إفرة (قرية)
قرية إفره
كتب: د.أحمد ممدوح يوسف
- موفعها خلاب و مناخها جبلي آسر ، و كأي مجتمع صغير هي .. نكهة سكـّانها رائعة ، و أحاديثهم ممتعة ، و طيبتهم طاغية *
الموقع الجغرافي :
تقع قرية إفره إلى الشمال الغربي من مدينة دمشق ، عاصمة الجمهورية العربية السورية ، على بُعد ثلاثين كيلومتراً (30كلم) من مركز العاصمة دمشق.
تتوضّع القرية على سلسلة جبال لبنان الشرقية (سلسلة جبال القلمون) ، على ارتفاع (1446م) ألف و أربعمائة و ستة و أربعون متراً.
ما هي سلسلة جبال القلمون؟
سلسلة جبال لبنان الشرقية وتسمى جبال القلمون هي سلسلة جبلية في شرق لبنان وجنوب غرب سوريا تمتد حوالي150 ميلاً .
تمتد من السهل المحيط بمدينة حمص السورية شمالاً حتى جبل الشيخ (حرمون) في مرتفعات الجولان السورية جنوباً ). تنفصل السلسلة عن جبال لبنان الغربية بسهل البقاع الخصيب. جبال القلمون جرداء في معظمها وتتميز أقسامها الشمالية بالوعورة. أعلى قممها جبل الشيخ (أو جبل حرمون) الذي يصل ارتفاعه إلى 2814م فوق سطح البحر، ويشكل منابع نهر الأردن في الجولان ، وهو محتل من قبل إسرائيل منذ عام1967.
ثاني أعلى قمم هذه السلسلة هي قمة جبل الحمام في حرم محيط قرية إفره و يرتفع 2433 م فوق سطح البحر.
بالنظر إلى الخارطة يمكننا تحديد موقع قرية إفره في سلسلة الجبال كالتالي:
في الشمال الشرقي نجد قرية (رنكوس) ، و من الجنوب قرى (عين الفيجة) و (دير قانون) و وادي بردى ، أما من ناحية الشرق فنجد قرية (حلبون) ، و في اتجاه الشمال تتابع السلاسل الجبلية امتدادها حتى النهاية في (عين الجوزة) و الحدود اللبنانية – السورية ، أما إذا نظرنا في ناحية الغرب فسنجد (مضايا) و (الزبداني) ثم سهل البقاع اللبناني.
تتضمن جبال القرية ثاني أعلى قمّة جبلية في سورية –بعد قمة "حرمون" في جبل الشيخ- و تسمى (قمة جبل الحمام) و ترتفع عن سطح البحر 2433 متراً.
تستلقي القرية على كتف الجبال بحيث يصبح الجبل إلى الشرق منها ، مما يكسبها تأخراً في طلوع الشمس.
يمكن الوصول إلى قرية إفره من دمشق خلال طريقين:
1- (الرسمي) عن طريق دمر ثم عين الفيجة ، مروراً بقرية دير مقرن ، ثم سلك طريق القرية الجبلي. مدة هذا الطريق بالسيارة من مركز دمشق خمسة و أربعون دقيقة ( 45 دقيقة).
2- (غير المعتاد) عن طريق التل ، ثم قرية حلبون ، ثم سلك طريق إفره الجبلي. مدة هذا الطريق ساعة و خمس و عشرون دقيقة بالسيارة (85 دقيقة).
المناخ :
مناخ القرية جبلي ، جاف معتدل مائل إلى البرودة صيفاً ، و بارد شتاءاً.
أقصى درجات الحرارة المسجّلة في قرية إفره:
صيفاً 31 ْ شتاءاً -9 ْ
الاسم:
تشتق تسمية قرية إفره من كلمة (آفروديت) : (آلهة الجمال) ابنة الرب (زيوس).
و هي إحدى آلهة جبل الأوليمب الإغريقية الإثنى عشر.
