القاسم (مدينة)

(بالتحويل من ناحية القاسم)

مدينة القاسم أو باخمرا مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة تقع في العراق في محافظة بابل

تاريخها

كانت تسمى قبلا "حي باخمرا" نسبة إلى شيخها المعروف آنذاك بلقلب "باخمرا". تقع على نهر الفرات وتبعد 35 كيلومترا عن مركز المحافظة في "الحلة" و140 كيلومترا عن العاصمة العراقية بغداد.

اقتصادها

تشتهر القاسم بالمناطق الزراعية المحيطة بالمدينة التي تنتج محاصيل عديدة مثل البامياء والخيار والباذنجان وبدرجة أقل العنب والتين. كما تعتبر سوقا مهما لتجارة الماشية وهي بلا شك مدينة سياحية كما سيتم إيضاح ذلك فيما بعد.

معاناة المدينة

عانت المدينة أثناء حكم النظام السابق "حكم صدام" من الإهمال وكانت واحدة من بين مدن قليلة لم يقم بزيارتها دكتاتور العراق السابق صدام لسمعتها كمدينة معارضة للنظام. ففي ايام الانتفاضة الشعبانية عام 1991م كان أغلب اهالي مدينة القاسم من ضمن الذين حملوا لواء الانتفاضة وحاربوا النظام، وبعد أن سيطر النظام على المدينة بعد قمع الانتفاضة قام بالاعدامات والتعذيب لأهالي المدينة حيث قامت أجهزة نظامه بزج كل من تقع عليه ايديهم من أبناء المنطقة إلى مقابر جماعية ولم يعلم الأهالي مصير ابنائهم الأ بعد السقوط عام 2003.ومن جملة حملات الاعدام التي شنها النظام السابق عام 1981و1982 و1983 هو اعدام نخبة من المثقفين وعلماء الدين من بينهم العلامة اية الله السيد محمد تقي الجلاليwww.aljalal.net والشيخ عبد الزهرة الطائي.

لقد بذل علماؤنا الاعلام جهود جبارة لاحياء المدينة المقدسة واخص بالذكر المرحوم الشهيد السيّد محمد تقي الجلالي الذي اسهم بحق في رفع المستوى الثقافي والديني لأبناء مدينة القاسم علسه السلام حيث كرس من وقته الكثير وترك بصمات رائعة في هذا المجال حيث يشيد كل أبناء المنطقة بجهوده المضنية وما احدثه من تغير رائع على المستوى الاخلاقي والديني حتى انه بذل دمه الزكي في هذا النهج ولا يسنى القاسميون ذكره في كل موطن ومشهد عرفانا منهم بالجميل.

أبناء مدينة القاسم

ينقسم أبناء ناحية القاسم إلى قسم المدنيين الذين يسكنون في المدينة ويمتهنون التجارة أو الوظائف الحكومية أو الأهلية غالبا وقسم الفلاحين الذين يسكنون في ضواحي المدينة. أبناء المدينة جاءوا غالبا مهاجرين من مناطق أخرى واستقروا فيها إلا أن توسع المدينة بعد الحرب العالمية الثانية ساهم في هجرة الكثير من أبناء الأرياف للانتقال إلى المدينة والعيش هناك. ومن أبناء مدينة القاسم هو الملحن العراقي الكبير صاحب الألحان الجميلة "كوكب حمزة" الذي لحن من وحيها أغاني لا تنسى مثل أغنية "القنطرة بعيدة" وأغنية "ياطيور الطايرة" في السبعينات من القرن العشرين. كذلك من أبناء المدينة المشهورين هو المطرب الريفي المعروف "مظفر عبادي".

معالمها

وطبعا لا يمكن الحديث عن القاسم دون ذكر مرقد الإمام القاسم الذي اكتسبت المدينة اسمها منه وهو أخو الإمام الرضا (ثامن أئمة الشيعة والمدفون في طوس أو مشهد بإيران) وإبن الإمام موسى الكاظم (سابع الأئمة والمدفون في الكاظمية ببغداد) وجاء إلى المدينة بعد اضطهاد العباسيين له وللشيعة أثناء حكم هارون الرشيد وتزوج إحدى بنات شيخ المدينة آنذاك وعندما مات دفن هناك ليظل قبره قبلة للكثير من المؤمنين الشيعة من كل أنحاء العراق والعالم الإسلامي. وتوجد في مدينة القاسم العديد من المعالم الحضارية البارزة ومنها مدرسة القاسم الدينية التي اسسها السيد الجلالي وبعد سقوط النظام ظهرت العديد من المؤسسات التي لها الدور البارز في نشر الوعي الثقافي للمدينة ومنها 1. مؤسسة شهيد المحراب 2.مؤسسة الشهيدين الجلالي والفتلاوي 3.مؤسسة العقيلة لرعاية الايتام 4.مؤسسة النبا الثقافية 5.مؤسسة الغدير للثقافة والإرشاد كما وتاسست فيها العديد من المواكب الحسينية التي اخذت على عاتقها احياء مناسبات اهل البيت عليهم السلام حيث تاسس أكثر من 200 موكب. وتزخر مدينة القاسم بالطاقات العلمية والشهادات الاكاديمية في شتى الاختصاصات العلمية والإنسانية ففي المدينة اكاديميون ملؤا جامعات العراق وفيها اساتذة في الطب والهندسة والعلوم واللغة العربية والتاريخ والاثار والجغرافية وغيرها من الاختصاصات وفي الوقت الحاضر انشات جامعة القاسم في هذه المدينة

