أشهب بن عبد العزيز القيسي



هو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داوود بن إبراهيم القيسي ثم الجعدي الفقيه المالكي الفقيه المصري ، كان فقيهاً حسن الرأي والنظر ، تتلمذ الاشهب على الليث بن سعد ويحيى بن أيوب الغافقي المصري ، وابن لهيعة في مصر ، وأخذ عنهم ، وفي الحجاز على سفيان بن عيينة ، والفضيل بن عياض ، ولزم الإمام مالكاً حيث رحل إليه وأخذ عنه العلم الذي أهَّله لأن يكون واحداً من أكبر أصحابه ، وكان واثقاً من علمه معتزاًّ بما تلقى متمسكاً بما سمع من شيخه ، وكان أيضاً صاحب علم كثير ، وقد ألَّف عدداً من الكتب النفسية . وكانت ولادته سنة 140 هـ وقيل سنة 150 هـ وقيل سنة 145 هـ وتوفي رحمة واسعة سنة 204 هـ وكانت وفاته بمصر .

تفقه على الإمام مالك رضي اللّه عنه ثم على المدنيين والمصريين قال الإمام الشافعي رضي اللّه عنه ما رأيت أفقه من أشهب لولا طيش فيه وكانت المنافسة بينه وبين ابن القاسم وانتهت الرياسة إليه بمصر بعد ابن القاسم

وكانت ولادته بمصر سنة خمسين ومائة وقال أبو جعفر ابن الجزار في تاريخه ولد سنة أربعين ومائة وتوفي سنة أربع ومائتين بعد الشافعي بشهر وقيل بثمانية عشر يوما وكانت وفاة الشافعي رضي اللّه عنه في سلخ رجب من السنة المذكورة وكانت وفاته بمصر ودفن بالقرافة الصغرى وزرت قبره وهو مجاور قبر ابن القاسم رحمه اللّه تعالى ويقال إن اسمه مسكين وأشهب لقب عليه والأول أصح وكان ثقة فيما روى عن مالك رضي اللّه عنه وقال أبو عبد اللّه القضاعي في كتاب خطط مصر كان لأشهب رياسة في البلد وما جزيل وكان من أنظر أصحاب مالك رضي اللّه عنه قال الشافعي رحمه اللّه تعالى ما نظرت أحدا من المصريين مثله لولا طيش فيه ولم يدرك الشافعي رحمه اللّه تعالى بمصر من أصحاب مالك رضي اللّه عنه سوى أشهب وابن عبد الحكم وقال ابن عبد الحكم سمعت أشهب يدعو على الشافعي بالموت فذكرت ذلك للشافعي فقال متمثلا:

تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى تزود لأخرى غيرها فكأن قد

قال فمات الشافعي فاشترى أشهب من تركته عبدا ثم مات أشهب فاشتريت أنا ذلك العبد من تركة أشهب وذكر ابن يونس في تاريخه فقال أشهب القيسي ثم العامري من بني جعدة يكنى أبا عمرو أحد فقهاء مصر وذوي رأيها ولد سنة أربعين ومائة وتوفي يوم السبت لثمان بقين من شعبان سنة أربع ومائتين وكان يخضب عنفقته وقال محمد بن عاصم المعافري رأيت في المنام كأن قائلا يقول يا محمد فأجبته فقال ( ذهب الذين يقال عند فراقهم * ليت البلاد بأهلها تتصدع ) قال وكان أشهب مريضا فقلت ما أخوفني أن يموت أشهب فمات في مرضه ذلك واللّه أعلم

المصادر

  • وفيات الأعيان، لابن خلكان