Gods and Goddesses of Mountain Olympus
من هي آفروديت؟
آفروديت : باليونانية Ἀφροδίτη باللاتينية æfrɵdaɪti
هي (آفروديت) (Aphrodite) آلهة الحب و الجمال ، ابنة الرب (زيوس) (Zues (كبير الآلهة ، عشيقة (أدونيس) (Adonis) و زوجة (هيفايستوس) (Hephaestus ) إله النار. و أم (آروس) (Eros) إله الحب المعروف أكثر باسم (كيوبيد) (Cupid). نافست (آفروديت) ، (هيرا) (Hera) آلهة الزواج و المواليد في مسابقة للجمال و فازت عليها بجائزة الجمال مما سبب غيرة (هيرا) منها. تعرف أيضاً باسم : (القبرصية) (Cyprian) و ذلك وفقاً للشاعر اليوناني (إيسويد)( Hesiod ) و تبعاً للأسطورة التي تقول أنها وُلدت في (قبرص) بعد أن قام (كورنس) بقطع الأعضاء التناسلية لـ (يورنس) فسقط مع الدم في البحر فتكونت (APHRO) (آفرو) و تعني باليونانية القديمة (الرّغوة) ، فتكونت (آفروديت) من كامل الرغوة و الزبد. العبادة : طقس عبادة (آفروديت) عُرف في أثينا وخاصة في كورنثوس حيث كان يوجد معبد إلهة الحب: آفروديت. وقد تم ذكر المعبد في رحلة بولس الرسول إلى أثينا والكنيسة التي أنشأت في مكان المعبد. و يذكر أن معبد آفروديت في دمشق تحوّل في العصور المسيحية إلى كنسية القديس يوحنا المعمدان (النبي يحيى في الإسلام).
من هي هيرا ؟
في مجمع الآلهة الأوليمبي للميثولوجيا الإغريقية، كانت هيرا زوجة زيوس و أخته ، و ربّة الزواج.
رُسمت شخصية هيرا لتكون ملكية و مهيبة. هيرا هي ابنة كرونوس و ريا ، أخت زيوس كبير آلهة الإغريق، و زوجته فيما بعد، ربّة الأرباب، و أم هيفايستوس إله النار و الحدادة (زوج آفروديت)، و آرس إله الحرب. اشتُهرت هيرا بالمُشاغبة و الغيرة على زوجها زيوس مُتعدد العلاقات النسائية، و بلغ من مشاغباتها حداً جعل زيوس يُعلقها من معصميها بقيد ذهبي بين الأرض و السماء، و رغم ضجة الآلهة بالشكوى، خصوصاً أشقاءها الآلهة الكبار: بوسايدون إله البحر، و هاديس إله العالم السفلي و ملك مملكة الموتى، إلا أن الوحيد الذي أمكنه فك القيد هو ولدها الذي كانت تخجل منه لعاهته الجسدية و بشاعة خلقته هيفايستوس إله النار و الحدادة وهو زوج آفروديت الذي زوّجه زيوس إيّاها لخوفه عليها من فتنة الناس بجمالها. كانت هيرا تغار من آفروديت كثيراً بسبب فوز آفروديت في مسابقة الجمال ، على الرغم من أن آفروديت زوجة ابنها و ابنة زوجها و أخوها في نفس الوقت.
لماذا نذكر هيرا؟
التاريخ و النشأة:
• تاريخ إفره يعود إلى عصور الآراميين. و يدل على ذلك وجود مغارات في محيط القرية بُنيت في هيئة بيوت مكوّنة من غرف بدائية و مخازن لحفظ الطعام.
• يؤكد اسم القرية مرور الحضارة الإغريقية اليونانية عليها.
أسطورة نشوء القرية:
تقول الأسطورة أن زيوس عمّر قصراً صيفياً كان في أعلى نقطة من الجبال المحيطة بوادي بردى (الحصن) فوق قمة جبل مقدوش ، و كان لزيوس أن يعمّر معبدين واحد لابنته (آفروديت) و الثاني لأخته و زوجته (هيرا).
فكما هي العادة في تلك الحقبة ، كانت الملكات تعتزلن في معابد نائية مع وصيفاتها للتأمّل.
فكان أن أمر زيوس ببناء معبدين متطابقين تماماً لسكن الملكتين : آفروديت و هيرا ، على أن يكون أحدهما على يمين الحصن ، و الآخر على يساره ، بالعدل. لأن هيرا كانت تغار من آفروديت كثيراً.
و هكذا يكون بإمكان زيوس رؤية آفروديت و هيرا من الحصن في ذات الوقت ، آفروديت بعينه اليسرى ، و هيرا بعينه اليمنى. لإتمام منتهى العدل ، و هكذا كان.
