إيتين بونوت دي كوندياك
إيتين بونوت دي كوندياك (بالفرنسية: Étienne Bonnot de Condillac) من مواليد (30 سبتمبر 1715 في غرونوبل) ووفيات (3 أغسطس 1780) هو فيلسوف فرنسي مشهور من فلاسفة عصر التنوير، وعالم معرفي فرنسي، بحث في ميادين علم النفس وفلسفة العقل.
حياته
ولد في مدينة غرونويل في عائلة قانونية وهو الأصغر بين ثلاثة أشقاء، اتخذ شقيقاه الأكبر سنًا جان وغابرييل أسماء مرتبطة بإحدى ممتلكات العائلة في (مالبي، لوار)، ويُعرف كليهما باسم «بونوت دي مالبي»، أما إيتين فيعرّف مع ملكية أخرى في (كوندياك، دروم) وكان معروف باسم «بونوت دي كوندياك». أصبح كوندياك قسيسًا، مثل شقيقه غابرييل، في الأعوام (1733–1740) في كنيسة سان سولبيس في باريس، وعُيّن رئيسًا لدير موريو.
كرّس كوندياك حياته بأكملها للفكر المضارب، بالرغم من ترسيمه كاهنًا وعدا الفترة التي كان فيها معلمًا معينًا من قبل المحكمة لمحكمة بارما، مؤلفاته:
- مقال عن أصل المعرفة الإنسانية البشرية (1746)
- ميثاق الأنظمة (1749)
- أطروحة عن الأحاسيس (1754)
- معاهدة الحيوانات (1755)
- نهج شامل للدراسات (1767 – 1773) في 13 مجلد، كُتِب خصيصا للشاب فرديناند دوق بارما حفيد لويس الخامس عشر.
- التجارة والحكومة بالبحث في علاقتهم المتبادلة (1776)، ومؤلفين بعد وفاته.
- المنطق (1781) ومؤلفه غير المنجز لغة الحسابات (1798).
انخرط كوندياك في باريس بحلقة دينيس ديدرو الفيلسوف الذي ساهم في الموسوعة، كوّن صداقة مع روسو استمرت إلى حد ما حتى نهاية حياته، يرجّح أنها بدأت عندما كان روسو معلمًا لاثنين من أبناء شقيقه جان في ليون -الذي كان رئيس الشرطة آنذاك ومعروفًا باسم السيد دي مابلي، قدّم كوندياك روسو للأوساط الفكرية برفقة شقيقه غابريل الذي أصبح كاتبًا سياسيًا مشهورًا ومعروفًا بأنه رئيس دير مابلي
لم تُلحِق صلات كودياك مع الفلاسفة غير التقليديين الضرر بمهنته، وقد نشر عدة مؤلفات عندما أرسلته المحكمة الفرنسية إلى بارما ليُعلّم الدوق اليتيم الذي كان في سن السابعة في ذلك الحين.
انتُخِب كودياك بعد عودته من إيطاليا عضوًا في أكاديمية اللغة الفرنسية عام 1768، وخلافًا لما يشاع بأنه حضر اجتماعًا واحدًا فقط، كان كوندياك من الحاضرين المترددين حتى قبل عامين من وفاته. أمضى أعوامه الأخيرة بعد التقاعد في (فلكس) في ملكية صغيرة كان قد اشتراها بالقرب من (بيوجينسي) بجانب نهر (لوار)، توفي هناك في الثالث من آب 1780.
الاقتصاد
سعى مؤلف كوندياك «التجارة والحكومة» (نُشرَ عام 1776 وهو ذات العام الذي صدر فيه مؤلف آدم سميث ثروة الأمم) أن يضع الاقتصاد في إطار منطقي متناسق. كان صديقًا لزعيم الفيزيوقراطيين فرانسوا كيناي، تعكس الكثير من مؤلفات كودياك اتجاه الفيزيوقراطيين الغالب لا سيما تحليله لبنية فرض الضرائب ومقترحاته لإنعاش الاقتصاد، غير أنه اقترح حجة أخرى بدعوى أن المنتجين يعملون لكسب المنفعة، رفض معظم الفيزيوقراطيين المنفعة وقد استُبعدت هذه الفكرة حتى أعاد ستانلي جيفونز وكارل مينغر اكتشافها عام 1871.
