أندريه لالاند

أندريه لالاند (بالفرنسية: André Lalande)‏ فيلسوف فرنسي (1876-1963) ولد في ديجون، ودرس في عدة مدارس ريفية، إلى أن انتقل إلى مدرسة أنري الرابع، فدار المعلمين العليا ما بين 1883 و 1888. نال شهادة في الفلسفة عام 1888، وشهادة الدكتوراه في الآداب عام 1899. وفي سنة 1909 صار أستاذاً مساعداً في الفلسفة بالسوربون، وأستاذ كرسي عام 1918، ثم عمل أستاذاً بالجامعة المصرية. تخرج على يديه الفوج الأول من طلاب قسم الفلسفة. أَلف «المعجم الفلسفي» المعروف بمعجم لالاند.

مؤلفاته

  • المعجم التِّقنيّ والنِّقديّ للفلسفة (Vocabulaire Technique et Critique de la Philosophie) (1926).
  • نظريَّات في الاستقراء والتَّجريب (1929).
  • الأَوهام التَّطوُّريَّة (1930).
  • العقل والمعايير (1948).

فكره

آمن لالاند بالأخلاق منذ أن بدأ يفكر. وكان مذهب التطور هو السائد حينذاك في العلم والفلسفة، وكان هربرت سبنسر حامل لوائه في الميدانين، فقد كانت كتبه عبارة عن تلخيص العلوم تبعاً لقانون التطور، فنقض لالاند نظرية سبنسر في الارتقاء والتطور، التي تقول بأن الكائنات تترقّى من التَّجانس إلى التَّنوُّع وقال بنظرية عكسية تقوم على فكرة أساسيَّة وهي: أنَّ قانون الحياة ليس التطور (Evolution) ولكنَّه الانحلال (Dissolution) أو التطور العكسي، أي من التنوع إلى التجانس. والانحلال هنا ليس بالمعنى السَّلبيّ، ولكنه يفيد التطور والترقي، ولذلك استغنى لالاند فيما بعد عن كلمة الانحلال، لكي لا يسيء الناس فهمها، واستخدم كلمة (Involution) التي هي عكس (Evolution)، بمعنى التطور إلى الوحدة والتجانس، أو التطور من الاختلاف إلى التشابه. فالملاحظ أن الكائنات يحدوها المحافظة على نفسها من تنازع البقاء ومن التغيُّر، وأن الجماد يخضع لقانون تناقض التفاوت بين الطاقة والكتلة، وأن الحياة عمومًا مآلها للموت، وأن الموت هو النهاية المحتومة لكلَّ غزو وفتح وتمايُز، وأنه مبدأ يساوي ويوازن بين الجميع.

وإن تاريخ الحياة، على وجه الأرض، يتلخص في كون الحياة قوَّة تعمل على إيجاد كائنات أكثر فأكثر تركيزاً وملاءَمة مع البيئة. وإنها، منذ أدنى صورها وأبسطها، توكيدٌ للفردية واجتهاد في تنميتها، على حساب المادة البحتة وعلى حساب سائر الأحياء، لذا هناك تنازُع مستمرّ للبقاء.

أما فيما يتعلق بالعقل، فهو يسلك مسلكاً مغايراً لما يذهب إليه دعاة التطور، لأنه بدلاً من إقامة العلاقات على قوة السلطة والغزو والقهر، يقيمها العقل على العدالة والمساواة والمحبَّة والحرية. ويُظهر لنا التاريخ أن العقل قد عمل على توجيه التقدم الإنساني في الفرد والمجتمع.

أما كتابه العقل والمعايير، فهو ردّ على التجريبيين من الفلاسفة الذين يذهبون إلى أن المعقولات الرئيسية كالزمان والمكان والعلَّة والقانون وما إليها، مُستمدة من التجربة لكي يتوصلوا من بعدها إلى نتيجة، وهي إنكار قيمة العقل. فيردّ لالاند قائلاً بأن كل المعقولات مستفادة من التجربة، وأن موضوعها دائم التغير، وذلك عائد إلى مبدأ ثابت هو العقل المكوَّن (Raison Constituante). أمَّا مجموعة (المبادئ) أو (المعقولات)، فهي العقل المكوِّن (Raison Constitueé). فالأول ثابت، وهو المبدأ الواضح للقيم والمعايير والقواعد، وإرادته إرادة توحيد، وغايته التجانس والتوافق، والثاني قابل للتغير، وهذا العقل الثاني هو الذي يشير إليه التجريبيون حين يتحدثون عن التغيرالدائم لمفاهيم المعقولات، ومن ثم ينكرون قيمة العقل.

