ألفن جولدنر

ألفن جولدنر (بالإنجليزية: Alvin Ward Gouldner) (29 يوليو 1920 - 15 ديسمبر 1980) عالم اجتماع أمريكى تحول إلى مثقف ناقد بجانب كونه عالم اجتماع. حظيت أعماله المبكرة بمكانة هامة فى سياق الإطار السوسيولوجى التقليدى، خاصة دراسته عن أنماط البيروقراطية الصناعية (الصادر عام 1954)، ولكننا نجده حتى فى هذه المرحلة يتبنى اتجاهاً نقدياً نحو المنحى الوظيفى المسيطر آنذاك. كذلك كانت مقالته بعنوان "خرافة التحرر من القيم فى علم الاجتماع"، والتى نشرت عام 1964، بمثابة تأويل خلافى لأعمال ماكس فيبر، ذاهباً إلى أن ماكس فيبر لم يعتقد بان علم الاجتماع قادر على تحقيق الموضوعية، بالرغم من أن اسمه يرتبط على نحو خاطئ بهذا الافتراض.

تأثر جولدنر منذ البداية بتراث الفكر الأوربى، ( انظر كتابه : مدخل إلى أفلاطون الصادر عام 1967) ثم قام هو نفسه فى النهاية بالاستقرار فى أوربا. وكان أكثر أعماله تأثيرا كمتابه الأزمة القادمة لعلم الاجتماع الغربي (الصادر عام 1970) وقدم هذا الكتاب أطروحة أساسية وجوهرية لما يسمى بعلم الاجتماع الانعكاسى. فقد ناهض جولدنر فيه الرأى القائل بان العلم بعامة، وعلم الاجتماع بخاصة، يهتم بانتاج الحقائق الموضوعية، ذاهباً إلى أن المعرفة لا تنفصل عن المعارف، وأن علم الاجتماع يرتبط أوثق الارتباط بالسياق السياسى والاقتصادى الاجتماعى الذى يوجد فيه. ومن ثم فإنه يصبح من المهم الوعى بهذا الارتباط وبدور علم الاجتماع كجزء من الطريقة التى تنظر بها إلى أنفسنا وإلى مستقبلنا. وكان الكتاب ناقداً لكل الاتجاهات الرئيسية المسيطرة على علم الاجتماع الحديث، ولكنه كرس الجزء الرئيسى منه لتقديم نقد منهجى للوظيفية البنائية البارسونزية.

أما الأعمال اللاحقة فلم يكن لها نفس التأثير، ولكنها عالجت موضوعات مشابهة. وكان يصر على الحاجة إلى محاولة تقديم نقد نظرى كلى للثقافة الحديثة، واهتم بطبيعة المثقفين كطبقة جديدة. ولقد أدى نقده للماركسية وللمثقفين إلى وجود تمييز بين أولئك الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ينتجون معرفة موضوعية عن المجتمع و التاريخ من ناحية، والمفكرين النقديين الآخرين الأقل اهتماماً بالمعرفة الموضوعية بالقياس إلى اهتمامهم بفهم التاريخ من أجل تغييره. وتعاطف جولدنر بوضوح مع الفريق الثانى. وفى هذا السياق ذهب جولدنر إلى أن الإيديولوجيا لا يجب أن تؤخذ على أنها مجرد تزييف يستخدم لخدمة مصالح الجماعة المسيطرة، بالرغم من أن هذا هو الحال غالبا: فالإيديولوجيا تتطور من خلال المثقفين، ولكنها تكتسب انلشار أوسع وعمقا أكبر، ويمكن أن تصبح أيضا اداة للتغير الاجتماعى. ولقد عرض هذه الأفكار فى كتابه: جدل حول الإيديولوجيا والتكنولوجيا (الصادر عام 1976)، وكتابه: الماركسيتان (الصادر عام 1980)، وكتابه بعنوان: ضد التجزؤ (الصادر عام 1985).