آزوولد إيفري

آزوولد ثيودور إيفري الابن (بالإنجليزية: Oswald Avery) (ولد في 21 أكتوبر عام 1877 وتوفي في 20 فبراير عام 1955) كان طبيبًا وباحثًا طبيًا أمريكًا  من أصل كندي. قضى الجزء الرئيسي من حياته المهنية في مستشفى روكفلر في مدينة نيويورك. كان إيفري واحدًا من أوائل علماء البيولوجيا الجزيئية ورائدًا في الكيمياء المناعية، ولكنه اكتسب شهرته من تجربته (التي نُشرت عام 1944 بالعمل مع زملائه كولين ماكليود وماكولين مكارتي) التي خلصت إلى أن الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين هو المادة التي تُشكل الجينات والكروموسومات.

قال أرني تيسيليوس الحائز على جائزة نوبل إن إيفري كان أكثر العلماء استحقاقًا لكنه لم يحصل على جائزة نوبل تكريمًا لإنجازاته، إلا أنه كان قد رُشح لجائزة نوبل في ثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

سُمّيت فوهة إيفري القمرية على شرفه.

الحياة المبكرة والتعليم

ولد إيفري في هاليفاكس، نوفا سكوشا في عام 1877 لأبيه فرانسيس جوزيف إيفري، الذي كان كاهنًا معمدانيًا، ووالدته إليزابيث كراودي. هاجر الزوجان من بريطانيا في عام 1873. ولد أوزوالد أفيري ونشأ في منزل خشبي صغير في شارع موران في الطرف الشمالي من هاليفاكس، والذي تحوّل اليوم إلى مبنًى تراثي. عندما كان إيفري في العاشرة من عمره، انتقلت عائلته إلى الجانب الشرقي الأدنى من مدينة نيويورك. نال إيفري شهادته الجامعية من جامعة كولغيت وكان طالبًا في صف تخرج عام 1900. درس إيفري الموسيقى في البداية ثم انتقل لدراسة الطب في الجامعة ليحصل على شهادته الطبية وبدأ ممارسة المهنة في عام 1904.

معهد روكفلر

في عام 1912، عرض عليه روفوس كول، الذي أبدى اهتمامًا ببعض من منشورات إيفري، منصبًا في مستشفى روكفلر الذي كان قد افتتح مؤخرًا، وهو مؤسسة تخص البحوث السريرية وتتبع لمعهد روكفلر. وقد قبل إيفري العرض. وفي المعهد، طور كول وإيفري وألفونس دوشيز أول مصل مناعي فعال ضد سلالة من البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي. أُنتج المصل من دم الخيول المصابة.

جدل حول العامل المسبب للمرض في وباء إنفلونزا عام 1918

في ذروة وباء الإنفلونزا عام 1918، كانت الفرضية السائدة هي أن العامل المسبب للمرض كان بكتيريا - على وجه التحديد، «المستدمية النزلية» (التي كانت تُسمى آنذاك «عصيات فايفر» أو «عصيات الإنفلونزا»)، وهي جرثومة عُزلت لأول مرة على يد عالم الجراثيم الألماني ريتشارد فايفر، والتي حدد وجودها في عينات أنفية من المرضى بالأنفلونزا الموسمية قبل عقود، والتي وجدت أيضا في العديد من العينات المأخوذة من مرضى وباء عام 1918 ولكن ليس جميعها. كان الفشل في عزل عصيات الإنفلونزا في بعض المرضى راجعًا بشكل عام إلى صعوبة زرع البكتيريا.

وجد بيتر أوليتسكي وفريدريك غيتس في معهد روكفلر أن الإفرازات الأنفية من المرضى المصابين كانت لا تزال قادرة على التسبب بالمرض في رئتي الأرانب حتى بعد تصفيتها من خلال فلتر بروكفيلد القادر على عزل البكتيريا، لكن الباحثين الآخرين لم يتمكنوا من الوصول إلى نفس النتائج. في مستهل الأمر، شكك إيفري في البيانات التي خرج بها كل من أوليتسكي وغيتس، ثم شرع في إثبات فرضية عصيات الإنفلونزا. لذلك الغرض، طوّر وسيط زرع مُحسّن لعصيات الإنفلونزا، والتي كانت مُعتمدة على نطاق واسع وخفّضت من احتمال إظهار سلبيات كاذبية. على كل حال، ظل من غير الممكن العثور على عصيات الإنفلونزا لدى جميع مرضى الإنفلونزا. لم يتم اكتشاف السبب الحقيقي وراء مرض الإنفلونزا -وهو فيروس- على ثلاثينيات القرن الماضي.

إسهامات أوسوالد أفري في علم الأحياء

في عام ١٩٤٣، اتخذ العالم الكندي أوسوالد أفري وبعض زملائه مناهج أخرى للتفكير في ذلك العامل التحويلي. وفي ذاك الوقت، كان هناك خياران بالنسبة للعامل التحويلي، حيث تم تركيز الاهتمام على نوعين من المركبات الكيميائية، التي ربما تساعد على حمل الصفات الوراثية في صورة إحدى الشفرات.

كان الاختيار الشائع في ذلك الوقت يميل إلى التركيز على نوع ما من البروتينات. فقد كانت هناك سلسلة طويلة من أنواع مختلفة ومتعددة من الأحماض الأمينية، مكونة أبجدية من عشرين حرفا. أما الاختيار الآخر الحائز على ترشيحات أقل، كان يتركز على الحامض النووي DNA (الحامض النووي الريبي منقوص الأكسجين). ويتكون الحامض النووي أيضا من سلسلة طويلة من الجزيئات، مكونة أربعة حروف أبجدية فقط. وبالتأكيد، فإن استعمال عشرين حرفا من الحروف الأبجدية، يعتبر أكثر إفادة من استعمال أربعة حروف فقط. وسوف يعلمنا عصر الكمبيوتر أن أية كمية من المعلومات يمكن أن تتحول إلى رقمين فقط (صفر و١)، ولكن بمرور الوقت اكتسب ذلك التفسير مزيدا من التأكيد.

أثبت العالم أفري وزملاؤه أن تلك النظرية خاطئة. فقد رجعوا إلى نوع البكتريا غير الضار وكذلك النوع الضار منها ليستخرجوا العامل التحويلي. وباستخدام إنزيمات متعددة قاموا أولاً بإزالة جميع البروتينات في خلايا البكتريا غير الضارة وخلايا البكتريا الضارة. --قاموا بإزالة الحامض النووي بعد ذلك. وعندما تمت إزالة البروتينات من الخلايا، وجدوا أن تحول السلالات غير الضارة إلى سلالات ضارة ما زال يحدث، ولكن دون انتقالالحامض النووي من سلالة لأخرى. إذن تم حل لغز هذه المسألة. فمنذ تلك اللحظة، تم اعتبار الحامض النووي هو المسئول عن انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء.

انظر أيضًا