لالاند

صاحب «المعجم الفلسفي» المشهور، فيلسوف وباحث

فيع مالمناهج، سي.

ولد في ديجون Dijon في ١٩ يوليوسنة ١٨٦٧ . وبعد اتمام دراسته الثانوية دخل مدرسة المعلمين العليا في سنة ١٨٨٥، وحصل على الليانس والأجريجاسيون من كلية الآداب بجامعة باريس. وحصل على الدكتوراه في سنة١٨٩٨

لالاند

برسالتين: الكبرى بعنوان: «الفكرة الموجهة للانحلال في مقابلة الفكرة الموجهة للتطور»، والصغرى بعنوان: «رأي (فرنسيس) بيكون أوف فيرولم في الرياضيات العفلية والطبيعية». وعين في إثر ذلك مدرسا في قسم الفلفة بكلية الآداب بجامعة باريس (الوربون)، وفي سنة ١٩٠٤ صار استاذاً لناهج البحث في نفس القم، واستمر في هذا المنصب حتى بلغ سن التقاعد في سنة ١٩٣٧ .

وقد تولى تدريس الفلسفة في قسم الفلسفة بكلبة الآداب بالجامعة المصرية على فترتين : الأولى في ١٩٢٦ - ٨ والثانية فيما بين اكتوبر سنة ١٩٣٧ ومارس سنة ١٩٤٠. وأثناء هذه الفترة الثاتية كان لنا حظ الحلمذ عليه، وكان يدرس لنا مناهج البحث العلمي، وأشرف على رسالتنا للماجتير عن : «الموت في الفلفة المعاصرة». وندين له بفضل عظيم في تكويننا ال سفي.

وكان لالاند عضواً في معهد فرنسا (أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية)، كما اشرف لفترة طويلة على امتحانات الاجريجاسيون في الفلسفة.

وتوفي في ديسمبر سنة ١٩٦٣ في أنجرة^¡ Asn (إحدى ضواحي باريس) حيث كان يقيم.

اراؤه

لالاند كان من اشد خصوم نظرية التطور عند اسبنر ودارون وغيرهما من التطوريين. وقد كرس رسالته الكبيرة التي حصل بها على الدكتوراه من ال وربون في سنة ١٨٩٩ للرد على مذهب التطور، وعنوانها: :الفكرة الموجهة للانحلال في مقابلة الفكرة الموجهة للتطور فيمنهج العلوم الفز يائية والأخلاقية» ( باريس، ألكان، سنة ١٨٩٨)، وقد طبعها طبعة ثانية سنة ١٩٣١ تحت عنوان موجز هو: « الأوهام التطورية». ( باريس، الكان، سنة ١٩٣١)، حذف فيها ما هنالك من مواضع صارت غير ذات فاثدة بسبب التقدم في ميدان الفزياء والبيولوجيا والوقائع الاجتماعية . كذلك استبدل لفظ « تضام» involution اللفظ الغامض : ٠ انحلال» dissolution لذي استعمله في الطبعة الأولى.

يهاجم لالاند مذهب هربرت اسبنر لأن اسبنسر يسعى إلى تفسير واحدي وفزيائي خالص لكل ظواهر الكون، بما في خلك الظواهر العقلية، ولأنه جعل مسار التطورمن

المجانس إلى اللامجانس، على نحو الي خالص. وعلى عكس هذا يرى لالاند ان القانون الأعم، سواء في النظام الفزيائي، والنظام الانساني، هو التضام أي الاتجاه من للاتجانس لى التجانس. وللبرهنة على رايه هذا يبحث مسار التقدم في أربعة أشكال رئيسية للتضام، هي: التضام الميكانيكي، التضام الفسيولوجي، التضام النفسافي، والتضام الاجتماعي.

