أبو النمرس

مركز ومدينة'أبو النمرس بمحافظة 6 أكتوبر، بمصر، وهي مدينة تجارية تقع على الجانب الغربي من النيل. تشتهر بتجارة الأدوات المنزلية إلى جانب الزراعة وبعض الصناعات الخفيفة. كما أنهابها إبراهيم علي محمد علي طالب بمدرسة إبراهيم مدكور وكما انها تشتهر بإنتاج البلح وعسل النحل وأول من أدخل النحل بابى النمرس الشيخ محمد ندا سنة 1927. كما أنها اشتهرت بقصة النمرسي اللي غلب العفريت لذلك أهالي أبو النمرس معظمهم عفاريت!!!!!. وكلمة أبو النمرس اختلفت فيها الآراء وقيل إنها من اللغة الهيروغليفية القديمة وتعني (مكان العشق والغرام) ـ أنظر: كتاب (أبو النمرس ماضيها وحاضرها ومستقبلها) للكاتب الدكتور سعيد أحمد بيومي والأستاذ فضل عباس الفقي، وقد ذكرت أبو النمرس لدى كبار المؤرخين في العصور الإسلامية كابن حجر والمقريزي والجبرتي وغيرهم. ومن مشاهيرها: الدكتور إبراهيم مدكور حصل على دبلوم دار العلوم عام 1927 واشتغل بالتدريس بإحدى مدارس القاهرة الابتدائية. في عام 1928 تم ترشيحه إلى بعثة بإنجلترا ولكن نظرا لميوله إلى حزب الوفد تدخل بعض الأشخاص المعادين لسياسة الوفد وألغيت بعثته إلى إنجلترا. لم يتوقف التآمر ضده عند هذا الحد بل تم نقله إلى منطقة أدفو الواقعة في أقاصي جنوب مصر يذكر في هذا الخصوص أن إبراهيم مدكور كان من المناصرين لحزب الشعب أي حزب الوفد وقد تم اعتقاله وإيداعه السجن السياسي أثناء ثورة 1919. لكن إبراهيم مدكور رفض ذلك الظلم وقدم استقالته وسافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة عام 1929. في باريس درس الفلسفة والقانون واللغات القديمة والحديثة ثم حصل على ليسانس الفلسفة من جامعة السوربون في عام 1931، كما حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس. في نهاية عام 1934 حصل إبراهيم مدكور على درجة الدكتوراه في الفلسفة، وعاد إلى مصر في عام 1935 لينضم إلى هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول.

في نفس العام (1935) تكونت "أسرة الفلسفة" من أربعة من الأساتذة المصريين هم: الشيخ مصطفى عبد الرازق، والدكتور إبراهيم مدكور، ويوسف كرم، والدكتور أبو العلا عفيفي ـ ثم انضم إليهم بعد ذلك عدد من الأساتذة الأجانب المقيمين بمصر.

على الرغم من أن مجمع اللغة العربية كان معنيا باللغة العربية في بدايته إلا انه صدر مرسوما ملكيا بتطوير المجمع والعمل على مواكبة النهضة الأوربية الحديثة وحاجة مصر إلى النهضة الاقتصادية والعسكرية والصناعية والاجتماعية والسياسية أيضا، وعليه جاء المرسوم الملكي بتعيين عشرة من العلماء الأكفاء في مختلف العلوم. في 28 نوفمبر عام 1946 انضم الدكتور إبراهيم مدكور إلى عضوية مجمع اللغة العربية وجاء انضمامه إلى مجموعة "العشرة الطيبة" لدعم (مجمع اللغة العربية وتطويره وتحديثه دوليا)، وكانت هذه العشرة تضم كل من : الدكتور إبراهيم بيومي، والدكتور أحمد زكى، والأستاذ زكى المهندس، والدكتور عبد الرازق السنهورى، والشيخ عبد الوهاب خلاف والأستاذ مصطفى نظيف، والدكتور محمد شرف والأستاذ محمد فريد أبو حديد، والشيخ محمود شلتوت، والدكتور عبد الوهاب عزام.

