أحلام التميمي


أحلام مازن التميمي صحفية فلسطينية وأول إمراة تنضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وهى أسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي وحكم عليها بـ 16 مؤبد بعد مشاركتها في عملية القدس في 9 أغسطس 2001، ولدت عام 1980 في مدينة الزرقاء بالأردن التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة. عادت أحلام إلى الوطن، وبدأت في جامعة بير زيت بالضفة الغربية الدراسة الجامعية بكلية الإعلام.

أحلام التميمي ابنة قرية النبي صالح القريبة من رام الله.

حاولت أحلام، أن تُحارب الاحتلال بطريقتها فركّزت في البرنامج الذي تقدّمه في تلفزيونٍ محليّ يبثّ من مدينة رام الله اسمه (الاستقلال)، على رصد ممارسات الاحتلال.

انضمامها لكتائب القسام

و من خلال عملها الصحافي الميداني اصطدمت أحلام بواقعٍ مريرٍ وقصصٍ وحكايات مأساوية سبّبها الاحتلال، فقرّرت أن تخطو خطوة أخرى، في الوقت الذي رأى فيها زميلها في كلية الصحافة والإعلام وائل دغلس العضو في كتائب القسام، مناسبةً لتكون في هذه الكتائب.

واستشار وائل قيادته التي كان يقف على رأسها عبد الله البرغوثي الذي يقف خلف سلسلة العمليات الموجعة والمبتكرة.

وعبد الله البرغوثي الذي تولّى قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية في فترةٍ حرجة له صفات شبه كثيرة بأحلام، فكلاهما عادا من الغربة، وعلى قدرٍ كافٍ من الذكاء والحماس والمشاعر الوطنية والدينية، وكانت لهما أحلامٌ كبيرة في الحياة ورحلة مع النجاح.

وتمّ الإيعاز لدغلس بتجنيد أحلام، التي أصبحت أول امرأة في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وبدأت مرحلةً جديدة من العمل. وأصبحت الطالبة الحالمة والصحافية المجتهدة، كانت في سباقٍ مع الوقت للمشاركة بتنفيذ عمليات في القدس الغربية.

وبعد عملية إعدادٍ لها، ونفّذت أول نشاطٍ لها يوم 27 يوليو 2001 عندما بدأت بالتجوّل في شوارع القدس الغربية. وكانت مهمّتها اختيار وتحديد أماكن لتنفيذ عمليات استشهادية كان عبد الله البرغوثي يخطّط لتنفيذها انتقاماً لكلّ عملية اغتيال.

مشاركتها في عملية القدس 2001

أما عملها الأبرز كان مساعدتها في تنفيذ الهجوم التفجيري الذي هزّ القدس المحتلة يوم 9 أغسطس 2001 ووصلت تداعياته إلى صنّاع السياسة الإقليميين وفي العالم.

تجوّلت أحلام في القدس بسيارتها وحدّدت الطريق التي سيسلكها الاستشهادي عز الدين المصري من رام الله إلى القدس المحتلة، وفي اليوم التالي حملت آلة الجيتارة التي فخّخها عبد الله البرغوثي واصطحبت عز الدين المصري، وطلبت منه وضع الجيتارة على كتفه وحدّدت له الموقع وتركته يذهب في رحلته الأخيرة، بينما هي قفلت عائدة إلى رام الله.

القبض عليها

عندما أُلقي القبض عليها بعد ذلك تعرّضت لتعذيبٍ قاسٍ، وحكمت محكمة صهيونية عسكرية عليها بالسجن المؤبّد 16 مرة، أي 1584 عاماً، مع توصية بعدم الإفراج عنها في أية عملية تبادل محتملة للأسرى.

وواجهت أحلام الحكم بابتسامة وكلمة وجّهتها للقضاة: «أنا لا أعترف بشرعية هذه المحكمة أو بكم، ولا أريد أن أعرّفكم على نفسي باسمي أو عمري أو حلمي، أنا أعرّفكم على نفسي بأفعالي التي تعرفونها جيداً، في هذه المحكمة أراكم غاضبين، وهو نفس الغضب الذي في قلبي وقلوب الشعب الفلسطيني وهو أكبر من غضبكم، وإذا قلتم إنه لا يوجد لديّ قلبٌ أو إحساس، فمن إذاً عنده قلب، أنتم؟ أين كانت قلوبكم عندما قتلتم الأطفال في جنين ورفح ورام الله والحرم الإبراهيمي، أين الإحساس؟؟»

مراجع

سمعنا كثيراً عن أناس يؤدون فريضة الحج نيابة عن آخرين انقضت أعمارهم ،وانتقلوا إلى الله عز وجل، وبهذا لا يستطيعوا أن يؤدوا تلك الفريضة، كأن يحج الولد عن والده أو والدته أو جده وهكذا..