١ - التضام الميكانيكي: يرى لالاند انه يوجد في العالم الميكانيكي سير إلى المساواة . «ومبدأ السير نحو اظاواة يبين انه في العالم الميكانيكي‘ المعزول بالتجريد، كل شيء يير من المختلف إلى المشابه، ومن اللاتجانس الكبير إلى التجانس الكبير. فالكتل الأشد نشاطاً، بدلاً من أان تستولي باستمرار على طاقة جديدة، تسلم طاقتها إلى تلك التي تكون اقل قدراً من التوزع والانقسام. وبالجملة فإن القانون العام للعالم المادي يتألف في مجموعه من تضام».

٢ - التضام الفسيولوجي : وفي العالم الفسيولوجي يوجد تفاضل تدريجي قريب ما يراه اسبنر، لكن فيه ايضاً تفاماً, ويكفي أن نسوق مثلاً صارخاً وهو الموت، الذي هو انحلال الطبيعة ,كذلك نحن نشإهد في كل الكانات الحية المحيطة بنا أن الورة الحيوية المطبوعة في الفرد بواسطة الكون لا تستمر إلى غير نهاية كا تفعل حركة قذيفة في مكان فارغ، بل مسلكها مسلك حجر يقذف به، ولكن الثقل يجعله يبطىء اولاً ثم يتوفف وأخيراً يعود إلى الارض بسقطة في اتجام مضاد لاندفاعه الأول» («الفكرة الموجهة للانحلال.. .» ص ١٢٣). وظواهر أخرى مثل الاقتران conjugaison، وهو طريقة الاكثار لدى الحيوانات الأولية والطحالب، والإخصاب لان المزج، وتبعاً لذلك عدم فردية العنصربن المكونين - هما جوهر الإخصاب. وعند الإنسان، بوصفه موجودا واعيا نجد أن تضاماً فسيولوجياً يصحب التطور البارز للفكر التأملي.

٣ - التضام النفساني: يرى لالاند أنه لا يمكن رد الواقعة النفية إلى واقعة فسيولوجية. والعقل والحرية يعدلان تعديلاً واضحاً في سير التطوز لدى الإنسان . «فإن ما ينبغي ان يكون موضوع حكم معياري،يتبدىلنا على ثلاثة أشكال: في ميدان الحساسية: الجميل؛ وفي ميدان الفكر: الحق؛ وفي ميدان الفعل؛ الخير. ومن هنا نشأت العلوم الثلاثة التي تعطي الفلفة -أكثرمن غيرها - هيئتها الخاصة : الأخلاف، المنطق، علم الجمال. ويبدو لنا أنكل فعل، وكل قول-

لالاند

وكل فكر، حينما تكون غايته إحدى الأفكار الموجهة الكبرى الثلاث في طبيعتنا الواعية، تعمل على إحداث تقدم في العالم في اتجاه مضاد للتطور، اعني انها تقلل التفاضل والتكامل الفرديين، ونتيجتها جعل الناس أقل اختلافاً بعضهم عن بعض، وجعل كل واحد، لا بمثابة ذلك الحيوي الذي يريدأن يبتلع العالم في صيغة فرديته، بل جعله يعمل على التخلص من أنانيته التي تحصره فيها الطبيعة، وذلك بجعله يشعر بنوع من الوحدة والهوية بينه وبين سائر «الناس» (الكتاب نفسه، ص ١٧٢-١٧٣).

وحاول لالاند بيان هذا الاتجاه بالنسبة إلى العقل، والنشاط الأخلاقي، والحساسية الجمالية:

(أ) بالنسبة إلى العقل: قام لالاند بفحص تاريخ سير العلم فانتهى إلى النتيجة التالية : «ليس فقط لا يوجدعلم وضعي إلا إذا كانت النتائج تنحو نحو التشابه، وبالتالي جعل الناس يفكرون بنفس الطريقة، بل حتى في ميدانالعلوم الأخلاقية - وفيم يكثر الجدل ويسعى بعض التطوريين إلى ان يجدوا فيه تفاضلا للنتاجات أو لوجهات نظر العقل - ربما ليس من المستحيل بيان ان السير نحو التأمل يتم بغير انقطاع من الكثير إلى الواحد، من اللامتجانس إلى المتجانس، وفقا للقانون العام للفكر» (ص ١٩٧). «وبينيا تتكاثر الحياة كشجرة ينقسم جذعها ويتفرع إلى غير هاية، فإن تقدم العلم يمكن تشبيهه بحركة في اتجاه عكسي لجداول وأنهار تمتزج أمواجها في نهر واحد، يزداد اتساعاً واطراداً في مجراه» (ص ٢٠٠)•

