التصور السالب
السلب لا يقال في الحقيقة إلا على الأحكام. فإذا تحدثنا عنه فيما يتصل بالتصورات، فما ذلك إلا باعتبارها جملة أحكام ممكنة.
والتصور السالب هو في الواقع محمول موجب، مضافاً إليه نفي الحكم الذي يكون هذا التصور محموله. ولهذا فإن القضية الموجبة التي يكون محمولها تصوراً منفياً تعبر عن حكم سالب محموله مثبت: فقولنا: الزمان لا نهائي - يساوي: الزمان ليس بنهائي.
والتصور المثبت يحدد صنفاً من الموفوعات يمكن أن يحمل عليها. أما التصور المنفي فيمكن نظرياً أن يضاف إلى كل موضوع خلاف الصنف المنفي، فنرى حينئذ أن اً، لا - أ يتوزعان فيما بينهما كل الموضوعات الممكنة في الوجود. ولكن مثل هذ التصور، أعني التصور المنفي، لا يحدد موضوعاً بالذات، وإنما ينفي فقط صفة أو صنفاً، لا يكاد العقل يتصوره. ولهذا أثير كثير من الجدل حول قيمة التصورات المنفية ومعناها.