إميل لتريه

فيلسوف وضعي ، ولغوي فرنسي وصاحب أعظم

معجم للغة الفرنسية

ولد في باريس في أول فبراير سنة ١٨٠١، وتوفي في باريس في ٢ يونيو ١٨٨١ .

تعلم في ليسيه لوي لوجران ثم تعلم بعد ذلك اللتين الانجليزية والألمانية ودرس فقم اللغة السنسكريتية وأدها، وابتداء من سنة ١٨٣٥ اصبح يكتب بانتظام في جريدة عل 1لا0ا^ومار رئي تحرير لها فترة من الوقت . وفي سة ١٨٣٩ أصدر المجلد الأول من نشرته لمؤلفات ابقراط الطبية ، وقد أتمها في سنة ١٨٦٢ . واختير في سة ١٨٣٩ عضواً في أكاديية النقوش والآداب الجميلة. وبداً في سنة ١٨٤٤ كتابة مؤلفه العظيم الخالد : « معجم اللغة الفرنسية» الذي يعد حتى الآن اعظم معجم للغة الفرنسية ومن أعظم المعاجم اللغوية في سائر اللغات . وفي إبان ئررة سنة ١٨٤٨ ، - وكان قد تعرف قبل ذلك إلى أوجيت كونت وصارمن أشد المناصرين حماسة له ،-كتب عدة مقالات نثرت بعد ذلك في سنة ١٨٥٢ تحت عنوان : ٠ المحافظة، والثورة، والوضعية».

وبعد أن أتم نثرته لمؤلفات بقراط وبلنيوس ، انصرف انصرافا كلياً لاتمام معجمه . وفي سنة ١٨٦٣ رشح ليكون عضواً في الأكاديمية الفرنسية ، فتصدى لم أسقف اورليان ، منسنيور دوبانلو 9^092910 وحل على لتريه باعتبار هذا الأخيرملحداً .وكان دوبانلو ذا نفوذ قوي في عهد لامبراطرربة الثاكة . فلما سقطت هذه الامبراطررية غداة حرب السبعين ، اختير لتريه في ديمبر سنة ١٨٧١ عضوا في الأكاديمية الفرنسية ، وهو في الواقع قد خدم اللغة الفرنسية بما لم تتطع هذه الأكاديمية أن تخدمها به منذ انثائها!

وقد أتم لتريه معجمه العظيم هذا في سنة ١٨٧٣ ولا يزال يطبع حى الآن برصفه أعظم كنز لغوي للغة الفرنسية .

آاؤ.

كان لتريه من أخلص المتحمسين لأوجيست كونت . وهو يقول عن نفه : ا حينما ظهرت لي الفلسفة الوضعية ، كنت قبل ذلك قد تخلصت من كل لاهوت ومن كل ميتافيزيقا : واستسلمت مع الأسف، لهذه الحالة السلبية . لكن كتاب ( « محاضرات في الفلغة الوضعية ) تأليف السيد كونت حولني تحويلاً«. لقد كان يبحث عن وجهة نظر.

لترب

«فأعطافي السيد كونت وجهة النظر هذه . فتغيرت حالتى العقلية تماماً، وصارت نفسي هادئة ، ووجدت الطمأنينة».

هكذا كتب لتريه في بحث له بعنوان : ٠ تحليل عقلي مبرهن» لكتاب امحافرات في الفلسفة الوضعية» (سنة ١٨٤٥ ). وقد تلاه ببحث اخر بعنوان «تطبيق الفلسفة الوضعية على حكم الجماعات وعلى الأزمة الحالية» ( ١٨٤٩ ) وثلث عليهما ببحث عن « المحافظة، والثورة، والوضعية » ( سنة ١٨٥٢ )- وفي هذين البحثين الأخيرين حاول أن يطبق المذهب الوضعي على السياسة والحياة الاجتماعية ويستخلص النتاثج الاجتماعية للوضعية .

لكن وقعت القطيعة بين لتريه وكونت في سنة ١٨٥٢ . ومع ذلك ظل لتريه غلصاً للوضعية، وكتب في سنة ١٨٦٢ كتابه الرئيسي في الفلفة الوضعية بعنوان : ٠ أوجيست كونت والفلسفة الوضعية، وفي مقدمته يقررأن من اخلاص التلميذ لأستاذه أن ينقده . وهو في هذا الكتاب يعرض الفلسفة الوضعية عند كونت عرضاً واضحاً جيد التقسيم ، وفي الوقت نفسه يبين حدود كونت وأخطاءه : وفي سنة ١٨٦٣ كتب مقدمة للطبعة الثانية من كتاب كونت : « عحاضرات في الفلسفة الوضعية» ( سنة ١٨٦٣ ) وعنون هذه المقدمة بالعنوان البالغ الدلالة التالي : ٠ مقدمة بقلم تلميذ »- أي تلميذ لكونت .