اقترح كودياك في نظريته (السعر الحقيقي) أن التاريخ الإنساني ينقسم إلى مرحلتين: الارتقاء والانحدار. يتّسم الارتقاء بالتنمية الرشيدة والاستفادة من الموارد، بينما تُعجل التصرفات السيئة التي تمارسها النخبة بالانحدار ومن ثم يتدفق إلى العمال مشجعًا الإسراف والبذخ والأسعار المزورة التي تلحق الضرر بعامة الشعب. رأى كودياك أن الحل لذلك هو (السعر الحقيقي) الذي يخلقه التفاعل الحر بين العرض والطلب الذي يحققه الإلغاء التام للضوابط التنظيمية، وسيُعلم الناس أن يعملوا من أجل تحقيق مصلحتهم القصوى في السوق المفتوحة من خلال إعادة مفاهيمهم. أثَّر كودياك في الاقتصاد الليبرالي الكلاسيكي بالمناداة باقتصاد السوق المفتوحة مقابل السياسة المعاصرة المهيمنة المتمثّلة برقابة الدولة في فرنسا.
كوندياك
فيلسوف حسي فرنسي.
ولد في مدينة جرينوبل في سنة ١٧١٥ من أسرة نبيلة كان منها الكثير من رجال القضاء . تعلم في كلية اليسوعيين في ليون، ثم دخل معهد سان سلبيس الديني، وحضر محاضرات في اللاهوت في السوربون وربم قسيساً في سنة ١٧٤٠ I لكنه لم يقم القداس الا مرة واحدة في حياته.
وعني بتكوين نفسه في الفلسفة بقراءة مؤلفات فلاسفة القرن السابع عشر وفلاسفة عصره، وربطته اواصر الصداقة بكثير من كبار المفكرين والأدباء المعاصرين له مثل ديدرو، وروسو، وديكلو والكثيرمن المساهمين في تحرير ٠ا لانسكلوبيديا، .
وفي سنة ١٧٥٨ صار مربياً لابن دوق بارم Parme؛ ولاستعماله ألف سللة من الكتب الدراسية. ولما عاد إلى فرنسا ١٧٦٧ اخذ في نشر هذه الكتب، ونشرت في بارم في ١٣ مجلداً (١٧٦٩ -١٧٧٣). ثم انتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية سنة ١٧٦٨. وفي سنة ١٧٧٦ نشر كتابه ٠التجارة والحكومة في علاقة كل منهما بالأخرى»، وكان بمثابة عرض سهل لنظريات فرنسوا كينيه ودي يون دي نيمور الفسيوقراطينفي الاقتصاد، ومفادها ان الزراعة هي اساس الثروة، وأن التجارة يجب ان تكون حرة، وأن العقل الإنساني قادر على اكتشاف القوانين التي تكفل حق كل إنسان في الاستمتاع بثمرة عمله.
وأمضى السنوات الأخيرة من حياته بعيداً عن باريس، إلى ان توفى في دير فلوكس (في بوجنسي Beaugency) الذي
كان مستفيدا منه، في سنة ١٧٨٠ .
فلفته
بدأت فلسفة كوندياك من فلسفة لوك كما عرضها الأخير في كتابه ٠بحث في العقل الإنساني»، لكنه تجاوزه فييا بعد في اتجاه النزعة الحسية.
يميز كوندياك، شأنه شأن لوك، بين الأفكار الصادرة مباشرة عن الاحساسات، وبين الأفكار الناشئة عن التاليف élaboration^ الانطباعات الحسية. لكنه تميزعن لوك بكونه عزا إلى اللغة الدور الحاسم المحدد في تكوين الأفكار. وبهذا تخلص من الاعتراض لموجه من الحسيين وهو: كيف تدعون ان كل افكارنا مستمدة من الانطباعات الحسية، بينما لا بد من افتراض ٠عقل» نشيط كي يمكن الانتقال من الانطباع الحسى إلى الفكرة التأملية؟ إذ يرى كوندياك أن اللغة هى التى تؤدي هذا الدور. لقد درس كل اشكال الفكر، وبين علاقاتها باللغة. صحيح ان من الممكن تصور فكر بغير علامات لغوية، لكنه في هذه الحالة سيظل محصوراً في نطاق ضيق جداً ض لأفكار، لا يتجاوز الإدراك والتخيل، لكنه لن يبلغ ابداً التجريد والمزج بين الافكار والمميز الجوهري ببن الانسان وسائر انواع الحيوان هو إنشاء علامات اللغة، التي هي اساس الفكر المجرد والتأملي.
واللغة، في نظر كوندياك، اختراع إنسافي محض، وليس هبة من الله ولا من الطبيعة. لقد لاحظ الناس، وهم يعيشون في جماعات، ارتباطاً بين الأفعال وبين الإشارات او الصيحات المستمرة، فوضعوا لغة للفعل سبقت اللغة المنطوق يها. وكان لا بد من عملية تاريخية طويلة تجعل اللغة المنطوق بها الأداة الرئيسية للتعبيروالتفاهم، بعد ان كانت اللغة مجرد مساعد للفعل. والعلامات اللغوية اصطلاحية عحضة، وليست طبيعية، حتى إن العلاقات بينها وبين الأفكار هي علاقات اعتباطية، أي لا مبرر لها في طبيعة المعنى أو الفكرة المعبر عنها او الموضوع المسمى. ويقرر كوندياك إنه وإن كان فعل الكلام مبادرة إرادية من الفرد، فإن قواعد عمل اللغة مستقلة عن الأفراد.
