أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (كتاب)
المؤلف: محمد خالد ثابت
الناشر: دار المقطم للنشر والتوزيع
المقر: القاهرة
الطبعة الثالثة: 2004
ردمك: 1-27-5732-977
موقع الدار:http://www.dar-almokattam.com/
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كتاب يحتوى على سبعة من القصص الإسلامي أبطالها سبعة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم كتبها محمد خالد ثابت.
قال الكاتب في التقديم إن أحداث هذه القصص ليست من نسج الخيال، ولا بولغ في تصوير فضائل أصحابها وبطولاتهم، لأن ما حباهم الله به من صفات وأخلاق أكبر مما حوته الكتب بكثير.
عناوين هذه القصص بالترتيب هي:
حمزة بن عبد المطلب
تتكون من أحد عشر فصلا في ثلاثة وستين صفحة، وهذه الفصول هي:
1- حديقة الموت
2- الواقعة
3- مصيبة أخرى
4- حانة إسحق
5- سيف البحر
6- حصاد يوم بدر
7- المؤامرة
8- سقوط الأسد
9- سيد الشهداء
10- أين المفر؟
11- حديقة الموت
أبو ذر الغفارى
تتكون من ثلاثة عشر فصلا في واحد وسبعين صفحة، وعناوين الفصول:
1- قاطعوا الطريق
2- موكب النصر
3- شريف بين اللصوص
4- أول الطريق
5- التحول العظيم
6- الزحف العظيم
7- أعزب الشراب
8- الخروج من المدينة
9- إلى الشام
10- العودة إلى المدينة
11- الربذة
12- الوداع
زيد بن الخطاب
تتكون من سبعة عشر فصلا في سبعة وسبعين صفحة، وعناوين الفصول:
1- طوفان الردة
2- رجل المهمة العظيمة
3- الخبر المفجع
4- الكذاب
5- فتنة الرجال
6- منا نبى ومنكم نبى
7- وجها لوجه
8- وعاد جيش أسامة
9- إحدى عشر راية خضراء
10- عينا الصقر
11- الليل للصلاة والنهار للجهاد
12- اللهم قد بلّغنا.. اللهم فاشهد
13- هبى يارياح الجنة
14- زينوا القرآن بالفعال
15- عينا الصقر
16- هنيئا لك الشهادة
حذيفة بن اليمان
تتكون من عشر فصول في ستين صفحة، وعناوينها:
1- مطاردة في وادى هيعان
2- بل نحافظ على العهد
3- مصارعة في ضوء القمر
4- الخروج إلى الشهادة
5- الزحف الرهيب
6- المفاجأة الكبرى
7- الحصار
8- بين الجوع والريح والصقيع والظلام
9- مؤامرة المنافقين
10- أمير المدائن
سلمان الفارسى
تتكون من تسع فصول في سبعة وخمسين صفحة، وعناوينها:
1- حكابة كأساطير الأولين
2- في بيت النار المقدسة
3- بداية الطريق الشائك
4-الهروب إلى بلاد المجهول
5- أول الترحال
6- إلى بلاد العرب
7- في سوق الرقيق
8- النبوءة تصدق
9- ذلك فضل الله
سعد بن معاذ
تتكون من خمسة عشر فصلاً في سبعين صفحة، وعناوين الفصول:
1- أول العاصفة
2- الزحف الرهيب
3- في ليلة باردة من شوال
4- قرار بنى قريظة
5- سهام الليل الغادرة
6- كارثة جديدة
7- وخانت بنو قريظة
8- استعينوا بالصبر والصلاة
9- الله يحكم بيننا وبينهم
10- اللهم لا تميتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة
11- ياصريخ المكروبين
12- صلاة العصر في بنى قريظة
13- بنو قريظة في الحصار
14- لقد آن لسعد ألا تأخذه في لومة لائم
15- من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
أسيد بن الحضير
تتكون من ثلاثة عشر فصلا تقع في خمسة وثمانين صفحة، عناوين الفصول:
1- حرب الأجيال
2- الغريب القادم من مكة
3- الفرحة الكبرى
4- معركة بالأيدى والأرجل
5- عداوة اليهود
6- من الأعز ومن الأذل
7- حديث الإفك
8- أنوار الحق
9- بغية طالما تاقت نفسى إليها
10- "اصبروا حتى تلقونى على الحوض"
11- وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم
12- فتنة عاجلة
13- "نعم الرجل أسيد بن حضير"
أسلوب القصص
القصص مكتوبة بلغة عربية صحيحة، مشكولة شكلاً كاملاً، وقد تعمد المؤلف أن يكون الحوار قريبا من لغة العصر النبوى الذي تجرى فيه أحداثها، وجعل أحداث كل قصة في مشاهد أشبه ما تكون بمشاهد الأفلام السينمائية أو المسلسلات التليفزيونية..
ويبدو أنها كتبت أيضا ليقرأها الشباب، مما يظهر في سرعة الإيقاع وتتابع الأحداث، وتعمّد الكاتب للغة التشويق والتعمق في وصف التفاصيل كالمعارك الحربية وغيرها..
