استشراق هولندي


يذكر الدكتور قاسم السامرائي في كتابه (الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية) أن الاستشراق الهولندي لا يختلف عن الاستشراق الأوروبي في أنه انطلق مدفوعاً بالروح التنصيرية، وأن هولندا كانت تدور في الفلك البابوي الكاثوليكي، وقد اهتم المستشرقون الهولنديون باللغة العربية ومعاجمها كما اهتموا بتحقيق النصوص العربية، ومما يميز الاستشراق الهولندي وجود مؤسسة بريل التي تولت طباعة الموسوعة الإسلامية ونشرها في طبعتيها الأولى والثانية، كما تقوم هذه المؤسسة بطباعة الكثير من الكتب حول الإسلام والمسلمين. وأسست هولندا معاهد متخصصة من أهمها المعهد الملكي للغات والمعهد الشرقي لدراسة الشرق والإسلام وزخرت هولندا بالمكتبات الغنية بالتراث الأسلامي مثل مكتبة جامعة ليدن Leiden التي تضم نفائس المخطوطات ومكتبة المجمع الملكي في أمستردام ومن أهم مستشرقي هذه المدرسة إربنيوس - الذي يعد مؤسس النهضة الأستشراقية بعد تأسيسه المطبعة العربية الشهيرة (بريل)-ومن أبرز المستشرقين الهولنديين سنوك هرجرونيه (1857م - 1936م) الذي ادعى الإسلام وتسمى باسم الحاج عبد الغفار وذهب إلى مكة المكرمة ومكث ستة أشهر حتى طردته السلطات من هناك، فرحل إلى إندونيسيا ليعمل مع السلطات الهولندية المحتلة لتدعيم الاحتلال في ذلك البلد الإسلامي، ومن أعلام الاستشراق الهولندي أيضا دي خويه (1836م - 1909م)وكذلك المستشرق فنسنك والمستشرق دوزي الذي يعد أشهر مستشرقي هذه المدرسة مؤلف كتاب تاريخ المسلمين في أسبانيا وناشر كتاب "البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب" وقد خلّف العشرات من الكتب المؤلفة والمحققة حول العربية والأسلام ونجد أيضاً فنسنك vensinek واضع الأساس الأول للمعجم المفهرس لألفاظ العربية وصاحب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وله كتاب في العقيدة الإسلامية، وقد تولي تحرير دائرة المعارف الإسلامية وكانت له فيها مقالات قيمة، وذكر الدكتور السامرائي أن الاستشراق الهولندي شهد في السنوات الماضية ظهور تيار من المستشرقين الشباب الذين يميلون إلى النظرة الموضوعية إلى الإسلام وقضاياه وهذا ما أثار حنق وغضب المستشرقين الأكبر سناً، ولهولندا مركز للبحوث والدراسات العربية والإسلامية في مصر. ويوجد في هولندا عدة كراس للغات الشرقية في كل من جامعات ليدن Leiden وأمستردام وأوترخت مما ساعد على إيجاد أجيال من المستشرقين في كافة ميادين المعارف الشرقية.

ويمكن لنا إيجاز أهم خصائص هذه المدرسة في الأتي :-

  • الشمولية المطلقة مكاناً ونوعاً الي حد كبير.
  • البعد الملحوظ عن التجني والعداوة للإسلام مقارنة ببعض المدارس الأخرى.
  • الكشف عن الحضارة الإسلامية في أسبانيا والتراث الأندلسي.

راجع

  • إدوارد سعيد: الإستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء، نقله إلى العربية كمال أبو ديب، الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية، 1981، 368 صفحة.
  • إدوارد سعيد: الثقافة والإمبريالية، نقله إلى العربية وقدّم له كمال أبو ديب، الطبعة الثانية، بيروت دار الآداب، 1998.
  • إدوارد سعيد: تعقيبات على الإستشراق، ترجمة وتحرير صبحي الحديدي، الطبعة الأولى، عمّان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1996.
  • إرفن جميل شك: الاستشراق جنسياً، ترجمة وتحقيق عدنان حسن، الطبعة الأولى، دمشق، قدمس للنشر والتوزيع، 2003.
  • إسماعيل أحمد عمايرة: بحوث في الاستشراق، الطبعة الأولى، عمّان، دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع، 2003، 543 صفحة.
  • إسماعيل أحمد عمايرة: المستشرقون وتاريخ صلتهم بالعربية: بحث في الجذور التاريخية، عمان، دار حنين، 1992.
  • إسماعيل أحمد عمايرة: بحوث في الاستشراق واللغة، القاهرة، مؤسسة الرسالة، 2000.
  • [إسماعيل محمد]]: الاستشراق بين الحقيقة والتضليل: مدخل علمي لدراسة الاستشراق، الطبعة الثالثة، القاهرة، دار الكلمة للنشر، 2000.
  • أكرم ضياء العمري: موقف الاستشراق من السيرة والسنّة النبوية، الرياض، مركز الدراسات والإعلام دار إشبيليا، 1417/1998.