التأليه
التأليه (بالإنجليزية: apotheosis أو deification) ترجع فكرة الملك إلهًا إلى أقدم العقائد، وفي مقدمتها ما كنت عليه الحال في مصر من تآليه الفراعنة، إذ كان الفرعون يعبد حيًا وميتًا. وقد أخذ الإغريق بهذا المفهوم، وهو ما يتجلى في الأساطير التي تتناول أبطالهم وشعراءهم مثل هرقل وهوميروس وغيرهما بمن ذهبت بهم الأيام فأضفيت عليهم الربوبية بعد أن صعدوا إلى السماء، على حين كان تآليه الإسكندر الأكبر في حياته.
وانتهج الرومان نهجًا في تكريم بعض أباطرتهم الذين كانت لهم من القدرات والملكات المتميزة ما أتاح لهم أن يحققوا إصلاحات هامة، وأن يسجلوا بطولات فذة. فكان مجلس الشيوخ الروماني يجتمع عند وفاة أحد هؤلاء الأباطرة الأفذاذ ويستعرض مآثره، ثم يرى إذا ما كان مستحقًا لأن يرق إلى مرتبة الآلهة فيعبد، وعلى هذا النحو يضم اسمه إلى أسماء آلهة الرومان. وسرعان ما تعد محرقة كبيرة توضع على رأسها صورة الإمبراطور ثم ثشعل فيها النار لتأخذ روح لإمبراطور طريقها على جناحي نسر إلى المأوى السماوي الجديد حيث يجتمع شمل الآلهة وبعدها يبدأ أداء طقوس العبادة للإله الجديد.
وقد عرفنا من هؤلاء الحكام الذين ارتقوا إلى مكانة الآلهة بعد موتهم يوليوس قيصر Caesar وقيصر أوغسطس Julius Caesar Augustus وتراجان Trajanus وفسبازيانوس Vespasianus وماركوس أوريليوس Aurelius وهادريانوس Hadrianus وسبتيميوس سفيروس Septimius Severus.
ومن المعروف أن الإمبراطور الروماني كان يحاط دائمًا بمظاهر تكريم تقرب كثيرًا من طقوس العبادة، وخاصةً خلال الاحتفالات العامة والمواكب الرسمية حيث كنت تسير في معيته حشود كبار رجال الدولة تتقدمه المشاعل المتوهجة والمباخر التي تعبق بالعطور، وتتعالى الهتافات والدعوات على إيقاع موسيقي قريب من أداء الصلوات، فقد كان أباطرة الرومان هم العنوان لعظمة روما وعلو شانها. لكن أحدًا من الأباطرة لم يكن يجرؤ أن يجيز إقامة طقوس تعبدية إبان حياته إلا إذا كان به مس مثل كاليغولا Caligula ودوميشيان Domitianus، فلقد كان من يجرؤ على هذا موضع السخرية من الناس سرًا وإن قدسوه علنًا.
ولقد انتعش تصوير هذا التقليد خلال القرن السابع عشر، وهو ما يتجلى في زخارف السقوف ذات الطراز الباروكي في إيطاليا أولاً ثم في شمالي أوربا. كذلك استخدم هذ التقليد في كنائس اليسوعيين، فنرى صورة ((إغناسيوس لويولا)) في كنيسة القديس إغناسيو بروما وقد تلقته السماء مؤلهًا.