في عام 1961 أصبح الدكتور مدكور أمينا عاما للمجمع وبعدها رئيسا له في الفترة من عام 1974 إلى عام 1995، وقد أصدر كتابا عن المجمع بعنوان مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاما، كما أصدر بحثا له أهمية كبيرة حول (مدى حق العلماء في التصرف في اللغة)، وأخرج (المعجم الوسيط) و(معجم ألفاظ القرآن الكريم) و(مجموعات المصطلحات لتعريب التعليم الجامعي). كما أشترك في العديد من لجان مجمع اللغة العربية، ولجان الفلسفة والعلوم الاجتماعية. اشترك أيضا في (لجنة المعجم الكبير) التي اختصها بنصيب وافر من علمه، وأشرف على إخراج كتاب (الشفاء) لابن سينا، وكتاب (المعنى) للقاضي عبد الجبار، وكتاب (الفتوحات المكية) لمحيى الدين بن عربي، ثم الموسوعة العربية الميسرة التي أخرجتها الجامعة العربية بالتعاون مع مؤسسة فرانكلين، كما منحته جامعة برستون الدكتوراه الفخرية عام 1964.

في مجال عمله بالفلسفة قدم الدكتور إبراهيم دراسة عن نشأة المصطلحات الفلسفية في الإسلام، ودراسات عن الغزالي وابن خلدون وابن سينا، كما قدم دراسة عن العلاقة بين منطق أرسطو والنحو العربى، وله كتاب بعنوان الفلسفة الإسلامية-منهج وتطبيق، كما اشترك مع يوسف كرم في إصدار تمهيد في تاريخ الفلسفة في أواخر الثلاثينات تنفيذا لبرنامج إصلاح التعليم الثانوي. أيضا أسهم في الذكرى الألفية لابن سينا في بغداد عام 1951، كما أسهم في طهران إيران وباريس بأعماله الفلسفية، إضافة إلى إسهاماته الأخرى في دمشق (سوريا) ولبنان.

بعد قيام ثورة يوم الأربعاء الموافق 23 يوليو 1952 تم الاهتمام بالدكتور إبراهيم مدكور لمكانته الفكرية والثقافية وتم تعيينه وزيرا للإنشاء والتعمير في وزارة علي ماهر باشا في 6 سبتمبر 1952 وذلك بأمر الوصاية الملكية المؤقتة ولكن بعد 24 ساعة فقط قدم على ماهر استقالته في 7 سبتمبر 1952. بذلك أصبح وأمسى الدكتور إبراهيم مدكور وزيرا ليوم واحد فقط. بعد ذلك تم تعيينه مسئولا عن لجان المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب الذي تأسس عام 1956، وظل كذلك إلى أن تأسس المجلس الأعلى للثقافة في عام 1980، كما أسهم كثيرا في المجالس القومية المتخصصة والمنظمات العربية والإقليمية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم.

والشيخ عبد القادر ندا والشيخ محمد عبد الوهاب والحاج بيومى والشيخ سليمان أبوشنب وهم أول من أسس الجمعية الشرعيه بابى النمرس وأيضا العلامة الشيخ عبد الفتاح محمد بن بيومى وهو علامة في القراءات العشر. نخبة كبيرة من رجال السياسة والفكر والأدب أمثال الدكتور مكرم جمعة هلال الأمين العام للحزب الوطني بالجيزة وكان مديرا لمستشفى أم المصريين وبها الأديب أحمد رجب شلتوت صاحب كتاب دم العصفور وغيره من المؤلفات والحائز على العديد من الجوائز الادبية منها جائزة جريدة الشعب المركز الأول في القصة سنة 1989 ونادي القصة المركز الأول سنة 1997 وجائزة إحسان عبد القدوس سنة 2008 وجمعية الادباء سنة 2007 وجائزة ساقية الصاوى للقصة القصيرة جدا في 2010 وفاز مرات عديدة في مسابقات الثقافـة الجماهيرية ووزارة الشباب في القصة القصيرة والروايـة.. ومن أبناء أبو النمرس أيضا: الكاتب سعيد أحمد بيومي صاحب المؤلفات العديدة، ومنها: كتاب (أم اللغات) وكتاب (الحلم النووي المصري) وكتاب (الشيخ الرئيس).