(ب) البرهان بالنسبة إلى الأخلاق : اتجهت الأخلاق إلى إدانة ما هو فردي لصالح ما هو كلي ضروري سرمدي. فأساس الرواقية هو توقير العقل، أعنفي ما هوكلي ومشترك بين الناس. وحب القريب في انجيل يسوع المسيح هو تحقيق لما هو كلي . وعند اسبينوزا ان اعتبار الاشياء من ناحية الش يعني النظر إلى الأشياء من وجهة نظر سرمدية مشتركة في كل الكون .

(ج) البرهان بالنسبة إلى العاطفة الفنية : وفي الفن اتجاه نحوتشكيل ملك موضوعي مشترك. «إن الفن ينتج عن الفردية، لكنه لا ينحونحوإيجادها، ولا إلى زيادتها إذا ما نتجت». والعمل الفني «حتى يكون شائقا. . . يجب ليس فقط أن يحتوي على عناصر مشتركة بين كا العقول المثقفة في

حضارة ما، بل وأيضا أن يستجيب لحاجة معلومة واهتمام معين وطموح جوهري للإنانية» (ص ٢٣٩). إن الفن هو حامل لواء التضام، وهو يبشر بملكوت العقل.

٤ - التضام الاجتماعي : مع تقدم الفكر تسقط كل العلامات الخارجية للتخصص، بعد أن كانت مصدر اعتزاز وفخار. «إن قليلاً من تقسيم العمل يمكن أن يعوق حياة العقل. والتعاون المتقطع إلى أقصى درجة ممكنة يبعث حياة العقل. وكلما كان الإنسان - في العمل الذي يكسب به معاشه - ترساً صغيراً في الآلة الكبيرة، ازدادت مطالبته بحق الاستمتاع، على نحو شريف، بهذه الحياة إذا ما اكتسبت، أعني أن يكون إنساناً، ومساوياً لكل الناس» (ص ه٢٨).

كذلك نجد «أن كل تقدم للعقل والحضارة يقلل المسافة التي تفصل بين الرجل والمرأة» (ص ٢٩٧ - ٨)،

والتضام موجود في ميدان الأسرة. وبفضل تعميم التعليم العام وانتثار المدارس التي تنشئها الدولة، يزداد التضام بين الأسر والأولاد، اي يزدادون تشابهاً وانسجاماً.

والعلاقات بين الأمم والشعوب تسيرفي اتجاه المزيد من التجانس، ويعمل في هذا الاتجاه عوامل عديدة وقرية منها: الترجمة من لغة إلى أخرى، ومقالات الصحف، والاصطلاحات الصناعية، واتخاذ بدع عام في الأزياء. والخلاصة هي أنهعلى الرغم من البقايا الظاهرة للتفاضل والتباين، فإن التقدم ينحو نحو التشابه.

كل هذه السلاسل من الوقائع تفند مذهب التطور عند اسبنسر القائم على السير من المتجانس إلى اللامتجانس، وتؤيد ما يذهب إليه لالاند من أن التطور (أو التقدم) يسير على عكس هذا: إنه يسيرمن اللاتجانس إلى التجان، من الاختلاف إلى التشابه، من التفاوت إلى المزيد من المساواة.

ويسعى لالاند، في دراساته الأخلاقية، إلى تطبيق قانون التضام على الأخلاق. فهويرى أن الأفكار الأخلاقية تقدم طابعاً تفامياً . فالعدالة هي رؤية الاشياء ورؤية النفس بطريقة لا شخصية، والنظر إلى أشباهنا في الإنسانية نظرتنا إلى أنفسنا . ومن هنا يدعو لالاند في الأخلاق إلى «العمل على تقليل الفروق بين المواطنين، وهي الفروق التي يولدها احتلاف الطبقات والوظائف؛ وإلى محاربة كل استغلال، وما ينجم عنه من عدم المساواة؛ وإلى اشراك الشعب كله، قدر

لالاند

٣٤٧

الإمكان، في الحياة العقلية وفي ثقافة العقول الأكثر نمواً ونضوجاً» ( ٠ موجز مبرهن عليه في الأخلاق العملية» ص ٤٠، باريس سنة ١٩٠٧ ).

