اسطراطون اللميساكي
اسطراطون اللميساكي (توفي 268 - 269 قبل الميلاد) هو من المشائيين الأوائل، وبرز خصوصا في الفيزياء حتى لقب بـ «الفيزيائي» أو «الطبيعي».
تتلمذ على ثاوفرسطس وخلفه على رئاسة المدرسة المشائية. نفى العلل الأولى والغائية في تفسير الظاهرات.
من المشائيين الأوائل، وقد برز خصوصاً في الفيزياء، ولهذا لقب ب— «الفيزيائي«، وكان تلميذاً لثاوفرسطس، وهو الذي خلفه على رئاسة المدرسة المشائية، ولا نعرف سنة ميلاده على وجه الدقة. وإنما نعرف انه تولى رئاسة هذه المدرسة في الاوليمبياد -الثالث والعشرين بعد المائة (٢٨٨ - ٢٨٥ق. م) واستمر في هذا المنصب ١٨ سنة (أي حتى وفاته — وذلك فيما بين سنة ٢٨٧/٢٨٨ حتى ٢٦٩/٢٧٠، أو فيما بين ٢٨٦/٢٨٧ الى ٢٦٨/٢٦٩ قبل الميلاد. وتوفي في سنة ٢٦٨/٢٦٩ ق. م.
وعاش في الاسكندرية فترة من الزمن، وتولى تربية بطليموس فيلادلفوس، أحد ملوك البطالسة، وحظى برعايته هو وزوجته رسينوئية، وكان له دور بارز في نقل العلوم اليونانية الى الاسكندرية، أما أنه أسهم في تأسيس «متحف الاسكندرية» فهو افتراض حديث لا يستند الى مصدر قديم .
مؤلفاته : أورد ذيوجانس اللاوسي ثبتاً بمؤلفات اسطراطون، يشمل على ٤٤ عنواناً (راجع: ذيوجانس اللاوسي: «حياة الفلاسفة» المقالة الخامسة، البنود ٥٨ -٦٠) وهذا الثبت غير كامل، لأننا نعلم من مصادر اخرى عن كتابين آخرين لاسطراطون احدهما هو «في الموجود"، والثاني: «في الحركة» ومن بين هذه المؤلفات نذكر ما يلي : — علماً بأنه لم يبق لنا منها شيء ، اللهم إلا شذرات متفرقة عند بعض المؤلفين:
١-»في الملكية» ٢-في العدالة،ثلاث مقالات.
٣-في الخير. ٤ -في الآلهة، ٣ مقالات.
٥-في المبادى، ٣ مقالات ٦-في الحياة
٧-في السعادة. ٨-في الخلاء.
٩ -في السماء. ١٠-في النفس.
١١ -في النرم. ١٢ -في المديح.
ألبينوس
١٣-في الابصار ١٤-في الاحساس
١٥-في اللذة. ١٦-في لألوان
١٧ - في الحد (التعريف) ١٨ - في الحركة.
وبالجملة، فإن مؤلفاته تتوزع بين الموضوعات التالية ن المنطق - الاخلاق - الفيزياء - التاريخ. ومعنى هذا أن اسطراطون لم يكن فيزيائياً فقط، بل كان ذا إحاطة أوسع بكثير.
وبعض المؤلفات المنسوبة الى ارسطو هي في الحقيقة لاسطراطون، مثال ذلك «في الألوان»، و«في السمع«، وذهب البعض الى القول بأن المقالة الرابعة من «الاثار العلوية»هي له.
خلاصة مذ هيه
يرى اسطراطون أن العالم لم تخلقه الآلهة، وأن الالهة ليسوا إلا قوى الطبيعة ويقول: «كل قوة الهية تقوم في الطبيعة» وعن الطبيعة يصدر كل فعل وكل شيء يحدث بطريقة الية، دون وعي ولا غرض ونزعة اسطراطون هذه تسمى : النزعة الطبيعية الكلية . وهو يقول بوجود الخلاء، لكن الخلاء موجود في داخل العالم، بين الأجزاء الجوهرية التي يتألف منها الجسم وهذه الأجزاء تقبل التجزئة الى غير نهاية وأفعال النفس يحددها الجسم والأفعال النفسية - وحتى التفكير والادراك الحسي - هي مجرد حركات.
وقد اتخذ طريقاً وسطاً بين ارسطو وبين ديمقريطس ٠ ٠ فهو اختلف مع ديمقريطس بأن قال إن لأجزاء التي تركب منها الجسم - أعني الذرات - تقبل التجزئة الى غير نهاية، بينما قال ديمقريطس بالجزء الذي لا يتجزأ، وهو الذرة. وبينما ارسطو قد أنكر الخلاء، فإنه قال بالخلاء، ولكن داخل العالم. كذلك أنكر أن تكون الذرات كمية فقط، وعديمة الكيفية. وقال إن الكيفيات الأساسية هي الحرارة والبرودة.
وقال إن العالم يتكون بطريقة فيزيائية ولهذا فإن العالم هو من عمل الضرورة الطبيعية، وليس من خلق الآلهة، إلا اذا قلنا بأن الالهة هم قوى الطبيعة
والادراك الحسي لا يتميز من التفكير العقلي. والانسان لا يستطيع ان يعقل شيناً لم يكن قبل ذلك سبباً
لانطباع حسي، وفي مقابل ذلك فإن الإدراك الحسي لا يتم بدون التعقل.
وقد كانت لاراء اسطراطون هذه تأثير كبير على الطب والميكانيك، والفلك في مدرسة لاسكندرية - فقد تأثر به ارسستراطوس الطبيب، كما تأثر به هيرون Heron في الميكانيكا - وربما كان هو أول من قال إن الادراك الحسي هو ايضاً من أفعال العقل. وأنكر وجود أجسام خفيفة خفة مطلقة وجعل من الثقل حقيقة نسبية الى الوسط الذي يوجد فيه الجسم.