أهرامات أبو صير

(((منطقة أبوصير الأثرية))):-

تقع منطقة أبوصير الأثرية جنوب الجيزة وشمال سقارة بنحو 4,5 كيلومترات، واشتق اسم أبوصير من الاسم المصري القديم (بر أوزير)التي تعنى مقر الإله أوزير. وتضم منطقة أبوصير مقابر ملوك الأسرة الخامسة ومنها هرم الملك ساحورع وهرم الملك نفر-إير-كارع (كاكاى) وهرم الملك نفر-اف-رع وهرم الملك نى-أوسر-رع وذلك بالإضافة إلى معابد الشمس حيث تضم معبد الشمس للملك أوسركاف ومعبد الشمس للملك نى-وسر-رع بالإضافة إلى معبد الشمس للملك ساحورع الذي يقع على بعد 1 ميل تقريباً شمال أبوصير. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأهرامات قد تهدمت بشكل شبه كامل بينما المعابد لا زالت قائمة بسبب تشيدها من الأحجار.

(((المجموعة الهرمية للملك ساحورع))):-

تذكر بردية تورين أن الملك ساحورع حكم لمدة 12 سنة وذكر مانيتون أنه حكم لمدة 13 سنة بينما يلاحظ أنه قد جاء على حجر بالرمو ما يشير إلى أنه حكم ما لا يقل عن 14 سنة على اعتبار أنه شهد التعداد السابع للماشيه في عهده. وقد شيد الملك ساحورع هرمه في منطقة أبوصير الذي يبلغ ارتفاعه حوالى 48 متراً وطول ضلع قاعدته 78 متراً وزاويته 50ْ36، وفد تهدم الهرم تهدماً بالغاً ولم يبق من كسوته الأصلية التي كانت من أحجار طره الجيرية إلا بعض القطع. ويقع مدخل الهرم كما هو معتاد في أهرامات الدولة القديمة في الناحية الشمالية وفى مستوى سطح الأرض ويقودنا المدخل إلى ممر طوله 8 متر وسد الممر بمتراس من الجرانيت ثم ممر صاعد بانحدار تدريجى بسيط طوله 25 متراً حتى يؤدى إلى حجرة الدفن التي تأخد شكل المستطيل وسقف الحجرة جمالونى الشكل من ثلاث طبقات فوق بعضها وبنيت حجرة الدفن كلها من أحجار طره المحلية.

(((معبد الوادى))):-

كان لمعبد الوادى مرفأن أحدهما يواجه الشرق والآخر يواجه الجنوب ويصل طول معبد الوادى إلى حوالى 40متراً من الشمال إلى الجنوب و30متراً من الشرق إلى الغرب. ومعبد الوادى مخرب الآن ولكن الجزء الأسفل من الطريق الصاعد الذي يصل طوله إلى حوالى 235متراً ما زال محفوظاً إلى الآن.

(((المعبد الجنائزى))):-

يبدأ المعبد الجنائزى للملك ساحورع بالمدخل وهو مخرب تماماً ولكن من المعلوم لدينا أن أرضيته وجدرانه من الحجر الجيرى. ويلى المدخل الفناء المكشوف ارضيته من البازلت وجدرانه من الحجر الجيرى التي كانت مزينه بالنقوش التي تمثل الملك ينتصر على أعدائه وأبدع الفنان المصري القديم في ترتيب الأعداء فالآسيوين وضعهم في الجانب الشمالى وذلك حسب موقعهم الجغرافى والليبيون على الجانب الجنوبى ومن النقوش الهامه المحفوظه الآن في المتحف المصري بالقاهرة مايمثل الملك ساحورع وهو يقتل زعيماً ليبياً بدبوس القتال وإلى جوار الزعيم الليبى زوجته وإثنان من الاطفال يرفعون أذراعهم طالبين الرحمه، ويحيط بالفناء المكشوف أعمدة جرانيتيه من الطراز النخيلى عددها 16 عمود وزين السقف بالنجوم. وهناك ممر عريض يحيط بالفناء وهو مبلط أيضاً بالبازلت ومزين بالنقوش التي تمثل الملك وهويصطاد الطيور والاسماك ومناظر اصطياد الحيوانات البرية، وفى الجهه الغربية من بهو الأعمدة يوجد توجد عشرة مخازن موزعة على صفين متقابلين كل صف يحتوى على 5 مخازن وإلى الجنوب يوجد 17 مخزن وبنيت المخازن كلها في مجموعات من طابقتين، ولكل مجموعة سلمها الخاص وكل مخزن عبارة عن حجرة واحدة ومن المحتمل ان هذه المخازن لتخزين الأوانى المزخرفة والتماثيل المذهبة. وفى وسط الممر على الجانب الغربي يوجد ممر يعقبه بضع درجات تؤدى إلى حجرة صغيرة فيها النيشات الخمس للتماثيل وفى الجدار الجنوبى لهذه الحجرات باب وهو الطريق الوحيد المؤدى إلى الهيكل وخمس حجرات خلفه، ويحتمل أن تكون أرضيه الهيكل قد غطيت بالمرمر وفى نهايه الهيكل يوجد باب وهمى من الجرانيت وأمامه مائده قرابين من المرمر. ومن أهم معالم مجموعه الملك ساحورع ذلك النظام الدقيق لتصريف المياه التي كانت تسقط على السقف فتنصرف في مزاريب على هيئه رؤوس الأسود تبرز من أعلى الجدران الخارجية. أما في الاجزاء المكشوفة فإن ماء المطر الذي يسقط فينصرف من فتحة عند أسفل الجدران الخارجية بعد أن يصل إليها عن طريق فنوات محفورة في أحجار بلاط الأرضية. وكانت هناك طريقه أخرى لتصريف المياه حيث كانت توجد في داخل مبانى المعبد خمسه احواض مبطنه من الداخل بصفائح النحاس وسدادتها من الرصاص تحكم غلق فتحاتها أثنان منها في الحجرات القريبة من الهيكل وواحد في الهيكل نفسه وواحد في الممر المؤدى إلى الهيكل والخامس يوجد في مجموعه المخازن العشرة ووظيفتها تصريف المياه التي تستخدم في طقوس العبادة وذلك لاعتبار أن هذه المياه نجسه ومن الخطر لمسها. وكان يخرج من تلك الاحواض مواسير نحاسية تسير تحت أرضية المعبد وتستمر في الطريق الصاعد إلى أن تفرغ مياها في الناحية الجنوبية منه.
(((المرجع كتاب آثار مصر الفرعونية (1) د/تامر محمد سعدالله))).