الأدب في الحجاز
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. |
في الجاهلية
صدر الإسلام والخلافة الراشدة
هي تلك الفترة التي تبدأ من بعثة الرسول صلى الله عليه وآله إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين سنة 40 هـ.
تعريفه : قصائد ينقض بعضها بعضا وذلك بأن يقول الشاعر قصيدة يفتخر بنفسه وقبيلته ويعرض بشاعرآخرأويهجوقبيلة الشاعر الآخر فإذا سمع الشاعر المهجوتلك القصيدة نقضها.أي نقض معانيها وفضح أكاذيبها ولا بد من اتفاق القصيدتين البادئة بالهجاء والمنقوضة في البحر وحرف الروي وحركة حرف الروي وبما أن شعر النقائض يعتمد على نقض المعنى المشتمل على معارف كثيرة فإنه لابد لشاعر النقائض من المعرفة التامة بمثالب القبائل وأنسابها وأيامهاحتى يتسنى له نقض كل مايورده الشاعر الذي هجاه أو هجا قبيلته
تأريخه : عرفت النقائض في العصر الجاهلي وفي العصر الأموي ازدهر شعر النقائض والسبب : وجود مسرح دائم للشعر وهو سوق المربد في البصرة ووجود الجمهور.ثم تحولت قصائد النقائض بشرائها وجمهورها إلى نوع من أنواع التسلية وفوائدها حفظت أيام العرب وأنسابهم وأخبارهم في الجاهلية والإسلام. من أشهر شعراء النقائض جرير والفرزدق والأخطل ومن أشهر هؤلاء جرير الذي اشتهر بنقائضه مع الفرزدق والأخطل وأشهر النقائض التي عرفت في العصر الأموي ما كان بين جرير والفرزدق فقد استمرت خمسة وأربعون عاما والنقائض بين جرير والأخطل. نمودج لشعر النقائض
اولا: قصيده القرزدق التي كان يهجو فيها جرير ويقلل فيها من شأنه ويتفاخر بنفسه وبقومه وهذا كان في عصر بنى أميه فيقول القرزدق
إن الذي سمك السماء بنى لنا ****** بيتا دعائمه اعزوأطول
بيتا بناه لنا المليك وما بنى ****** حكم السماء فإنه لا ينقل
بيتا زراه محتب بفنائه ****** ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم ****** ابدا إذا عد الفعال الأفضل
وإذا بذخت فرايتى يمشى بها ****** سفيان أو عدس الفعال وجندل
الأكثرون إذا يعد حصاهم ****** والأكرمون إذا يعد الأول
إن الزحام لغيركم فتحينوا ****** ورد العشى إليه يخلو المنهل
حلل الملوك لباسنا في أرضنا ****** والسابغات لدى الوغى نتسربل
أحلامنا تزن الجبال رزانه ****** وتخالنا جناُ إذا ما نجهل
فادفع بكفك إن أردت بناءنا ****** ثهلان ذا الهضبات هل يتحلل؟
وأنا ابن حنظله الأغر وإننى ****** في اّل ضبه للمعم المخول
فرعان قد بلغ السماء ذراهما ****** وإليهما من كل خوف يعقل
ياابن المراغه اين خالك إننى ****** خالى حبيش ذو الفعال الأفضل
خالى الذي غصب الملوك نفوسهم ****** وإليه كان حباء جفنه ينقل
إنا لنضرب رأس كل قبيله ****** وأبوك خلف أتانه يتقمل
ضربت عليك العنكبوت بنسجها ****** وقضى عليك به الكتاب المنزل
وشغلت عن حسب الكرام وما بنوا ****** إن اللئيم عن المكارم يشغل
جبلى اعز إذا الحروب تكشفت ****** مما بنى لك والدك وأفضل
كتب الفرزدق هذه القصيده موجها إلى جرير ولكن جرير عندما سمعها قام بكتابه قصيده أخرى يفخر فيها بنفسه ويهجو أيضا فيها الفرزدق ويرد على قصيدته
فيقول:جرير
أعددت للشعراء سما ناقعا ****** فسقيت اّخرهم بكأس الأول
لما وضعت على الفرزدق ميسمى ****** وضغا البغيث جدعت أنف الأخطل
أخزى الذي سمك السماء مجاشعا ****** وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
ولقد بنيت أخس بيت يبتنى ****** فهدمت بيتكم بمثلى يذبل
إنى انصببت من السماء عليكم ****** حتى اختطفتك يافرزدق من عل
إنى إلى جبل تميم معقلى ****** ومحل بيتى في اليفاع الأطول
أحلامنا تزن الجبال رزانه ****** ويفوق جاهلنا فعال الأطول
كان الفرزدق إذا يعوز بخاله ****** مثل الذليل يعوز تحت القرمل
فافخر بضبه إن أمك منهم ****** ليس ابن ضبه بالمعم المخول
إن الذي سمك السماء بنى لنا ****** بيتا علاك فماله من منقل
وهناك الكثير من القصائد بين جرير والفرزدق من مثل هذه الابيات ارجو ان تنال رضاكم
وهناك أيضا من القصائد ما قامت بين الاخطل وجرير من مثل هذا الابيات وكل هذه النقائض كانت في العصر الاموى.