موقف الشيعة

يحتفظ المسلمون الشيعة في أدبياتهم -خصوصاً سكان هذه الناحية- بقصص عن الإمام القاسم ومكانته والكرامات التي حصلت في مرقده، حتى أصبح من المعروف جداً أن هذه المنطقة آمنة يقصدها الغرباء للعيش فيها بأمان. وقد كتب في ذلك أحد الشعراء قصيدة هي الآن منقوشة بالذهب على ضريح القاسم تقول بعض أبياتها الأولى:

إن شئتَ أن تحيا وعيشك ناعمُ.... فاقصدْ ضريحاً حلّ فيه القاسمُ

فيه تُحلّ المشكلات فقبرهُ.... كالبيت، في زوّاره متزاحمُ

تقضى به الحاجات وهي عويصة.... ويردّ عنك السوء وهو مهاجم

مَن كابن موسى نال مجداً في الورى.... ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟

مَن جدّهُ خيرُ الأنام محمد.... من أمهُ أم الكواكب فاطمُ

ولعل من المعلوم عند البعض أن المسلمين الشيعة يقولون باستحباب وفضل زيارة الإمام الرضا في إيران والتبرك به وما لذلك من الثواب واستجابة الدعاء في حضرته، ولما كان كثير منهم لا يسعهم أن يذهبوا لزيارته فهم يقصدون أخاه القاسم لورود رواية موثوقة عن الرضا يقول فيها: من لم يتمكن من زيارتي لبُعد مسافتي فعليه بزيارة أخي القاسم. كما أن هناك رواية تقول أن أباه الكاظم كان يفضله على سائر أبنائه، وقد ورد عنه قوله: لو كان الأمر بيدي (أي أمر الإمامة) لجعلته في القاسم لشدة حبّي إياه.

جدير بالذكر أن قبة ضخمة من الذهب تحيط بها منارتان تعلو مرقد الإمام القاسم شأنها شأن القباب الذهبية الأخرى على الأضرحة الشيعية في العراق، [الصورة http://www.geocities.com/ali_a_hussein/gold.JPG ]

وللتوثيق التاريخي فإن إنشاءات وترميمات كثيرة جرت على هذا المرقد كان آخرها البناء في وضعه الحالي والذي أنشئ في أواخر القرن الثالث الهجري، كما كان لعشائر الجبور شرف بناء الصحن المحيط بالضريح، بينما بنيَ الصندوق المصنوع من الفضة على نفقة الشيخ خزعل الكعبي أمير عربستان، وقد أرّخ لذلك (وفقاً لحساب الجُمل) ببتين من الشعر هما:

شـاد أبــو المـعزّ عز قدرُه..... خيرَ ضريحٍ لابن موسـى الكاظم

إن فاخـرَ الضرّاح في تاريخه..... فأرخوه: فضــريح الـقاســم

يُذكر أن ناحية القاسم تعتبر موطناً لعشائر الجبور (الشق الشيعي منها) تشاركها عشائر الجنابات (الشق الشيعي منها أيضاً) وعشائر أخرى كآل جوذر وغيرهم، كما كانت هذه المدينة من بين المدن الدينية العراقية التي نزح إليها عدد كبير من أبناء مدينة البصرة الجنوبية بعد أن دخلت الحرب العراقية الإيرانية مرحلة خطيرة وجدية من تبادل قصف المدن، ونوزع أبناء البصرة على مدن العراق خاصة المدن الدينية كالنجف وكربلاء، ولم يعد كثير منهم إلى مدينتهم حتى بعد انتهاء الحرب، إذ ساهم ذلك في ازدياد عدد ونمو السكان في هذه الناحية بدرجة ملحوظة (ارتفع العدد من 77 ألفاً في عام 1987 إلى حوالي 120 ألفاً حالياً، مع ملاحظة أن الأرقام غير دقيقة).

ذكرها في التاريخ

ولعل مما يجدر الإشارة إليه هو أن المؤرخ الكبير ياقوت الحموي قد ذكر (خطأ ً) في معجم البلدان أن القاسم بن موسى الكاظم مدفون في مدينة شوشة والى جواره مرقد نبي الله ذي الكفل أو حزقيل! وقد صحح ذلك العلامة الجليل محمد حرز الدين في (مراقد المعارف) إذ ذكر مستنداً إلى جمال الدين أحمد بن علي الحسني المعروف بابن عنبة في (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) أن القاسم المدفون هناك هو القاسم بن العباس بن موسى بن جعفر، كما أن شوشة تلك والتي تضم مرقد ذي الكفل هي من نواحي الكوفة أو توابع محافظة النجف وليست محافظة بابل.

[صورة قبة المرقد قبل التذهيب http://www.geocities.com/ali_a_hussein/shrine.jpg ]

[صورة للضريح من الداخل http://www.geocities.com/ali_a_hussein/tomb_q.jpg ]

المراجع

معجم البلدان مراقد المعارف عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب

ur:ناحیۃ القاسم