ومن الأفكار الأساسية التي تقوم عليها فلسفة لالاند -فكرة «العقل المكونوالعقل لمتكون» .يرى لالاند أن العقل هو «ملكة رد الأشياء إلى الوحدة٩ (قراآت في فلسفة العلوم» ص ٣٣٥). ويقرر ان في الإنسان طبيعةعالية، وطبيعة سافلة، وللأولى حق السيادة على الثانية. والعقل يستبق التجربة ويفهمها. ووظيفة الفكر ليست تجريبية محضة . والعقل إما مكون، وإما متكون. فالعقل المكون محض، بينما العقل المتكون متزج بعناصر غريبة غير عقلية . «والعقل المكون فعال، لكنه لا يقبل الإدراك في حالة خالصة مثل النور بدون ظل. والعقل المتكون يمكن أن يعبر عنه في صيغ، لأنه اتخذ مكانه في مادته، لكن ذلك على حساب معقوليته. ويتكون من: (١ )حقائق مكتسبة، ومقولات وتصورات كرسها الاستعمال، وقيم مقبولة بالاشتراك؛ (٢) قواعد فكر؛ (٣) قواعد سلوك ذوات جزاء، ومن غيرشك قواعد للحكم الجمالي» (محاضرة بعنوان: العقل المكون والعقل المتكون»، نشرت في «مجلة الدروس والمحاضرات» في١٥ أبريل سنة ١٩٢٥، ص ١٢ ). والعقل المتكون يضع نفسه بسهولة في خدمة الغايات الفردية، اما العقل المكون فيقف حائلاً دون هذا الميل الأناني. وقد اسهم كبار المفكرين وكبار العلماء في تقدم المعرفة على حساب مصالحهم الأنانية.

والحركة العقلية تسعى إلى القضاء على ألوان التفاوت الموجودة: مثل التفاوت بين الطوائف castes، والطبقات، والهيئات ذوات الامتيازات، إلخ.

نظريات الاستقراء والتجريب:

وقد قضى لالاند معظم حياته التعليمية في السوربون وجامعة القاهرة يدرس مناهج البحث العلمي. وألقى في السوربون محاضرات في العام الجامعي ١٩٢١ -١٩٢٢ عن «نظريات الاستقراء والتجريب» حررها في كتاب ظهربنفس العنوان سنة ١٩٢٩ (عند الناشربوافان، باريس).

يتساءل لالاند: متى نشأ المنهج التجريبي بالمعفى الدقيق ؟ إن المؤسس الحقيقي للمنهج النجري بي بال معفى الدقيق هو فرنسيس بيكون، وإن كان قد سبقه إلى الدعوة إلى التجريب والاستقراء لتجريبي العدي دون جداً من العلماء

والفلاسفة. ويبين لالاند أن فرنسيس بيكون ليس تجريبياً سطحياً كما يعتقد عادة، بل هو بالأحرى متافيزيقي، بمعفى أنه يرى وجوب معرفة الطبيعة الحقيقية الباطنة لكل ما فيه من الخصائص الحسية التي تهمنا. وهذه الصفات (أو الكيفيات) منظوراً إليها كما هي في نفسها هي ما يسميهباسم: الأشكال ى1]0].

أما فكرة الفرض hypothèse فقد احتفظت، حتىعصر النهضة، بالمعنى الرياضي الذي كان لهذه الكلمة عند أفلاطون وأرسطوطاليس، كما نقول: هاتان الزاويتان متساويتان بالفرض. وهذا أيضاً معنى هذه الكلمة عند ديكارت.لكن في عصرديكارت اتخذت كلمة «فرض» معى جديداً هو: اقتراح يتحقق بواسطة نتائجه. وهذا هو الفرض الاقتراحى conjecturale . أما العداوة الصريحة التي أبداها اسحق نيوتن ضد الفروض فإنها لا تتناول إلآ اافرض الوهمي المجانى، الذي هو مجرد إمكانية نتخيلها دون أن نبررها. ونيوتن نفسه قد استعمل الفروض مراراً، الفروض بالمعنى الحالي لهذه الكلمة وعلى الرغم من سوء فهم البعض لرأي نيوتن في الفروض، فقد جاء هوك وهويجنس وهرتسل وهوول وأشادوا بأهمية افتراض الفروض الاقتراحية في البحث العلمي. وجاء جون استيورت مل فوضع أشهر نظرية في الاستقراء وأكد دور الفرض.