فالواقف اليوم في نقطة معيّنة من الحصن ، يستطيع رؤية كلا المعبدين (اللذين تحوّلا إلى مسجدين الآن) ، يستطيع أن يرى قريتين عن يمينه و عن شماله ، يفصلهما جبل في المنتصف : قرية إفره (آفروديت) عن يمينه و قرية هريرة (هيرا) عن شماله. و القريتين في الوقت الحاضر يتشابهان إلى حد كبير في كثير من الأوجه.
• تم اختيار مكان المعبد في القرية تبعاً لرغبة زيوس و ليس تبعاً للقرب أو البعد عن مصادر المياه ، و في هذه الحال وجب على المهندسين جرّ المياه من أقرب ينابيع الماء نحو المعبد. وهكذا كان ، فنجد اليوم أن نبع المياه الرئيسية –العين- في القرية (في وقتنا الحاضر) تجرّ باستخدام طريقة هندسية قديمة تستخدم القناطر و القنوات تحت الأرضية لتصل المياه –بعبقرية- إلى ما تحت المعبد.
• إفره كانت مأهولة بالتأكيد في عصور الرومان ، فالحصنٌ (قلعة الحصن) الذي أسلفنا ذكره على قمة جبل مقدوش ، مرمم على الطريقة الرومانية. مما يؤكد وجود الرومان فيها أو استخدامها كموقع للحامية العسكرية بحيث تراقب كاشفة أكبر قدر ممكن من المساحة المحيطة. هذا بالإضافة إلى حقيقة استخدام القنوات الرومانية و عبقرية الهندسة الرومانية لجرّ المياه إلى قلب القرية. • بعد الحقبة الرومانية ، و خلال الحقبة المسيحية لا توجد أية دلائل على أن القرية كانت مأهولة بالسكان.
• تاريخ قرية إفره الحديث لا يتجاوز المائتي عام.
• هناك تضارباً في تحديد طريقة نشأة قرية إفره الحديثة:
أ/ الاحتمال بأن القرية بقيت منذ الأزل مكان إقامة صيفي لبعض سكان وادي بردى.
ولكن ذلك سيدعم التغيرات الدينية التي طرأت على المنطقة ، و التي لا نشاهد آثاراً لها في القرية.
ب/ الاحتمال بأن القرية نشأت بفعل هروب بعض الثوّار من دمشق و من المدن المجاورة أثناء الثورات ضد الحكم العثماني أو الانتداب الفرنسي للجوء في أقاصي الجبال (كما كانت العادة) ، فوجد الثوّار المعبد و أن المياه تصل إليه بطريقة عبقرية فاستوطنوا المكان ، ثم شيئاً فشيئاً بدأ هؤلاء الأشخاص بتهريب عائلاتهم إلى القرية.
وعندما زال الخطر ، وجدوا أن يستوطنوا هذه البقعة صيفاُ لقطاف الثمار و المتاجرة بها ، ويهبطوا إلى دمشق شتاءاً.
يدعم هذا الاحتمال أيضاً طريقة إنشاء البيوت السكنية ، فهي منشأة كيفما إتفق ، ربما كان ذلك خشية ترك هذه المنازل بين عشية وضحاها.
و لكن هذا الاحتمال سيكون من شأنه عدم بقاء أحد في القرية شتاءاً ، و لكن الحقيقة أن أغلب أهالي القرية و حتى وقت قريب كانوا يقضون الشتاء في القرية.
ج/ الاحتمال بأن تكون القرية مشكلّة في (جزء) من نسيجها السكاني من بعض الهاربين –لسبب أو لآخر- من قرىً و مناطق بعيدة ، فلجئوا إلى القرية و استوطنوها. و لكن هذا الاحتمال –إن وُجد- فسيكون من شأنه تأكيد لوجود سكان أصليين ليلجأ لهم هؤلاء الأشخاص بحثاً عن المأوى و العمل و الطعام.
لذا ، فمن وجهة نظرنا ، جميع الاحتمالات صحيحة ، و يمكننا تخيّل سيناريو لنشأة قرية إفره كالتالي:
• يسيطر الحكم الروماني على معبد آفروديت الإغريقي.
• ينتهي الحكم الروماني و يـُهجر معبد آفروديت لسبب أو لآخر.
