معركة بلاط الشهداء
معركة بلاط الشهداء | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من معارك إسلامية في غرب أوروبا | |||||||
ملف:Steuben - Bataille de Poitiers.png رسم للفنان كارل فان ستوبين (ت: ١٨٥٦م) لمعركة بلاط الشهداء | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
دولة الإفرنج | المسلمون | ||||||
القادة | |||||||
تشارلز/ كارل مارتل | عبد الرحمن الغافقي | ||||||
القوى | |||||||
من 200 إلى 400 ألف | من 50 إلى 70 ألف | ||||||
الخسائر | |||||||
من 10 إلى 20 ألف | اقل من عشرة آلاف |
معارك إسلامية في غرب أوروبا |
|
---|---|
وادي لكة – كوفادونجا – معركة تولوز – بلاط الشهداء – الزلاقة – معركة أقليش – معركة الارك – معركة العقاب - معركة الدونونية – معركة غرناطة |
معركة بلاط الشهداء أو معركة بواتييه وقعت 10 أكتوبر عام 732 م بين قوات المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الإفرنج بقيادة تشارلز مارتل). هُزم المسلمون في هذه المعركة وقُتل قائدهم، وأَوقفت هذه الهزيمة الزحف الإسلامي تجاه قلب أوروبا وحفظت المسيحية كديانة سائدة فيها.
التسمية
البلاط في اللغة العربية تعني القصر أو الرخام، ويُرى أنها سميت ببلاط الشهداء في التاريخ الإسلامي لأنها وقعت بالقرب من قصر مهجور ، ويُرى أنه بسبب الطريق المعبد من زمان الرومان الذي قاتل الجانبان عليه ، وأضيفت كلمة الشهداء لكثرة ما وقع في تلك المعركة من قتلى للمسلمين. أما الأوروبيون فينسبون المعركة لمدينة تورز التي وقعت المعركة بالقرب منها فيسمونها معركة تور ، وتسمى كذلك معركة بواتييه لوقوعها أيضا بالقرب من بلدة بواتييه في فرنسا, ويقول الدكتور شوقي خليل بأن بلاط هنا لا تعني الطريق المبلط ولكن (البلاط) في الأندلس تعني (القصر) أو(حصن حوله حدائق تابعه له).
ما قبل المعركة
بعد أن فتح المسلمون إسبانيا ووطدوا حكمهم فيها عبروا جبال البرانس وبدؤوا بغزو الأراضي الإفرنجية (فرنسا في الوقت الحاضر) على يد قائدهم في ذلك الوقت السمح بن مالك الخولاني وفتحت على يده مدن منطقة سبتمانيا: أربونة وبيزارس وآجده ولوديفيه وماغيولون ونييمس.
ورجع السمح إلى الأندلس ليجمع جيشا يحاصر به مدينة طولوشة (أو تولوز) ويقال أنه جمع أكثر من مئة ألف شخص من الفرسان والمشاة. قام المسلمون بحصار تولوز طويلا حتى كاد أهلها أن يستسلموا إلا أن الدوق أودو دوق أقطانيا (أكوينتين) باغته بإرسال جيش ضخم ، فقامت هنالك معركة عرفت في التاريخ باسم معركة طولوشة أو (معركة تولوز)، وقاوم المسلمون فيها قليلا بالرغم من قلة عددهم وقتل قائدهم السمح بن مالك فاضطرب الجيش وانسحب المسلمون لقاعدتهم في بلاد الإفرنج مدينة أربونة وكان ذلك في 9 يونيو 721 م.
كان السمح هو والي الأمويين في بلاد الأندلس ، وبعد وفاته قام الأندلسيون بتعيين عبد الرحمن الغافقي كوال مؤقت حتى ينظر الخليفة في من سيعين عليهم.
عين عنبسة بن سحيم الكلبي كوال للأندلس فقام بإكمال ما بدأ به السمح بن مالك وقد توغل كثيرا في الأراضي الفرنسية حتى بلغ مدينة أوتون في شرق فرنسا ، وفي طريق عودته إلى الأندلس فاجأته قوات إفرنجية فأصيب إصابة بليغة لم يلبث أن مات على إثرها في ديسمبر 725 م. ثم جاء أربعة ولاة للأندلس لم يحكم أغلبهم أكثر من ثلاث سنين حتى عين عبد الرحمن الغافقي عام 730 م.