«معجم الفلسفة»

لكن اخلد آثار لالاند هومن غيرشك «المعجم الفني والنقدي للفلسفة»، ولا يزال حتى اليوم خير معجم لمصطلحات الفلسفة في أية لغة كانت. وقد بدأ العمل فيه سنة ٠ ١٩٠ تحت رعاية الجمعية الفرنسية، للفلسفة، ولم يتم إلآ في سنة ١٩٢٦ . كان لالاند يكتب المصطلح الفلسفي والمعاني التي ينطوي عليها مع شواهد من مؤلفات الفلاسفة تؤيد امعنى، ثم يعرض عمله هذ أولاً بأول على اعضاء الجمعية الفرنسية للفلسفة في جلسة خاصة تعقد مرة في كل عام، ويبدي الأعضاء اراءهم فيما كتبه لالاند عن المصطلح، وتسجل اراؤهم على شكل تعليقات تحت المواد، تشغل القسم الأسفل من الصفحة، ويزودها لالاند بما يبين ما أجراه من تعديل وفقاً لهذه لآراء إن رأى ضرورة التعديل، وإلآ فسيجد القارىء هذه الآراء مدونة كما أبداها أصحايها.

وكان امبدأ الذي اعتمده لالاند في تحريره لمعجمه هذا

اللاماري

هو«الايوردفي ابة مادة إلاً ما هو ضروري لتقرير المعفى الفعلي للمصطلحات الفلسفية، وما يمكن أن يفيد في الاسراع في نموه التلقائي في اتجاه المزيد من التدقيق والكلية».

وهو كما قلنا معجم مصطلحات فقط، أي يعطي مختلف المعاني التي استعمل بها المصطلح الفلسفي لدى مختلف الفلاسفة طوال العصور، لكن دون توسع موسوعي، بل ودون تسجيل تاريخي منظم، لأن مقصوده هو تحديد المعفى، لا التسجيل التاريخي. وبهذا يختلف عن «المعاجم التاريخية للفلسفة» مثل معجم Historisches Wörterbuch der Phil٥s٥phie الذي ينشره 02110ل-Karlfried Gründer Rit er ويجري ظهوره تباعاً، ويطبع في مدينةدارمشتت (بألمانيا الغربية) لدى الناشر Wissenschaftliche Buchgesellschaft، وقد ظهر منه حتى الآن (نوفمبر سنة ١٩٨١) ٥ مجلدات، تصل إلى حرف 440.

ومنذ ظهور طبعته الأولى في سنة ١٩٢٦ توالت طبعاته وزيد فيها باستمرار، وكانت اخر طبعة أشرف عليها لالاند قبل وفاته هي الطبعة الثامنة سنة ١٩٦٢ .

مؤلفاته

celle de ة dissoluti٥n opposée ه1 L’Idée directrice de -édition revue sous le l'ev٥luti٥n. Paris, Alcan,1899; 2٦

.1930 ,5 Illusions évolutionnistes. Parisح1 :titre -]حى0•ى rational vel natural اح٧ mathematica حل Quid -

.1899 ,Baconus Verulamius. Paris 1٤

وهي رسالة الدكتوراه الثانية، وباللاتينية

- Lectures sur 1ه philosophie 25ل sciences. Paris, 1893; Hachette لك.

- 1615 raisonné de morale pratique. Paris, 1907.

- Les 11هل 01125ك !'induction et de !'expérimentation.

Paris, 1801٧11. 1929.

- La Raison et ىحا normes. Paris, 1948.

- Vocabulaire Technique et Critique de 1ه philosophie 1ère éd. Paris. ٨121, 2 ٧015. 1926: 6 éd. 1 volume, 1951: 8 éd. 1 volume, 1962.