• تمضي مدة طويلة جداً - تقاس بالقرون- دون أن يستوطن إنسان المعبد وما حوله.
• بعض سكان وادي بردى يعثرون على المعبد و قنوات جر المياه الرومانية، فيستوطنونه صيفاً.
• تحصل الثورات في جسد الخلافة العثمانية ، و يهرب الثوّار ليجدوا في المعبد و ما حوله بيئة جيدة للاختباء.
• يجيء الثوّار بزوجاتهم و عائلاتهم إلى القرية ، و يبدأون بإنشاء البيوت كيفما اتفق.
• ينتهي الحكم العثماني ، و يرجع الثوّار و عائلاتهم إلى دمشق أو إلى المدن التي أتوا منها، أو يبقون في القرية.
• يبدأ الانتداب الفرنسي ، و تبدأ ثورة التحرير ، فيعود الثوّار إلى الجبال ، إلى ملجأهم القديم.
• ينتهي الانتداب الفرنسي عام 1946، و لكن السكان يؤثرون البقاء لعوامل نفسية معيّنة أو لمجرد اعتيادهم على المكان.
• في الفترة بين هذا و ذاك ، يلجأ بعض الهاربين من الثأر - أو غيره - لعلمهم أن موقع القرية معزول تماماً.
• يمتزج هذا الخليط من السكان بروابط الزواج ليكوّنوا نسيج القرية الفريد ، و يكونوا في النهاية جميعاً أقارب في النسب من بعيد أو من قريب ، و تنشأ قرية إفره الحديثة.
إفره الحديثة :
السكان:
يبلغ عدد سكان قرية إفرة ألفان و أربعمائة و أربعة و ثلاثين نسمة (2434) حسب إحصائية بلدية قرية (دير مقرن) و بتاريخ 31 / 12 /2002 ميلادية ، و هذا أحدث إحصاء لعدد السكان حتى اللحظة ، حيث أن قرية إفره كانت تابعة لقرية (دير مقرن) إدارياً حتى عام 2009. * لكن نتوقع أن عدد السكان الآن بحدود الثلاثة آلاف نسمة. (2010م)
عائلات قرية إفره:
1- شعبان. 2- البني. 3- المسلماني. 4- إبراهيم. 5- عباس. 6- يوسف. ( قسم من عائلة عباس ، اختاروا انتهاء كنيتهم بالاسم الأول لجدّهم يوسف عبّاس). 7- رحمة. (قسم من عائلة عبّاس ، اختاروا انتهاء كنيتهم بإسم والدتهم الكبرى). 8- الشر. 9- رجب. ( قسم من عائلة الشر ، اختاروا انتهاء كنيتهم بإسم جدّهم الأكبر). 10- قصقص. 11- بدرة. 12- الدادا. 13- الدمغة. 14- الجبلي. 15- عيسى. 16- جورية. 17- كنعان. 18- أبو النجم. 19- الخطيب. 20- البري. 21- المسلماني.
و لا يتسع المجال لذكر أصول و منابت هذه العائلات ،إذ أن هناك تضاربًا في الروايات فخشينا عدم الدقة.
- شهرة قرية إفره :
تشتهر قرية إفره بالزراعة و تربية الماعز الجبلي ، فتجلّت شهرتها (بالنسبة إلى مدينة دمشق) في أربعة منتجات تصدّرها إلى العاصمة:
1- الجبنة الإفراوية. (مصنوعة من حليب الماعز الجبلي).
2- التين البعل الإفراوي. ( بعل = روي بماء المطر و لم يتدخل الإنسان في جر الماء إليه).
3- الكرز الإفراوي. ( حبّاته كبيرة ، و يطغى عليه تركيز نسبة السكر الكبيرة فيه).
4- التفاح السكـّري الإفراوي.
و حيث ذكرنا الزراعة ، فيجدر الذكر أن أغلب قطاع الزراعة في قرية إفره يشمل الفواكه فقط دون الخضروات.
أهم ما يزرعه أهالي القرية:
1- العنب : و يلاحظ أن شجرته تترك لتنمو على وجه الأرض مباشرة ، و ليست مرفوعة على أعمدة كما في القرى المشابهة ، و نظراً لوجود معاصر حجرية للعنب تعود إلى الحقبة الرومانية ، فأغلب الظن أنها كانت تستخدم لصنع النبيذ ، و عليه فإن طريقة استنبات شجرة العنب في القرية لا تزال كما هي منذ ذلك الحين.