ومن أبناء أبو النمرس أيضا أساتذة جامعة مرموقون كالدكتور محمد خليل رفاعي والدكتور عبد الفتاح عبد الحميد ندا والدكتور عادل محمد ندا والدكتور أحمد عبده الشريف والدكتور حسن حمودة والدكتور حسن صالح والدكتور محيي مكاوي رجب والدكتور عمرو عبد الله صالحوغيرهم من ذوي البصمات والصولات والجولات في تاريخ مصر. ولا ننسى في النهاية مطرب الفقراء والملايين الشيخ إمام عيسى ابن مدينة أبو النمرس كما أن أبو النمرس قد مر عليها من العماقة من الرجال اصحاب الكلمة المسموعة على أعلى المستويات ومن أهم هؤلاء الرجال الحاج على ندا وهو من أشهر رجال مجالس الصلح العرفي على مستوى الجمهوريه كما أنه كان كبير عائلة ندا.

وفي المجال التعليمي، لا بد ان نذكر أهم الاساتذه الافاضل ومنهمالاستاذ محمد عيدالذي كان له دور كبير في مدرسة النصر الابتدائيه بابى النمرس والاستاذ فتحى حسين العزالى الذي كان له فضل كبير على مدرسة أبو بكر الصديق حيث احبه جميع المدرسين والمدرسات لالتزامه بعمله وبالإضافة إلى معاملته الحسنه لجميع المدرسين وهو الآن مديرا لمدرسة المشتركه بابى النمرس والاستاذ منير الفقىبمدرسة والاستاذمحمد زعفانبمدرسة أبوالنمرس الاعداديه وغيرهم كثير كان لهم دوركبير في المجال التعليمى ولا يجب أن يفوتنا الحديث عن الأستاذة والمربية الراحلة الأستاذة بدرية السيد محمد مرسي وكيلة مدرسة أبو بكر الصديق سابقا، التي كانت مثالا رائعا للأم المثالية، حيث حصلت على هذه الجائزة أكثر من مرة على مستوى المدرسة وعلى مستوى الإدارة التعليمية وعلى مستوى محافظة الجيزة، كما أنه كانت لها العديد من الإسهامات في مدينة أبو النمرس وتخرج على أيديها العديد من خيرة الشباب الذين يدينون لها بالفضل والجميل. طيب الله ثراها وجعل مثواها الجنة هي وصالح المؤمنين

انضمت مدينة أبو النمرس ومركز أبو النمرس (مركز الجيزة سابقًا) إلى محافظة السادس من أكتوبر والمنشأة حديثًا (2008).

التجربة النمرسية في محاربة البطالة

أبو النمرس واحدة من المدن المصرية القليلة التي لا تعرف البطالة لها سبيلا. يعزى ذلك إلى كونها بلدا تجاريا في المقام الأول - وقد يكون الأوحد، بعد أن اغتال التجار أو يكادون الرقعة الزراعية فيها ؛ فزرعوها أعمدة خرسانية على مرأى ومسمع ومباركة من المسئولين أصحاب الكروش الملأى بالقروش !!- وكيف تطارد البطالة بلدا، ترى الصبي فيه بتعبيرنا نحن " يفتح بيتا " أي يعول أسرة، تراه وبتعبيرنا نحن أيضا " يلفح كرتونة لبيع الكبايات والخلاطات والمكاوي " أثقل منه، على كتفه الغض، وبتعبيرنا نحن كذلك "يسرح" أو "يعدي" أي يجول بها طلبا للرزق والمكسب الوفير، والذي يصل في كثير من الأحيان إلى ضعفي الثمن الأصلي وولد بها ابرهيم علي محمد علي طالب بمدرسة إبراهيم مدكور!!