الأدب في العصر الأموي.
متى بدأ العصر الأموى ؟ ومتى انتهى ؟ بدأ العصر الأموى سنة 41 هـ بسيطرة معاوية بن أبى سفيان على الدولة الإسلامية، ثم انتهى سنة 132 هـ، بسقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، وانتقال الخلافة إلى بغداد وضح حال كل من الشعر والنثر في العصر الأموي ؟ مرّ الشعراء بحالة من الركود في العصر الإسلامي، ولما قامت الدولة الأموية انطلق الشعر مزدهرًا مرة أخرى في كل المجالات كما كان في العصر الجاهلى بسبب تعدد الأحزاب السياسية وكثرة المفاخرة بين الشعراء، بالإضافة إلى فساد الحكم وإطلاق حرية التعبير فازدهر شعر الغزل بنوعيه: العفيف والصريح، وظهر شعر النقائض على ألسنة الشعراء تقدم النثر في العصر الإسلامي على الشعر لنزول القرآن نثراً وكذلك الحديث الشريف وقد استمر ازدهار النثر في العصر الأموى، وتعددت فنونه نظرًا لتعدد الأحزاب السياسية في هذا العصر وشدة الصراع بينها، وحاجة كل حزب إلى متحدثين بارعين في فن القول يؤيدون مبادئه ويهدمون مبادئ غيره ما مظاهر تطور النثر في العصر الأموى؟ (أ) تنوع الرسائل (الديوانية والخاصة) وتعدد أغراضها. (ب) ظهور مجالس أدبية في قصورا لخلفاء والأدباء تدور حول النقد الأدبي. (ج) وضوح أثر القرآن الكريم والحديث الشريف في النثر الأموى من : البدء بالبسملة وحمد الله والصلاة والسلام على وسوله، (صلى الله عليه وسلم) وكثر الاستشهاد بالآيات والأحاديث ما الأسباب التي أدت إلى ازدهار الشعر في العصر الأموى؟ من هذه الأسباب مأتى (أ) ظهور الأحزاب السياسية. (ب) عودة العصبية القبلية. (ج) التنافس بين الشعراء (د) حياة الترف وكثرة مجالس اللهو والغناء ظهرت أغراض شعرية جديدة وتطورت أغراض أخرى قديمة. وضح ذلك من الأغراض الشعرية الجديدة التي ظهرت في العصر الأموي (الشعر السياسي) بسبب كثرة الأحزاب السياسية، والصراع من أجل الحكم. ومن نماذج هذا الشعر قصائد الفرز دق وجرير والكميت وغيرهم.
- ومن الأغراض الشعرية القديمة التي تطورت في العصر الأموي (الغزل الحضري أو الصريح- الغزل البدوي أو العفيف- شعر النقائض)
ما ذا تعرف عن كل من الغزل الحضرى والغزل البدوي ؟ (أ) الغزل الحضرى أو الصريح، كما في شعر عمر بن أبى ربيعة، ومن عوامل ازدهاره : 1- حياة الترف التي عاشها الشعراء. 2- انتشار الغناء في عواصم البلاد العربية. 3- انصراف كثير من شعراء الحجاز عن السياسة واهتمامهم بالغزل.