2- المشمش.
3- الخوخ.
4- التفاح السـُّكري. (ذو الحبّة الصغيرة).
5- التفاح (السكارجي).
6- الكرز.
7- التين البعل.
8- الجوز.
9- اللوز.
10- التوت البري.
11- الزيتون.
12- الزعتر البرّي.
13- السـمّاق.
يجدر بالذكر أن الغالبية العظمى من الحقول تتموضع حول ينابيع المياه (العيون) ، و طرق جرّ المياه إليها بدائية (حفر خنادق لجر المياه) ، إلا أنه من الملاحظ أن طرقاً مثل (الري بالتنقيط) و غيرها قد بدأت بالظهور.
لهجة سكان قرية إفرة:
لسكان قرية إفره لهجة خاصة ، تميّز فيها الموسيقى الطاغية و مد الحروف بكثرة ، و بخاصّة الحروف الأخيرة من الكلمة. أغلب المصطلحات هي نتائج مزيج بين لهجات : قرى شمال فلسطين (بخاصّة صفد) ، و قرى البقاع اللبناني الجبلية ، و قرى الجولان ، و قرى جبل الشيخ ، بالإضافة إلى وحدة التكوين اللغوية مع قرى المحيط.
مصادر رزق أهالي قرية إفره:
حتى وقت قريب ، تقريباً حتى العام 1975 م ، كان الغالبية العظمى من السكان يعملون إما في الزراعة أو رعاية الماعز الجبلي ، بالإضافة إلى عدد قليل من السكان ممن يعملون في دوائر الدولة أو في الجيش العربي السوري.
- المزارعون يعتنون بالمزارع ثم ينتظرون طوال الشتاء حتى مواسم القطاف ، ليهبطوا إلى دمشق بائعين لمحاصيلهم في رحلة قدرها ست ساعات مشياً على الأقدام حاملين بضائعهم على ظهور البغال. - بيع الثلج للعاصمة ، فقد كان الثلج يظل طوال فترة الصيف في منطقة من جبال القرية اسمها (الثلاجة). - البعض ممن يجمعون الحطب ليبيعوه للعديد من حمّامات دمشق المشهورة. - مربّي المواشي يتاجرون بالماعز : الحليب ، الجبن ، اللحوم ، الجلود. و بخاصّة الجبنة الإفراوية. - الموظـّفون في دوائرهم الحكومية.
فيما بعد العام 1980م ، بقي الكثيرون على حالهم ، و لكن بدأ العديد من شبان القرية في الإنتقال إلى دمشق أو إلى ما أبعد من دمشق لملاحقة دراستهم و أحلامهم ، و بدأوا يدخلون الجامعات أو يعملون في أعمال البناء و التعهّدات و التجارة.
و سافر العديد منهم إلى خارج سورية مغتربين ، و تركـّز وجود شباب إفره في الدول التالية: 1- الجمهورية اللبنانية. 2- المملكة العربية السعودية. 2- جمهورية رومانيا. 4- الإمارات العربية المتـّحدة.
و لازال العديد من شباب القرية مغتربين حتى اللحظة.
الأعراس في إفره :
تولى الأفراح في إفره أهمية كبيرة ، و نظراً لترابط السكان عائلياً ، فإن من الأهمية بمكان حضور العرس من قبل جميع الأهالي ، و بالنظر إلى صفات أهل قرية إفره ، فيمكننا التنبؤ بضخامة العرس التقليدي.
العرس التقليدي في قرية إفره :
قبل الزفاف بمدّة ، تتم مراسم و احتفالات حضور أثاث عش الزوجية (الجـّهاز) ، و شراء الذهب ، وحاجيات العروس ، و كلها من دمشق. يدوم حفل الزفاف التقليدي في قرية إفره سبعة أيام ، تختتم بحفلة سهرة خاصة للنساء في اليوم السابع و بعدها يصبح العروسان زوجين رسمياً.
