أتباع حورس

أتباع حورس (بالإنجليزية: Followers of Horus) أو شمسو حور (بالإنجليزية: Shemsu-Hor) اسم أطلق على ثلاث مجموعات متميزة من المصريين القدماء، لكل منها دور فريد في حياة الأمة.

المجموعة الأولى، الخارقة للطبيعة، ومن ثم المجموعة السحرية التي تحمل هذا الاسم، كانت مخلوقات يفترض أنها اتبعت الإله حورس، ابن إيزيس وأوزوريس، في معارك ما قبل الأسرات في إدفو وفي الدلتا. وكان يُطلق على هؤلاء الصحبة اسم "حيرو-شمسو" (بالإنجليزية: heru-shemsu) ويتم تكريمهم في جميع معابد حورس. وتم تصويرهم في قبر خرويف (Kheruef)، وهو مسؤول رسمي في عهد أمنحتب (1391-1353 قبل الميلاد). كان يتم تصوير أتباع حورس هؤلاء وهم يحملون الهراوات والأسلحة الأخرى. وكانوا يخدمون كقوات مخضرمة في حروب ما قبل الأسرات، وخاصة في إدفو. في النصوص الجنائزية، يتولى الأتباع أدواراً أكثر دراماتيكية، حيث يطهّرون الموتى في رحلاتهم ويوصفون في بعض الوثائق بأنهم حكام ما قبل الأسرات يرحبون بالموتى في ممالكهم من النعيم الأبدي.

المجموعة الثانية من الأتباع ترتبط بأرواح بي (بالإنجليزية: Souls of Pe) وأرواح نخن (بالإنجليزية: Souls of nekhen)، وهم الملوك الأسطوريين الشبيهين بالآلهة قبل فترة الأسرات المبكرة (2920-2575 قبل الميلاد).

في مهرجانات أوزوريان وحورس المختلفة، قامت مجموعة ثالثة تسمى أتباع حورس بإجراء معارك تمثيلية مع آخرين يطلق عليهم أتباع ست. وكانت رفقة حورس دائماً ما تربح تلك "الحروب".

أتباع حورس، الذين يُعتبرون رفقاء أسطوريين وحكام أسطوريين في فترة ما قبل الأسرات، ربما كانوا اتحاداً من محاربي المقاطعات المصرية الذين تبعوا نارمر، حاكم ثينيس، شمالًا في سعيه للتغلب على الدلتا وتوحيد مصر. وربما كانوا أيضاً أعضاء في حاشية الحاكم، الذين كان يرافقونه عندما كان يجرى جولاته التفتيشية كل سنتين على طول نهر النيل. المعارك التمثيلية، التي كان ينتصر فيها أتباع حورس دائمًا، كان تحتفي بالتقاليد والالتزامات الدينية للعصور السابقة ورسخت عبادة حورس.

تطور المفهوم

تطور المفهوم بمرور الوقت: تم إطلاق الاسم على سلسلة من الملوك الأسطوريين الذين حكموا مصر القديمة قبل عصر الأسرات، وأولئك الذين ساعدوا حورس في صراعه مع ست، وكذلك الكهنة الذين كانوا يقومون بأداء طقوس الجنازة.

وفقًا لبردية تورينو، حكم أتباع حورس (شمسو حور) مصر لمدة ستة آلاف سنة، بين عهد الآلهة والملوك المصريين الأوائل. وهم كائنات شبه إلهية تتمتع بمعرفة فلكية كبيرة ورثوها للكهنة والملوك المصريين.

مانيتون مؤرخ مصري عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. أمره الملك بطليموس الثاني بكتابة تاريخ مصر القديمة، وقد تمكن من الوصول إلى مكتبة معبد رع في هليوبوليس (حيث كان كاهناً)، وفي كتابه إيجيبتياكا يؤكد أن أتباع حورس حكموا مصر حوالي 6000 عام، بعد فترة حكم «أنصاف الآلهة الملوك» في الأزمنة السابقة والتي سبقتها فترة حكم «الآلهة» البلاد. الشيء الوحيد الذي بقي من إيجيبتياكا جاء إلينا من خلال يوسابيوس القيصري. بعد الآلهة، ساد الأبطال 1255 سنة، تبعهم الملوك الذين حكموا 1817 سنة. في وقت لاحق حكم 30 ملك من منف، الذين حكموا بمجموع 1790 عامًا. خلفهم عشرة ملوك من ثينيس لمدة 350 عامًا، وبعد ذلك جاء شمسو حور، الذين حكموا لمدة 5813 عامًا. بعدهم جاء أول ملك للأسرات، مينا، الذي حكم وادي النيل من حوالي عام 3100 قبل الميلاد.

وفقًا لجاكلين موريرا من جامعة ساو باولو، يمكن رؤية تمثيل شمسو حور في لوحة نارمر، الأمر الذي يشير وفقاً لها إلى أن اللوحة تسبق نارمر بفترة طويلة، حيث تعود إلى فترة سابقة تأثرت فيها مصر بشدة بعبادة حورس وأتباعه:

افتراضنا الآخر هو أن الملك المصري ورفاقه هم أولئك الذين يضعهم التقليد المصري في زمن بعيد من حضارتهم، شمسو حور (أتباع حورس)، الذين لعبوا دوراً مهماً في تشكيل البلاد كدولة موحدة... وبذلك يمكننا أن نرى تمثيل الثلاث مجموعات المتميزة من أتباع حورس على اللوحة. 1. المجموعة غير البشرية، التي رافقت حورس مباشرةً، وتلعب دوراً رئيسياً في رحلة الموتى إلى العالم الآخر. 2. المجموعة الثانية كانت مرتبطة مباشرةً بالحكام الأوائل، قبل أول الاسرات الأولى من حكام مصر الأوائل، والذين كانوا يرتبطون أيضاً بمدينة نخن (الذي كان يُعتقد تقليدياً أنه موظن حورس، والذي يتطابق تماماً مع المكان الذي تم العثور فيه على اللوحة). 3. المجموعة الثالثة هم المحاربون الذين خاضوا المعارك ضد أتباع ست.

  • في تعاليم بتاح حتب، تم استخدام عبارة شمسو حور: ((الابن الذي يستمع هو من أتباع حورس))، وقد تمت ترجمتها على أنها من أتباع حورس، حيث يستحيل أن تعني رفيق حورس.
  • في نقوش قبر رخميرع يحدث نفس الشيء: ((فمك مغسول، نطرونك هو تطهير الآلهة))، أتباع حورس: هنا يشير إلى الكهنة المسؤولين عن طقوس الجنازة.
  • في بردية تورينو، تم استخدام هذا التعبير فيما يتعلق بالماضي الأسطوري كاسم للملوك الذين حكموا الأرضين بعد الآلهة، ولكن لا يوجد مصدر أكاديمي يشير إلى الترجمة المصاحبة لحورس.
  • في نصوص الأهرام، يظهر تعبير شمسو حور أيضًا، وهم أولئك المسؤولين عن تطهير الملك المصري في حقل القصب. وفقًا لهذه النصوص نفسها، اشتبك حورس وست مع أتباع كل منهما في ميدان الصراع. وكان على الملك المصري الراحل، الذي أصبح شمسو حور، أن يساعد حورس على استعادة عينه. يترجم البروفيسور خورخي روبرتو أوجدون هذه العبارة على أنها "رسول حورس".