فيما يلى - كنوذج - الفصل الحادى عشر من قصة أسيد بن الحضير وهو الخاص بوفاة النبى صلى الله عليه وسلم.
وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولَم يَعُدْ يَخْرجُ للنَّاسِ إلا ليُصلِّى بِهِم في الأوْقاتِ الخَمْسةِ، ثُم اشْتَدّ بهِ المَرضُ، ورَآه المسْلِمُون وهُو يَمْشى بَيْن الفَضْلِ بنِ العَبّاس وعَلىِّ بنِ أبى طَالبٍ وقد عَصَبَ رأسَهُ، وتَخطّ قَدَماه حَتّى دَخَلُوا بهِ حُجْرة أُمنِّا عَائِشَة. فكَانتْ آخِر صَلاةٍ صَلاّها بِهم هِى مَغْرِب اليَوْم.. يَوم الخَمِيس الثّامِن مِن رَبيع ٍالأوَّل.
وأمَر رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا بَكْر أن يُصلّىَ بالنّاس، وشَدَّد في ذَلِك، فَصَلّى بِهم الصِّديقُ حتَّى كَانَ يومُ الإِثْنينِ الثَّانى عَشَر مِن ربَيعٍ الأوَّل سَنةَ إِحْدَى عَشرَة لِلهجْرة.
كان أبُو بَكرٍ يَؤُم المُسْلمين في الصَّلاة عِنْدما كُشِفَ سِتْرُ حُجْرة عَائشة، وأطَلّ مِن خَلفِه وَجْه النّبى صلى الله عليه وسلم، فَتراءى النَّاس جَبِينه صلى الله عليه وسلم كأنّه ضَوْء السِّراج المُتَوقِّد يَتَلألأ نُورًا، فكَادُوا يُفْتَنون عَن صَلاتِهم، وتَحّرك أبو بَكرٍ مِن مَكانِه لِيُفْسحَ للّنبى صلى الله عليه وسلم ظَنًّا مِنْه أنّه يَخرُج إلَيْهم، ولَكنّه أشَار إليْهِم أنْ أكْمِلُوا صَلاَتكم، وَرَجَع إلى الغُرْفة وأسْدَل سِتْرهَا.
أَنْهَى المسْلِمُون صَلاَتُهم ثُم رَاحُوا ـ في غَمْرَة السَّعَادةِ البَالغَة ـ يُهنِّئون بَعضهم البَعْض وهُم يقولُون:
ـ لَقَد شُفيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
ـ لَقَد أصْبحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بحَمِدِ الله بَارئًا.
وعمّتْ الفَرحةُ أَرْجاءَ المَدِينةِ، وتَقَاطَر النَّاسُ علَى المَسْجِد تَوقُّعًا مِنْهم أن يَخرُج عَلَيْهم النبىُّ صلى الله عليه وسلم في صَلاةِ الظُّهرِ.. وقَبلَ أن يَحين وَقْتُ الظُهرِ بِكثيرٍ كانَ المسْجدُ قَد امْتَلأ بالمسْلِمين.. يَحْدُوهم الأمَلُ في أنْ يَرَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَحيحًا مُعَافىً، لا يَمْنعهُم مِن رُؤْيتِه مَانعٌ.
وفَجْأةً ارْتفعَ صَوْتٌ حَادٌّ مِن حُجْرةِ السّيدةِ عَائِشة، وإنّه صَوْتُها تَصْرخُ في فَزَعٍ.
ـ أدْرِكُونى.. أَدْرِكُونى.
ثم أَعْقَب ذَلك صُراخٌ وعَويلٌ.
ـ وَاثَكْلاَهُ.. ماتَ رَسُولُ الله.
وَارتَفعَ النَّحِيبُ وَالبُكاءُ بَيْن النّاسِ في المَسْجِد، ورَاحَ يَعْلُو ويَلُفُّ أرْجَاءَهُ كَأنّه النّارُ تُمْسِك بالعُشْبِ الجَافِّ.
اِنتصَبَ عُمَر بنُ الخَطّابِ، وانْدَفعَ إلى بَابِ عائِشَةَ حَيْثُ كَان يَرقُدُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، واختَفَى دَاخِلَهُ.
إنّ منَظرَ المُسْلِمين في المَسْجد في تِلكَ الّلحظةِ لَرَهيبٌ، كَأنَّهم قَد انْفَرطَ عِقْدهُم، يُقلِّبون وجُوهَهُم فِى كُلِّ اتّجاهٍ وَهُم يَبْكون ويَموُجُون. ـ ماتَ رَسُولُ الله!!
ـ وَامُصِيبتَاه!!
ـ وَاحَرَّ قلباه!!
ـ لا تَترُكْنا يَا رَسُولَ الله.