العصر العباسي
الأدب في العصر العباسي وصلت الحياة الفكرية في العصر العباسي إلى ذروة التطور والازدهار، ولاسيما في العلوم والآداب.. وقد عرف العصر حركات ثقافية مهمة وتيارات فكرية بفضل التدخل بين الأمم.. وكان لنقل التراث اليوناني والفارسي والهندي، وتشجيع الخلفاء والأمراء والولاة، وإقبال العرب على الثقافات المتنوعة، أبعد الأثر في جعل الزمن العباسي عصراً ذهبياً في الحياة الفكرية.. ونحاول فيما يأتي التعرف إلى الإنتاج الأدبي، شعره نثره، على اختلاف فنونه، وما لحقه من خصائص وتطورات.
في العصر العباسي كانت العربية قد أصبحت اللغة الرسمية في البلدان الخاضعة لسيطرة المسلمين، وكانت لغة العلم والأدب والفلسفة والدين لدى جميع الشعوب. وقد كتب النتاج بمجمله في اللغة العربية مع أن قسماً كبيراً من أصحابه ليسوا من العرب !!
تركت الثقافات الدخيلة أثراً عميقاً في علوم العرب وفلسفتهم، ولكن آداب الأعاجم لم يكن لها مثل هذا الأثر فالعرب لم ينقلوا إلا جزءاً ضئيلاً من الآداب الأعجمية، لأنهم لم يشعروا بحاجتهم إليها ولم يكن أدباء العرب وشهراؤهم يتقنون لغات غربية، فظل أدبهم في مجمله صافياً بعيداً عن التيارات الأجنبية. وقد غلب الطابع العربي على الأعاجم الذين نظموا وكتبوا بالعربية، فتأثروا بالاتجاهات الأدبية العربية وانحصر تجديدهم ضمن القوالب التقليدية فالعصر العباسي حمل الأدب كثيراً من التجديد، ولكن ضمن الأطر التقليدية.
في العصر العباسي انتشرت المعارف، وكثر الإقبال على البحث والتدوين، وأنشئت المكتبات وراجت أسواق الكتب وقد وضعت المؤلفات في مختلف فروع المعرفة، في التاريخ والجغرافيا، والفلك والرياضيات، والطب والكيمياء والصيدلة، والصرف والنحو، واللغة والنقد، والشعر، والقصص والدين، والفللسفة والسياسة، والأخلاق والاجتماع وغير ذلك.. ويكفي أن نقرأ كتاب الفهرست لابن النديم لنعرف إلى أي مدى كانت حركة التأليف مزدهرة.. وأقبل الأدباء على الثقافات الجديدة يكتسبون منها معطيات عقلية، وقدرة على التعليل والاستنباط وتوليد المعاني، والمقارنة والاستنتاج.. فالأدب العباسي جاء أغنى مما سبقه، ويدلنا على هذا الغنى ما نراه في شعر أبي نواس وأبي تمام وأبي الطيب والمتنبي وأبي علاء، وما نراه في نثر ابن المفقع والجاحظ وبديع الزمان وسواهم.. ثم ان عمق الثقافة ساعد على عمق التجربة الإنسانية، فجاءالأدب العباسي زاخراً بالمعطيات الانسسانية من حيث تصويره لجوهر الإنسان وما يتعقب على النفس من حالات اليأس والأمل، والضعف والقوة، والحزم والفرح وغير ذلك.. كما رسم الأدب العباسي المشاكل العامة في الاجتماع والفكر والسياسة والأخلاق.. وهذا كله ظهر في خمريات أبي نواس وخواطر الرومي، وحكم المتنبي، ووجدانيات أبي فراس، وتأملات المعري، وأمثال ابن المفقع، وانتقادات الجاحظ.. فضلاً عن ذلك عرف العصر مدارس أدبية شعرية ونثرية، منها مدرسة أبي نواس ومدرسة أبي تمام، ومدرسة أبي العتاهية، ومدرسة المعري في ميادين الشعر. وفي النثر عرفت مدرسة ابن المفقع، ومدرسة الجاحظ، ودرسة القاضي الفاضل، ومدرسة بديع الزمان الهمذاني وكل من هذه المدارس خصائصها واتجاهاتها، وقد كان لها الفضل في إعلاء شأن الحياة الأدبية في العصر العباسي.