وإذا بحثت في مفردات اللغة؛ فلن تجد لفظة تحل محل اللفظة العبقرية الفصيحة التي درج النمارسة على استخدامها، ألا وهي "يسرح" لما فيها من دلالات لغوية يندر مثلها مجتمعة في غيرها ؛ فهي تدل على الخير والرزق والنعيم بلا حساب، وليس أدل على ذلك من حديث - رغم كونه من الأحاديث الموضوعة في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي، قال بذلك الألباني في سلسلته، إلا أنني ذكرته شاهدا لغويا فقط - وهذا نصه " إذا كان يوم القيامة أنبت الله تعالى لطائفةٍ من أمتي أجنحة، فيطيرون من قبورهم إلى الجنان، يسرحون فيها ويتنعمون كيف شاؤا فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب ؟.. فيقولون: ما رأينا حساباً، فيقولون: هل جزتم الصراط ؟.. فيقولون: ما رأينا صراطا، فيقولون: هل رأيتم جهنم ؟.. فيقولون: ما رأينا شيئاً، فتقول الملائكة: من أمة من أنتم ؟.. فيقولون: من أمة محمد (ص)، فيقولون : نشدناكم الله، حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا ؟.. فيقولون : خصلتان كانتا فينا، فبلغنا الله هذه الدرجة بفضل رحمته، فيقولون: وما هما ؟.. فيقولون: كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه، ونرضى باليسير مما قسم لنا، فتقول الملائكة: حقّ لكم هذا"

أرأيتم ما حملته كلمة يسرحون من دلالات ؟ !!

ونخلص من ذلك كله إلى أن "أبو النمرس" بلد لا يرى فيه أصحاب المؤهلات الدراسية -مهما علت - حرجا في أن "يسرحوا بكراتينهم" غير عابئين بانتظار دورهم في طابور القوى العاطلة - عفوا "العاملة" - وإذا أردت أن ترى بنفسك ماذا بلغت هذه الكراتين بأصحابها ؛ فتعال وتجول بشوارعنا وخاصة شارع أحمد بدوي ؛ لتجدها مكتظة بمحلات فخمة لبيع الأدوات المنزلية وعلى رأسها الكبايات، يديرها نمارسة، أكتافهم مختومة بخاتم حبال الكراتين الملكية، وهم فخورون كل الفخر بذلك.

ولو درست الحكومة "التجربة النمرسية" لا الدينماركية، في محاربة البطالة ؛ لقضت عليها في زمن قصير، ولعرفوا أن الحل في الكرتونة، الحل في العمل ثم العمل ثم العمل. كتبه / علي رزق علي تويج

لماذا غلب النمارسة العفاريت ؟!!

نشأنا في "أبو النمرس" على أسطورة حكاها لنا الأجداد، وهي أن أحد العفاريت ظهر لأحد أجدادنا الأوائل، وقال له: "افتل لي التراب" أي اصنع لي من التراب حبلا مفتولا، فقال جدنا النمرسي الأعظم: "نسّر لي وأنا أفتل" !! أي اقطعه وبالغ في تقطيعه حتي يصير جاهزا للفتل ! فبهت العفريت ورجع بالخيبة وعرف أن العفريت هو النمرسي لا غيره !!!!

ومن وقتها السحيق ونحن نتوارث هذه الجملة، وتشكل انطباع الآخرين عنا " النمارسة غلبوا العفريت !!والسؤال ما زال قائما، لماذا غلبناه ؟! وبرأيي أن السبب الجوهري يكمن في كوننا تجارا، والتجارة شطارة، وبين الشطارة والنصب والاحتيال شعرة دقيقة يصر النمرسي غالبا على قطعها، وإزالة الفارق بينهما. !!

ملحوظة: هذه الأسطورة تؤكد تاريخيا أن "أبو النمرس" كانت بلدا زراعيا وتهتم بصفة خاصة بزراعة النخيل الذي تفتل منه الحبال، وأن جدنا غالب العفريت الأول كان طالعا للنخل لا يشق له غبار، سوف تسألني يا عزيزي: وأين النخل؟ وأقول لك: يقطع منذ فترة لزراعة البيوت الخرسانية !! كتبه ((علي رزق علي تويج))&((إبراهيم علي محمد علي)) : مدرس أول لغة عربية بمدرسة الدكتور إبراهيم مدكور الثانوية