قام عبد الرحمن بإخماد الثورات القائمة في الأندلس بين العرب والبربر وعمل على تحسين وضع البلاد الأمني والثقافي. وفي تلك الأثناء قام الدوق أودو بالتحالف مع حاكم إقليم كاتالونيا المسلم عثمان بن نيساء وعقد صلحا بينه وبين المسلمين وتوقفت التوسعات الإسلامية في بلاد الإفرنج. كان الدوق أودو يعلم أن عدوه الأبرز هو تشارلز مارتل -وخاصة بعد معركة طولوشة- وأنه إذا صالح المسلمين فإنه سيأمن هجماتهم من جهة وسيشكلون قوة ورادعا في وجه تشارلز مارتل من جهة أخرى إذ لن يفكر تشارلز في مهاجمته خوفا من المسلمين.
قام عثمان بن نيساء بما لم يكن في الحسبان ؛ إذ أعلن استقلال إقليم كاتالونيا عن الدولة الأموية، فما كان من عبد الرحمن الغافقي إلا أن أعلن الحرب ضده بصفته خائنا، ولم يستثن عبد الرحمن الدوق أودو من هذا الأمر ؛ فجهز جيشه وأخضع كاتالونيا لدولته ثم اتجه صوب أراض أودو وحاصر مدينة البردال (بوردو) واحتلها المسلمون وقتلوا من جيش أودو الكثير حتى قال المؤرخ إسيدورس باسينسيز "إن الله وحده يعرف عدد القتلى".
المعركة
711–1492
|
---|
فتوحات 711–732 |
|
|
1039–1085 ملوك الطوائف |
1085–1145 المرابطون |
|
1147–1238 الدولة الموحدية |
|
1238–1492 مملكة غرناطة |
|
مقالات مرتبطة |
وجد تشارلز مارتيل الوضع في بلاده مناسبا لإخضاع الأقاليم الجنوبية التي طالما استعصت عليه وكان يعلم أن العقبة الوحيدة في طريقه هي جيش المسلمين. كان الجيش الإسلامي قد انتهى بعد زحفه إلى السهل الممتد بين مدينتي بواتييه وتور بعد أن استولى على المدينتين، وفي ذلك الوقت كان جيش تشارلز مارتل قد انتهى إلى نهر اللوار دون أن ينتبه المسلمون بقدوم طلائعه، وحين أراد الغافقي أن يقتحم نهر اللوار لملاقاة خصمه على ضفته اليمنى قبل أن يكمل استعداده فاجأه مارتل بقواته الجرارة التي تفوق جيش المسلمين في الكثرة، فاضطر عبد الرحمن إلى الرجوع والارتداد إلى السهل الواقع بين بواتييه وتور، وعبر تشارلز بقواته نهر اللوار وعسكر بجيشه على أميال قليلة من جيش الغافقي [١]. لقد اختار مارتل بحنكته مكان المعركة وتوقيتها أي أنه أجبر المسلمين على التواجد في المكان الذي يريده لهم.
حصلت بعض المناوشات بين الجيشين وكأن المعركة حرب استنزاف، أي أن من يصمد أكثر من الطرفين ينتصر. ومكث الطرفان على هذه الحال من 6 إلى 9 أيام (هناك اختلاف بين المؤرخين على مدة المعركة) وفي اليوم الأخير للمعركة قامت معركة قوية بين الجيشين ولاح النصر للمسلمين. رأى مارتل شدة حرص جنود المسلمين على الغنائم التي جمعوها فأمر بعض أفراد جيشه بالتوجه إلى مخيم المسلمين والإغارة عليه لسلب الغنائم فارتدت فرقة كبيرة من الفرسان من قلب المعركة لرد الهجوم المباغت وحماية الغنائم، فاضطربت صفوف المسلمين واستطاع الإفرنج النفاذ إلى قلب الجيش الإسلامي. ثبت عبد الرحمن مع قلة من جيشه وحاولوا رد الهجوم بلا جدوى وقتل عبد الرحمن فازداد اضطراب المسلمين وانتظروا نزول الليل حتى ينسحبوا لقاعدتهم أربونة قرب جبال البرانس.
ومع صباح اليوم التالي قام الإفرنج لمواصلة القتال إلا أنهم فوجئوا بانسحاب المسلمين ولم يجرؤ مارتل على اللحاق بهم وعاد بجيشه لبلاده.
تحليل المعركة
تضافرت عوامل كثيرة في هذه النتيجة، منها أن المسلمين قطعوا آلاف الأميال منذ خروجهم من الأندلس، وأنهكتهم الحروب المتصلة في فرنسا، وأرهقهم السير والحركة، وطوال هذا المسير لم يصلهم مدد يجدد حيوية الجيش ويعينه على مهمته، فالشقة بعيدة بينهم وبين مركز الخلافة في دمشق، فكانوا في سيرهم في نواحي فرنسا أقرب إلى قصص الأساطير منها إلى حوادث التاريخ، ولم تكن قرطبة عاصمة الأندلس يمكنها معاونة الجيش؛ لأن كثيرًا من المسلمين تفرقوا في نواحيها.