ازدهر الشعر السياسي في العصر الأموي لأسباب متعددة أهمها قيام الأحزاب السياسية وتناحرها.. ولكن هذا اللون انحسرت أهميته في العصر العباسي بسبب ضعف الأحزاب والعصبيات القبلية.. وقد ازدهر بالمقابل شعر المدح بفعل ازدهار الحياة الاقتصادية وتطور الحياة الاجتماعية، مع ميل الخلفاء إلى الترف وحب الإطراء.. فأقبل الشعراء يمجدون الخلافة والأمراء وأصحاب النفوذ، مقابل العطايا السنية وهذا ما جعل الشعراء يحملون بالثروات الطائلة، فيقصدون بغداد والعواصم الأخرى للإقامة في جوار القصور.. وقوي الهجاء كذلك بدافع تحاسد الشعراء، وإلحافهم في طلب الجوائز، وضمنوا هجائهم الكلام المقنع أحياناً.
أما الغزل فقد مال به أصحابه بصورة عامة، إلى التهتك والإباحية، والفحش في الألفاظ وكثر في العصر العباسي الخلعاء من الشعراء الماجنين، وأهمهم أبو نواس، وحماد عجرد، ومطيع بن اياس، والضحاك، ووالبة بن الحباب.. إلا أن فئة من المتعففين حافظ أفرادها على العذرية في الشعر، من أمثال البحتري وأبي تمام وابن الرومي وأبي فراس الحمداني والشريف الرضي فهؤلاء جاءت قصائدهم الغزلية صادرة عن وجدان صحيح فيه الصدق والبراءة والمحافظة على الآداب العامة.. ثم ان الفخر الذي بني في الجاهلية على العصبية القليلة ضعف شأنه مع ظهور الإسلام، إلا ما كان منه جماعياً وبالدين الإسلامي وأهله.. أما العصر العباسي فقد تحول فيه الفخر إلى العصبية العنصرية أو القومية، ولكنه لم يكن قوياً في العصر الأول والثاني. وقد ازدهر الفخر في العصر الثالث مع اضطراب الأحوال السياسية وكثرة المغمرين والاعتداد بالنفس وأبرز شعراء الفخر أبو الطيب المتنبي وأبو فراس والشريف الرضي.. وهذه الموضوعات الشعرية كانت معروفة في العصور السابقة وحافظ الشعراء العباسيون على قوتها إلا أن البيئة العباسية ساعدت على ازدهار فنون جديده كانت من قبل ضعيفة أو غير معروفة.. وأهم هذه الفنون شعر المجون الذي كان وليد انتشار الزندقة وتفشي الفساد بفعل اختلاط الشعوب، واتيان الأعاجم بفنون من الخلاعة والفحش وردئ العادات.. أما شعر الخمر فقد ارتقى على أيدي أبي نواس وصحبه، وأصابه من معطيات العصر ما جعل الشعراء يبدعون فيه.. ومن دوافع ازدهار شعر الخمر الثقافة التي تيسرت للعباسيين فعمقت تجربتهم وكثفت شعرهم.. فأبو نواس تجاوز الأعشى والأخطل والوليد بن يزيد في هذا الفن، واهتدى إلى معان وصور وآفاق وأساليب صار معها حامل لواء التجديد في الشعر العباسي وجعل من الخمريات رمزا لهذا التجديد وأساسا لنشر الآراء وفلسفة الحياة والوجود.. وبعد أبي نواس استمرت الخمريات فنا شعريا راقيا اشتهر فيه ابن المعتز ومعز الدولة البويهي والغرائي وسواهم. ومن الفنون الشعرية التي حافظت على رواجها وتطورت في العصر العباسي فن الوصف التي شمل الطبيعة المطبوعة والطبيعية المصنوعة.. ولهذا اهتم الشعراء بالرياض والقصور، والبرك، والأنهار، والجبال، والطيور، والمعارك، ومجالس اللهو، وغير ذلك.