ومِن حُجُراتِ النّبى صلى الله عليه وسلم جَاء صَوْتُ ابْنَتِه فَاطِمةَ الزَّهْراءِ وهِى تَبْكى وتَقُول:
ـ وَاأبَتَاه!!.. أجَابَ ربًّا دَعَاه.. واأبَتَاه إلى جِبْريل نَنْعَاه.. واأَبَتَاه إلى جَنّة الفِرْدَوْس مَأْواه.
اِنطَلَق عُمَرُ خَارِجًا مِن بَابِ عَائِشةَ، وانْفَجَرَ صَوْتُه مُدوِّيًا في المَسْجِد.
ـ ما مَاتَ رَسُولُ الله.. رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَم يَمُتْ.
وأسْرَع خَارجًا مِن المَسْجِد؛ لِيَلقى جُموعَ النَّاسِ الّتى أَحَاطتْ بالمَسْجد وقَد عَمَّهم البُكَاء، وغَرِقُوا فِى بِحارٍ مِن الدُّموعِ، فَصَاحَ فَيهِم بِصَوتٍ مُدْمدِم:
ـ أيّها النّاسُ!. إنّ رجالاً مِنَ المُنَافقين يَزْعُمون أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوفِّى، وإنّه واللهِ مَا مَات، وَلِكنّه ذَهَب إلى رَبِّه كَمَا ذَهبَ مُوسى بنُ عِمرانَ، فَقَد غَابَ عَن قَوْمِه أرْبَعين لَيلةً ثُم رَجع إليهِمِ بَعْد أن قِيلَ: قَدْ مَات. والله لَيْرجِعنّ رَسُولُ الله كَمَا رَجع مُوسَى، ولَيقْطعنّ أيْدى رِجالٍ وأرْجُلِهم زَعَموا أنّه مَات.
أَقْبَل أبُو بَكْر يُهَرْوِل وَهُو مَكْرُوبٌ حَزِينٌ، تَسِيل دُموعُه عَلى وَجهه، فَدَخَل على الفَوْر حُجرة عائِشة لِيَرى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكانَ أثناءَ ذَلِكَ يَسمْعُ صَوْتَ عُمَر يُدِوّى بَيْن النّاسِ.
ـ لا أسْمَعنّ أحدًا يَقول إنّ رَسُول الله قَدْ مَاتَ، واللهِ إنىّ لأرجُو أن تُقطَّع أيْدِى رِجالٍ وأرْجُلِهم يَزعُمُونَ أَنّه مَاتَ.
خَرجَ أبو بَكْر بِجِسمه النَّحيل المَهْزُول، وقَلبه الرّاسِخ كالطَّوْد، فأَفْسَح النّاسُ لَهُ الطَّريقَ، وهُم يَنْظرون إليه في تَرقُّب فَلمّا وَصَل إلى مَكانِ عُمر بِبابِ المَسْجد أشَار إليهِ؛ لِيمُسِك عَنْ الكَلامِ:
ـ عَلَى رِسْلك يا عُمر ! أنْصِتْ.
لكنّ عُمر استرسَل في أنْدفاعٍ قَوىٍّ:
ـ لَقَدْ أُرسِلَ إليهِ كَما أرُسِلَ إلى مُوسى بن عِمران، ولَسَوف يَرجع.
فأشار أبو بَكر للنّاس أن يَستمعوا إليه، ورَفَعَ فَيهم صَوتَه قائلاً:
ـ بسم الله الرّحمن الرحيم وَمَا مُحمَّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَد خَلَتْ مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أو قُتِل انْقَلَبتُم عَلَى أَعْقَابِكُم، وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا. وسَيَجْزِى اللهُ الشَّاكِرِينَ.
خَيمَّ السُّكون على الجَمِيع، وَوقفوا مَشْدُوهِينَ بينَما رَاحَ أبُو بَكْر يَقُولُ:
ـ أيّها النّاسُ، مَن كَانَ مِنكُم يَعبد مُحمّدًا فَإِن محمّدًا قَدْ مَاتَ. ومَن كَانَ يَعبد اللهَ فإنّ الله حَىٌّ لاَ يَموت.
إذن فالخَبرُ حقٌّ.. تُوفى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
تسمّر عُمر بنُ الخَطّاب في مَكانِه، ودَارَتْ بهِ الأرْضُ، وأظْلَمتْ حَوْلُه الدُّنيا، وسَقَط بَيْن الجُمُوع مَغْشِيًّا عَلَيْه.
وصف الكتاب
يقع الكتاب في 496 صفحة من القطع المتوسط مقاس (17×24).
صدرت الطبعة الأولى من هذه المجموعة سنة 1996 و 1997 وكانت كل قصة في كتاب مستقل من القطع الصغير، مقاس (12×17)، ولوحة الغلاف لكل قصة من رسم الفنان صلاح مأمون-.
ثم جمعت في مجلد واحد لأول مرة سنة 2004، ومنذ ذلك التاريخ تطبع مجتمعة في مجلد واحد.
الناشر: دار المقطم للنشر والتوزيع بالقاهرة.