وفي سنة ١٨٦٦ كتب دفاعاً عن كونت ضد مقال كتبه جون استيورت مل بعنوان : « أوجيست كونت والوضعية» .

رفي سنة ١٨٦٧ أنشا « مجلة الفلسفة الوضعية» وفيها كتب مقالات عن كونت ، جمعها بعد ذلك في كتابه : « العلم من وجهة النظر الفلسفية» ( سنة ١٨٧٣ ) .

وهكذا ظل لتريه خلصاً للفلسفة الوضعية حتى إنه صرح في اخريات حياته قاثلا : « لقد اعانتني الفلسفة الوضعية منذ ثلاثين عاماً ، وزودتني بمثل أعلى وبالتعطش لما هو أفضل ، وبنظرة في التاريخ وباهتمام بالانسان . وهي بهذا صان تنى عن ان أكون مجرد مفكر سلبي وكانت رفيقى المخلص إبآن عنتي لأخيرة» -وهو يشير الى الآلام التي قاماها ص المرض.

لكن ماذا اخذ التلميذ(لتريه) على استاذه

لقد اخذ عليه أنه ٠ انحرف» عن حقيقة الوضعية ووفع في اخطاء في حق روح الوضعية وجوهرها، وأن كتابي كونت ٠ مذهب الفلسفة الوضعية» والتركيب الذاقي، Synthèse subjective يخالفان كتاب « محاضرات في الفلسفة الوضعية» الذي يرى فيه لتريه انجيل الوضعية الصحيحة .

ذلك أن لتريه ، كما قال مرتينو Martinu .م في الفصل الذي كتبه عن ٠ الأدب في عهد الامبراطورية الثانية» في كتاب ٠ الأدب الفرنسي»(الذي أشرف عليه Bedier ج٢ ص ٣٠٠، باريس سنة ١٩٤٨-سنة ١٩٤٩) يجد الوضعية المحضة، فلسفياً وسياسياً ؛ ودافع بنبالة عن فضية كان من شأن أهواء الأستاذ ( كونت ) أن تجعلها عقيدة نحلة صغيرة» .

ونلخص فيما يلي مآخذ لتريه على كونت :

١ - لتريه ياخذ عل كونت أولاً ربطه بين الدين وبين العقيدة الأخلاقية لحب الانسانية . ويقرر ان كونت لم يذكر « الدين» في أي موضع من كتابه ٠ محاضرات .. . ، فما باله بعد سنة ١٨٤٥ يربط بين الدين وبين «السلطة الروحية» التي يرى إقامتها لتحقيق حب الانسانية ؟! إن لتريه يرى في هذاخيانة للمنهج الوضعي.

٢ -وياخذعلى كونت ثانياً المنبج الذاقي الذي بدا يبشر به ، وهو منهج يتنافى تماماً مع ا منهج الموضوعي الذي عرضه في « محاضرات .. . ». إن المنهج الذاقي لا يحفل بالوقائع، ومادام كذلك فلا ضابط يضبطه . إنه بهذا يخضع العقل للقلب.

٣ - ويأخذ عليه ثالئاً انه يجعل من , الأخلاق» علماً سابعاً ، فهذا يخالف المنيج الوضعي.

كذلك هاجم لتريه بعض المفكرين المعاصرين النازعين نزعة وضعية، ٠ لأنه يعتقد أنهم توسعوا في الوضعية فطبقوها على أهدافهم هم الخاصة ، ومن هزلاء : رينان، وبرتلو Bertheot واسبنسر، وخصوصاً انصار المادية . إنه يرى ان من الخطا الفاحش الخلط بين الوضعية والمادية ذلك أن المادية مذهب ميتافيزيقي يتجاوز حدود الملاحظة، وذلك حين يقرر أن كل الظواهر ترجع الى ٠ جوهر، مادي. ويؤكد لتريه أن الوضعية « ترفض كل الفروض، سواء منها المادية او الروحية ، رتدمغها بأنها فروض عابثة لا طائل تحتها». ذلك

لنج

أن كلا الفريقين - المادي والروحي - يقرر تقريرات عن منطقة لا يمكن أن تصل إليها المعرفة ، وهذا - كما يقول - هو الخطأ المميز لكل ميتافيزيقا.

مؤلفاته الفلسفية

- De 1ه philosophie positive, 1845.

-Conservation, révolution ٤ح positivisme, 2ع éd. 1879.

- Auguste Comte et 1ه philosophie positive, 2ع éd. 1864

- «Préface d’un disciple», 11 A. Comte: Cours de 01110-Sophie positive, ٤. 1, 1864.

- ةاً Science au 0011ه٧ عل ٤ philosophique, 1874.

- «ه philosophie positive :Μ. Auguste Comte et Μ.J. Stuart 1٧4111», inRevuedesdeux mondes, 1864, 0829 -م-66.