في العصر العباسي تطورت المعاني الشعرية عمقاً وكثافة ودقة في التصوير، فجاءت شاملة للحقائق الإنسانية وقد انصرف الشعراء عن المعاني القديمة إلى معان جديدة، يساعد على ذلك ما كسبه العقل العباسي من الفلسفة وعلم الكلام والمنطق، وما وصلوا إليه من أساليب فنية قوامها المحسنات اللفظية والمعنوية ومثال ذلك أن أبا تمام يجمع في قصيدة "فتح عمورية" بين العملية الفكرية والعملية الفنية، فأخرج من القصيدة شعراً جديداً راقياً، فيه من القديم مسحة ومن الجديد أخرج معاني وصوراً طريفة وكثرت في الشعر العباسي الأمثال والحكم (المتنبي والمعري)، وبرز فيه المنطق والأقيسة العقلية، وترتيب الأفكار (أبو تمام، وابن الرومي، المتنبي). كما ظهر الإبداع في التصوير والاعراب في الخيال، ومجاراة الحياة والفنون في الزخرفة والنقش، والاهتمام بالألوان (ابن الرومي، والبحتري).
امتاز الشعر العباسي بدقة العبارة وحسن الجرس والايقاع، وذلك بتأثير الحضارة ورفاه العيش كما امتاز بخروجه على المنهجية القديمة في بناء القصيدة وترتيب أجزائها. وكثيراً ما ثار الشعراء على الأساليب القديمة، وفي ذلك ذلك يقول المتنبي:
إذا كان شعر فالنسيب المقدم... أكل بليغ قال شعراً متيم
وتمتاز القصيدة العباسية بوحدة البناء، وفيها صناعة وهندسة، مع استخدام الصور البيانية، فضلاً عن التجديد في الألفاظ المستعملة والموحية.
النثر العباسي :
خطا النثر العباسي خطوات كبيرة، فواكب نهضة العصر وأصبح قادراً على استيعاب المظاهر العلمية والفلسفية والفنية كما أن الموضوعات النثرية تنوعت فشملت مختلف مناحي الحياة.. فالكتابة الفنية توزعت على ديوان الرسائل والتوقيعات وغيرها.. وكان المسؤولون يختارون خيرة الكتاب لغة وبلاغة وعلماً لتسلم الدواوين، ولاسيما ديوان الرسائل الذي كان يقتضي أكثر من غيره اتقان البلاغة والتفنن، ومستوى رفيع من الثقافة فضلاً عن ذلك النثر الفني القصص والمقامات والنقد الأدبي، والنوادر، والأمثال والحكم، والتدوين، والرحلات، والتاريخ، والعلوم. وظهرت الرسائل الأدبية التي تضمنت الحكم وجوامع الكلم والأمثال والفكاهات وكانت موضوعات الرسائل تتراوح بين الأخبار والأخوانيات، والاعتذار وغير ذلك وراجت الرسائل الطويلة في العصر العباسي فتناولت السياسة والأخلاق والاجتماع، كرسالة الصاحبة لابن المقفع، ورسالة القيان ورسالة التربيع والدوير للجاحظ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري. وعظم شأن القصص في العصر العباسي، فاتسع نطاقه وأصبح مادة أدبية غزيرة، وتنوعت المؤلفات القصصية فأقبل الناس على مطالعتها وتناقلها ومنها ما اهتم بالحقل الديني ككتاب قصص الأنبياء المسنى بالعرائس للثعلبي، وقصص الأنبياء للكسائي، وقصة يوسف الصديق، وقصة أهل الكهف، وقصة الإسراء والمعراج ومنها القصص الاجتماعية والغرامية والبطولية ككتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وقصص العذريين، وسيرة عنتر، وحمزة البلوان، وسواها ومنها القصص التاريخية التي تناولت سير الخلفاء والملوك والأمراء كما عرف العصر العباسي القصص الدخيلة المنقولة، نذكر منها كليلة ودمنة، وكتاب مزدك، وكتاب السندباد، وبعضاً من ألف ليلة وليلة، وأكثره خيالي خرافي يدور بعضه على ألسنة الحيوان.
