية الجبلية التى كانت شديدة التجاورفى الماضى، وتقع فى غربولاية فرجينيا.