أنطوني هيويش
أنطوني هيويش (بالإنجليزية: Antony Hewish) هو عالم فيزياء بريطاني حاز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1974 بالمشاركة مع زميله الفلكي مارتين رايل عن أبحاثهما في مجال قياس الموجات الراديوية aperture synthesis واستخدامها في رصد النجوم النباضة pulsars .
ولد أنطوني هويش 11 مايو 1924 في كورنوول. يعتنق أنطوني هويش المسيحية، ويؤمن بأن الدين والعلم متكاملان.
إسهامات أنطوني هيويش في علم الفلك الإشعاعيعدلعدل المصدر
في عام ١٩٦٧ ، كانت الطالبة جوسيلين بيل تقوم بمراقبة الإشارات اللاسلكية التي جمعها التليسكوب اللاسلكي الجديد بتكليف من المشرف على رسالتها أنطوني هيويش بجامعة كامبريدج. وقد كانا يبحثان عن المزيد من الأجسام الشبيهة بالنجوم المكتشفة حديثا (هازارد وشميت ١٩٦٤)، إلا أن شيئا جديد قد لاح لهما في الأفق. فقد عثرت جوسيلين بيل على أحد مصادر التشوش اللاسلكي الذي كان يتراوح بين الضعف والقوة لمرات كثيرة كل ثانية بصورة منتظمة. ولم يكن أي منهما واثقا من تحديد ماهية هذا المصدر في البداية. ظل هذا المصدر لبعض الوقت معروفا باسم LGMl، اختصارا لعبارة "Little Green Men". وقد كان على رأس قائمة الاحتمالات دلك الاقتراح الجاد إلىحد ما الذي مفاده أن الأجسام الموجودة خارج نطاق الأرض ترسل إلينا إشارات.
إلا أن هذا التفسير الخاص لم يدم طويلاً فقد كان من الواضح أن هذ المصدر يقع بعيد جدا عن مجال الأرض. وقد عثرت جوسيلين بيل على أول مصدر للإشعاعات الكونية، بالرغم من أن النجم لم ينبعث منه حقيقة أي شيء وإنما كان يدور بسرعة كبيرة جدا. لكن هذا الاكتشاف كان متوقعا بشكل كلي. فقد توقع العلماء أن ينجم عن الانهيار العنيف لنجم كبير الحجم لكي يشكل نجما متجدداً أعظم مثل هذا الأثر، وهو عبارة عن جسم شديد الكثافة يطلق عليه اسم نجم نيوتروني (زويكي ١٩٣٦). في أثناء انهياره، بدأ النجم في الدوران أسرع فأسرع. وربما نتج عن ذلك تكوين مجال مغناطيسي قوي للغاية فضلا عن البدء في إطلاق الإشعاع الذي يشبه المنارة. وقد تمكن أحد الملاحظين من تسجيل نبضة من الموجات اللاسلكية في كل مرة تم فيها انبعاث الإشعاع. لذا، بدا أن مصدر الإشعاعات الكونية المكتشفة حديثا كان النجوم النيوترونية التي توقع ظهورها فيما مضى.
عادة ما توجد مصادر الإشعاعات الكونية في منتصف سحب الغاز المنتشر والتي خلفتها النجوم المتجددة العظمى. تصدر عن بعض هذه النجوم نبضات من الضوء المرئي إلى جانب إطلاق إشارات لاسلكية. ويعد دوران مصادر الإشعاعات الكونية منتظما للغاية حتى أنه تم الحكم عليها بأنها أكثر الساعات دقة في الكون، إلا أنها قد تبطئ من حركتها مع مرور الوقت. وتدل معدلات الدوران والإبطاء الخاصة بمصادر الإشعاعات الكونية على كيفية تكون النجم المتجدد الأعظم مؤخرا. كما أعطتنا القياسات الخاصة بمصادر الإشعاعات الكونية الدليل الأول على وجود موجات الجاذبية (١٩٧٣).
في عام ١٩٧٤، شارك هيويش جائزة نوبل للفيزياء مع زميله بجامعة كامبريدج مارتين رايل (الانفجار الكوني ١٩٥٠)، وقد كانت هذه أول جائزة نوبل يتم الحصول عليها عن أحد الاكتشافات في مجال الفلك الإشعاعي. ولم تشاركهما جوسيلين بيل في الجائزة، بالرغم من أنها قامت باكتشاف مهم للغاية؛ حيث إن هيويش قد سارته الشكوك في البداية في هذا الصدد.