ومن هنا كان تأثيركوندياك في علم اللانيات المعاصر، إذ تأثر به بريال Bréal الذي تأثر به فرديناند دي سوسير مؤس علم اللانيات المعاصر.
كوهن
وبعد ان جعل كوندياك من اللغة، وهي اصطلاحية، وليست طبيعية، العامل الفعال في تكوين الأفكار المجردة والتأملية، وجد أنه لا يوجد غير مصدر طبيعى واحد لمعارفنا ومهينا: وهو لإحساس. ويشتق كوندياك من الإحساس-اما بالاستمداد المباشر أو بالتأليف بين إحساسات ذوات مصادر ختلفة- يثتق وظاثف العقل ووظائف الإرادة. وبدلاً من أن يميز ويفصل بين الوظائف الحسية والرظائف العقلية يبحث كوندياك عن حل في التأليف بين الإحساسات ذوات المصادر المختلفة. فبهذا التأليف ننتقل من الانفعال الخالص إلى ما نعتقد أنه فعل خاص يقوم به عقلنا. وحدة الإحساس هي الأصل في الانتباه، فما الانتباه إلا هذه الحدة vivacité نفسها وقد تجلت على أساس ساثر الاحساسات؛ ومن هذه الحدة وقد تحولت إلى انتباه يمكن اشتقاق كل الوظائف العقلية مثل: الذاكرة، المقارنة، الحكم، التأمل. وكذلك نجد أن الشهوة هي اساس كل تحولات العواطف، التي غايتها القصوى هي الإرادة.
ونتيجة لهذه الآراء قرر كوندياك ان الأنا ماهوإلا تسلسل الإحساسات وتحولها. إن الأنا ليس جوهراً مفكراً واعياً يذاته، بل هونتيجة المزج والتأليف بين الإحساسات، وهوالتعبيرعن تحولاتها في اللغة.
ويبين كوندياك في «مبحث في الإحساسات، كيف تؤدي الانطباعات الحسية (أوتغيرات النفس على حد تعبيره modifications de l’âme) بطريقة أوتوماتيكية، دون إحالته إلى أرواح غيرمرئية أو أفكار فطرية، إلى كل العمليات العقلية.
وفي سبيل إيضاح آرائه هذه، افترض تمثالا من امرمر مركباً في الداخل مثل تركيب الجسم لإنساني، وله عقل خال من اية أفكار، وحواسه كلها مغلقة بحيث يمكن فتحها جميعاً في وقت واحد، وتحليل العلاقات القائمة بين ختلف الإحساسات. وجعل كوندياك أول حس يفتح هو حس الشم، لأن الرائحة بمأمن من أن تؤخذ على أتبا صورة لموضوع خارجي، وإنما هي تغيير في العقل، كما ان الرائحة تتضمن رد فعل انفعالياً هو الاستطابة أو التفرر ٠ ومن تجربة استطابة الرائحة، مرتبطة مع الإحساس الرائحة نفسها، تنشأ الرغبات بعملية مشابهة للطريقة التي بها ينشأ الحكم والبرهان؛ ومن الرغبات الوقتية تنشأ الشهوات الطويلة المدى. وجماع رغباتنا وشهواتنا الدائمة يؤلف إرادة الانسان، كما أن
جماع الإحساسات والذكريات والأحكام والبراهين يؤلف ذهن السان.
نشرات مؤلفاته
النشرة الأولى لمؤلفاته قام بها اخوه جبرييل برنو، ابيه دي مالي Mably ء0 48٤ بالاشتراك مع G.Arnoux وتقع في ٢٣ مجلدا (باريس، سنة ١٧٩٨) تحت عنوان Oeuvres Condillac Complètes 0٥. وأحدث طبعة بعنوان Oeuvres philosophiques صدرت في ثلاثة مجلدات (باريس ١٩٤٧-١٩٥١) بتحقيق Georges le Roy. ونذكرأهم مؤلفاته مع تواريخ طبعاتها الأولى:
-Essai sur !’origine des connaissances humaines. 02115, 1746.
- Traité des Sensations, avec: Dissertation sur 1ه liberté.
Paris, 1754.
- Traité de animaux, avec: Dissertation sur l’existence de Dieu. Amsterdam, 1755.
- عاً Commerce et le gouvernement considérés relative-ment 1’unàl’autre. Amsterdam, 1776.
- La Logique. 102115, 1792.
- La Langue des calculs. 12115, 1798.