ولكننا نعايش هذه الأيام حالة فريدة من نوعها، حيث نذر أحد الحجاج أن يؤدى فريضة الحج عن إنسان حي يرزق، ولا زال قلبه ينبض بالأمل والقوة والإيمان.. ولكن ما يمنع هذا الإنسان عن أداء الفريضة هو انه لا يستطيع التجول إلا في محيط لا يتجاوز العشرة أمتار فقط، لذلك فقد جاز أن يحج عنه أو بالأحرى عنها، لأنها أسيرة لدى الاحتلال، والداخل في سجون الاحتلال مفقود والخارج منها مولود.

فالحاج هو د. احمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي أبى إلا أن يضرب مثلا رائعاً في الوفاء لقضية الأسرى، ويهدف بهذا الفعل تسليط الضوء على أسيراتنا وحرائرنا في سجون الاحتلال، اللواتي باتت قضيتهن حبيسة الأدراج في مكاتب المؤسسات والجمعيات التي تدعى الإنسانية، فأراد أبو أكرم أن يعيد هذه القضية إلى الأولوية في هذا المؤتمر العالمي الذي يعقد كل عام في الديار المقدسة، ويحضره ما يزيد عن 3 ملايين مسلم من كل أنحاء العالم، لكي يقول لهم لا تنسوا أسيراتنا، حتى لو بالدعاء فهذا اقل الواجب.

والذي سيؤدى الحج عنها هي الأسيرة "أحلام التميمي" التي وضع الاحتلال اسمها على رأس قائمة الأسرى الذين يرفض إطلاق سراحهم ضمن صفقة شاليط، ولمن لا يعرف"أحلام" فهي مجاهدة أبت أن تجلس كبقية النساء في البيت، إنما عاهدت الله على الانتقام من أبناء القردة والخنازير لتشفى صور قوم مؤمنين، فالتحقت بصوف كتائب القسام، لتساعد في تنفيذ عملية استشهادية هزت أركان الاحتلال، بان حددت مكان العملية وأوصلت الاستشهادي "عز الدين المصري" بقيتارته المفخخة إلى قلب مدينة القدس، لينفجر هناك مخلفاً العشرات من القتلى والجرحى، وتُعتقل أحلام، وتدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأعلى حكم يفرض على أسيرة 1584 عاماً " 16 مؤبد "، ورغم ذلك لم تنكسر أو تلن عزيمتها، بل وقفت أمام المحكمة لتقول " أنا لا أعترف بشرعية هذه المحكمة أو بكم، ولا أريد أن أعرّفكم على نفسي باسمي أو عمري أو حلمي، أنا أعرّفكم على نفسي بأفعالي التي تعرفونها جيداً، في هذه المحكمة أراكم غاضبين، وهو نفس الغضب الذي في قلبي وقلوب الشعب الفلسطيني وهو أكبر من غضبكم، وإذا قلتم إنه لا يوجد لديّ قلبٌ أو إحساس، فمن إذاً عنده قلب، أنتم؟ أين كانت قلوبكم عندما قتلتم الأطفال في جنين ورفح ورام الله والحرم الإبراهيمي، أين الإحساس؟؟".

أحلام كانت تدرس الإعلام في جامعة بير زيت بعد أن عادت من الأردن التي ولدت وترعرت فيها، وكان حلمها أن تصبح صحفية لكي تتحدث عن جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبها ،وتفضح تلك العصابة التي توهم العالم بأنها إنسانية، ولكن بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، تغيرت أحلام "أحلام " وأصبح همها أن ترد الصاع صاعين لهذا المحتل، وأرادت أن تصل بمعاناة شعبها إلى كل بيت ولكن ليس عن طريق القلم والكلمة، إنما عن طريق الدماء والأشلاء ،فتحقق لها ما أرادت.

واليوم ورغم أنف الاحتلال وجبروته، وأسلاكه الشائكة وعزله الانفرادي، تصل أحلام إلى الديار الحجازية ليس بجسدها إنما بروحها، لتطوف الكعبة، وتصعد على جبل عرفه، وتصلى في بيت الله الحرام، وترجم إبليس، وترجم معه كل أباليس البشر الذين ركنوا إلى ملذات الدنيا، ورهنوا كرامتهم وشرف أمتهم من اجل عرض زائل ودراهم معدودة، وجلسوا يتفرجون على نساء فلسطين وهن إما شهيدات أو جريحات أو أسيرات.

بوركت خطواتك أبو أكرم وأنت تطلق صرخة مدوية في ارض الله الحرام أمام الملايين.. وإسلاماه..وامعتصماه.. فهل من مجيب ؟

وصلات خارجية