وتبالغ روايات في قصة الغنائم وحرص المسلمين على حمايتها، في الوقت التي تذكر فيه روايات أخرى أن الجيش الإسلامي ترك خيامه منصوبة والغنائم مطروحة في أماكنها.
ما بعد المعركة
أدت المعركة إلى توقف الزحف الإسلامي في أوروبا الغربية وأعطي تشارلز لقب مارتل (أي المطرقة) بعد المعركة. وقد اختلف المؤرخون، قديمُهم و حديثُهم، مسلمُهم و مسيحيُّهم في أهمية تلك المعركة؛ فالبعض وصفها بأنها حفظت المسيحية من الفناء فيقول المؤرخ إدوارد جيبون في كتابه اضمحلال الإمبراطورية الرومانية:
يختلف العديد من المؤرخين مع وجهة نظر جيبون فيخبرون عن توسعات المسلمين أنها لم تكن تتوقف لهزيمة أو خسارة معركة؛ فللمسلمين العديد من المحاولات للسيطرة على القسطنطينية قبل أن تسقط في عهد العثمانيين وقد هزم المسلمون أكثر من مرة في الهند وبلاد ما وراء النهرين إلا أن ذلك لم يكن ليمنعهم من مواصلة القتال. ويشير أولئك المؤرخون أن المسلمين لم يكونوا طامحين في مواصلة القتال في القارة الأوروبية لأن تلك الأراضي كانت تعيش في وضع اجتماعي وثقافي وحضاري منحط.[بحاجة لمصدر] مؤرخو القرن الحالي يرون بأن المعركة سواء إذا اوقفت المد الإسلامي أم لم تفعل لكنها وضعت الأسس الأولى لبناء الإمبرطورية الشارلكانية وهيمنة الفرنجة لقرن من الزمان. وإنشاء قوة الفرنجة بغرب القارة حددت مصير أوروبا والمعركة أثبتت ذلك.
كما أن الأمويين في الأندلس عانوا الأمرّين بسبب وجود جيوب المقاومة المسيحية في شمال البلاد والتي أرهقتهم وأشغلتهم عن مواصلة القتال في القلب الأوروبي، وعانوا كذلك بسبب العباسيين الذين كانوا يتحينون الفرصة لإزالة دولتهم والحصول على أراضيها [٢] الأمر الذي أدى لجعل حروب الدولة الأموية الأندلسية حروب دفاع لا حروب احتلال وتحرير.
مصادر
مصادر أخرى
- كتاب اضمحلال الإمبراطورية الرومانية لإدوارد جيبون - الجزء 52 حدود الغزو العربي.
- موقع إسلام أون لاين - بلاط الشهداء.. وتوقف المد الإسلامي بأوروبا.
- هارون الرشيد ولعبة الأمم من موقع قناة الجزيرة.
- إيان ميدوز يتحدث عن الوجود العربي في أوروبا من وجهة نظر عربية في مجلة أرامكو الإنجليزية
- كتاب بلاط الشهداء تأليف الدكتور شوقي خليل
روابط أخرى
be:Бітва пад Турам (732) bg:Битка при Поатие bn:তুরের যুদ্ধ ca:Batalla de Tours cs:Bitva u Tours cy:Brwydr Tours da:Slaget ved Poitiers de:Schlacht von Tours und Poitiers Battle of Tours]] es:Batalla de Poitiers (732) eu:Poitiersko gudua (732) fi:Poitiers'n taistelu (732) fr:Bataille de Poitiers (732) he:קרב טור hr:Bitka kod Poitiersa hu:Poitiers-i csata (732) id:Pertempuran Tours it:Battaglia di Poitiers (732) ja:トゥール・ポワティエ間の戦い ka:პუატიეს ბრძოლა (732) ko:투르 푸아티에 전투 mk:Битка кај Поатје ms:Pertempuran Tours nl:Slag bij Poitiers (732) no:Slaget ved Poitiers pl:Bitwa pod Poitiers (732) pnb:ٹورز دی لڑائی pt:Batalha de Poitiers (732) ro:Bătălia de la Tours ru:Битва при Пуатье (732) scn:Cummattimentu di Poitiers sk:Bitka pri Tours sr:Битка код Поатјеа sv:Slaget vid Poitiers (732) sw:Mapigano ya Tours na Poitiers th:ยุทธการตูร์ tr:Puvatye Muharebesi ur:بلاط الشہداء vi:Trận Tours zh:圖爾戰役