وإلى جانب القصة ازدهر أدب الأقصوصة، وكتاب البخلاء للجاحظ خير مثال على هذا النوع من الأدب وقد امتاز الأدب القصصي العبسي بدقة الوصف والتصوير وبراعة الحوار، والقدرة على استنباط الحقائق وتصوير مرافق الحياة، وتسقط العجائب والغرائب، والكشف عن العقليات والعادات والتقاليد. وفي العصر العباسي ظهر فن المقامة، وضعه بديع الزمان الهمذاني، ولقي كثيراً من الرواج في العصر العباسي وما بعده.. وهو سرد قصصي يتناول الأخلاق والعادات والأدب واللغة، ويمتاز بألأسلوبه المسجع وأغراقه في الصناعة وكثرة الزخارف والمحسنات المتنوعة.. وفضلاً عما ذكرنا اهتم النثر العباسي بتدوين العلوم على أنواعها وهذه العلوم كانت إما عربية إسلامية كعلوم الشريعة والفقه والتفسير والحديث والقراءات والكلام والنحو والصرف والبيان وغير ذلك، وإما أجنبية التأثير كالمنطق والفلسفة والرياضيات والطب والكيمياء والفلك وعلم النبات والحيوان وغير ذلك. بهذا حاولنا أن نلقي نظرة على الأدب العباسي، شعره ونثره، وأن توضح أهم ما تناوله من موضوعات وما امتاز به من خصائص عامة.
العصر الفاطمي
عصر النهضة العربية
مر عهد الأتراك وفتحت مدارس الفلاح في جدة ومكة منذ 1902م فتكوّن طلاب علم يلتزمون بالأدب كأنما الفلاح كانت في تلك الأيام فرعاً من فروع المسجد، ونهض العرب فإذا الشباب يقرأون والفلاح لا تبخل عليهم والكتاب يتسرب إليهم ويسمعون عن الجرائد والمجلات وأدب المهجر وأدباء الشام ومصر. حتى نشأ جيل من الشعراء والناثرون الطليعون. فإذا الشيوخ أصبحوا شباباً فلم يكن إبراهيم النوري كما أحمد ناضرين ولم يكن إسحاق عزوز على السمت من عبد الله حمدوه مدير المدرسة ولم يكن العواد وحمزة شحاتة على السمت من حسين مطر أو عبد الله حمدوه بل كانوا علماء الأدب والأدباء من العلماء.
وفي مكة المكرمة كان الشاعران سحر والأشرم كمرحلة أولى. ثم جاء عمر عرب ليبدأ المرحلة الثانية وإذا حسين الصبان وعبد الوهاب آشي وحسين سرحان يتوجون أنفسهم في المرحلة الثالثة وكان السيد حسن كتبي يمثل الوسط بين المرحلتين ثائر ملتزم، أما محمد حسن عواد وحمزة شحاتة والسرحان والآشي فبرزوا شعراً حداثياً من الثلاثينات الميلادية، ولا يمكن التنكر لمدرسة الفلاح ولتأثر عمر عرب وصبحي الحلبي، وإنما المؤكد أن نهضة العرب والبعد للتتريك والانفتاح على أدب المهجر أنهض أدباء الحداثة في مكة وجدة باكراً، أما المدينة فقبل ذلك فعبد الجليل برادة وإبراهيم الاسكوبي وأنور عشقي والعمري وعبيد مدني وعلي حافظ ومن إليهم كانوا سلسلة متصلة لا مراحل منفصلة لأن الأمية كانت قد انمحت من المدينة قبل ذلك بقرن.
وبرز جيل من الشباب الأصغر سناً له من أبرزهم السيد هاشم زواوي فأصدروا كتاباً يجمع شعراً كما أصدر عبد السلام الساسي كتاباً عن ذلك وكما أصدر من قبل محمد سرور الصبان كتابي (أدب الحجاز) و(المعرض) الرائدان في الجزيرة العربية وهما حصر للأدب الحجازي الطليعي. وثم أصدر محمد سعيد عبدالمقصود خوجة كتاب (وحي الصحراء) لذات الغرض.