• السبت: التجهيز – حيث يجتمع كبار القرية و كبار عائلتي العريسين في جو احتفالي للتشاور في كيفية تنظيم العرس. • الأحد : غسل العروس و الحنـّاء – حفل خاص بالنساء. • الاثنين: العجين - حيث يقوم أهل العريس بتحضير الخبز للزفاف. • الثلاثاء: الذبح – حيث يقوم المعنيّون بذبح الماشية تحضيراً لطعام العرس. • الأربعاء: وداع العزوبية – حفل خاص بالعريس و رفقته من الشباب. و يُدعى العريس للنوم في بيت أحد أصدقاءه. • الخميس: سهرة الحنـّاء (التعليلة) – حفل لجميع أهالي القرية ، يجتمع فيه كبارها لوضع الحنـّاء على يد العريس. • الجمعة: غسل العريس ثم العرس – يتم غسل العريس و حلاقة شعره صباحاً ، و بعد ذلك تبدأ مراسم العرس الرسمي بعد صلاة الجمعة باستقبال وفود المدعوّين من القرى و المدن الأخرى. في مساء يوم الجمعة ، ينظم حفل خاص للنساء ، يدخل في ختامه العريس ليلبس عروسه الذهب ( الشبكة ) يذهب بعدها العروسان إلى عش الزوجية.
الجدير بالذكر أن جميع أهالي القرية يدعون في كل من الأيام السبعة للإفطار في بيت العريس.
العزاء في قرية إفرة :
يستقبل أهالي القرية العزاء لمدة ثلاثة أيام بعد الدفن يومياً من الصباح و حتى آخر ساعة من الليل و ذلك بسبب قدوم المعزّين من أماكن بعيدة.
يقدم أهل الفقيد الطعام بعد صلاة العصر لأهالي القرية و للمعزّين القادمين من خارجها.
الأجدر أن يقدم أهالي القرية الطعام لأهل الفقيد.
معضلة قرية إفره المائية:
حتى العام 2000 م ، كانت قرية إفره محاطة بالمياه من كل الجهات و من وسطها أيضاً كما سبق و أشرنا عن قنوات جر المياه الرومانية إلى ما تحت المعبد الروماني القديم ، كانت إفره جنـّة غنـّاء ، و كان حوالى العشرة ينابيع يحيطون بها بمياه ثلجية زلال يخدق فيها الماء دون توقف ، من هذه الينابيع و العيون نذكر: 1- العين الرئيسية. (تحت المعبد) 2- عين الحور. (نسبة ً إلى شجر الحور الموجود بكثرة حولها). 3- عين الدلب. (نسبة ً إلى شجرة دلب عظيمة عند هذا النبع). 4- عين البيضاء. (لأن مياهها تأتي من الثلوج التي كانت تبقى على مدار السنة فوق القمم الجبلية). 5- عين المرتك. 6- عين الحجل. (نسبة إلى طائر الحجل الذي يتجمّع عند هذا النبع بالذات). 7- عين الطويلة. (نسبة إلى بعدها عن القرية). 8- عين المكتور. 9- عين الحمام.
أما ما بعد العام 2000 ، فليس سرّ ا ً الجفاف الذي وصل إليه العالم في الآونة الأخيرة ، و تنبؤات معظم الخبراء بأن الحروب القادمة ستكون بسبب نزاعاتٍ على مصادر المياه (حروب مائية).
أصاب الجفاف أيضاً سورية ، و من ضمن سورية قرية إفره ، التي سريعاً أصبحت بلا ماء ، و جفّت كل ينابيعها ، فأصاب الجفاف الحقول و الأشجار كما أصاب البشر.
فبعد تنعّمهم بالمياه دوماً و حياتهم ضمن المياه و حولها ، أصبحوا يحصلون على أربعة أو خمسة براميل كل ثمانية أيام! و قررت الجهات المسئولة معاقبة أي شخص يقوم بحفر بئر في القرية ، سواء أكانت بئراً يدوية أم ارتوازية ، و ذلك بسبب موقعها الجغرافي فوق منطقة نبع عين الفيجة التي تشرب منه كل دمشق ، فكل بئر سيحفر في محيط القرية ، سيؤثر سلباً على مياه الفيجة.
التعليم في إفره:
في قرية إفره يوجد مدرسة واحدة هي مدرسة قرية إفره الابتدائية.
الصحّة في إفره:
تم في العام 2000 افتتاح مستوصف إفره الصحي.
الحكم الإداري:
في العام 2009 تم استحداث بلدية إفره التابعة إدارياً لمنطقة نبع الفيجة.