منهج دراسي خفي

المنهج الدراسي الخفي (بالإنجليزية: Hidden Curriculum)، بالمفهوم العام، هو منتوج ثانوي للخبرة المكتسبة من السنوات الدراسية، وبخاصة الحالات التي يتعلمها الطالب من دون قصد. إلا أنه يوجد الكثير من التعريفات الأخرى التي عرضها الباحثون في الموضوع وكل بحسب وجهة نظره. يمكن لأي وضع مدرسي، بما فيه النشاطات الترفيهية والاجتماعية التقليدية، أن يعلم دروس من دون قصد لارتباطه بالخبرة الذاتية. وغالبا ما يستعمل التعبير ليدل على الخبرات المكتسبة في الدراسة الإعدادية والثانوية، وخاصة السلبية منها التي تنتج عن معاناة عدم المساواة في التعامل. والمدارس الأميركية تضع حد للأهداف الدراسية التي قد تشجع هذه الخبرات وذلك لاقتناع أهل التربية الأميركيين في تنمية الفكر الديمقراطي والتساوي في تطوير الملكات الفكرية للطلاب.

لمحة عامة

يشير المنهج الخفي فى التعليم إلى الطريقة التى تنتقل بها القيم والاتجاهات الثقافية (مثل طاعة السلطة والانتظام، والإشباعات المؤجلة) عبر بنية التدريس وتنظيم المدارس. ويختلف هذا عن المنهج الظاهر أو المنهج الرسمى الذى يتأسس على موضوعات أو عناصر موضوع معين. و لقد أشار العمل الكلاسيكى لفيليب جاكسون بعنوان الحياة فى الفصل (الصادر عام 1968) إلى جوانب ثلاتة للمنهج الخفى وهى: الحشد، والمدح، والقوة. ففى قاعات الدرس يتعرض التلاميذ إلى عملية تأجيل وإنكار الذات ترتبط بالوجود داخل حشد؛ والتقويم المستمر والمنافسة المستمرة مع الآخرين، والتمييز الأساسى بين القوى والضعيف، مع وجود المدرس الذى يعمل بمثابة أول رئيس للطفل. ولقد اهتمت بحوث عديدة فى علم الاجتماع بالجواتب غير المرغوب فيها فى المنهج المخفى، التى يقال أن المدرسة تدعم من خلالها اللامساواة عبر صور الانحياز الجنسى للرجل، والعنصرية والتميز الطبقى. فإذا كانت المدارس كما أشار دوركايم تمثل المجتمع الأوسع التى هى جزء منه، فإنه من غير المستغرب أن يعكس المنهج الخفى القيم التى تتغلغل فى الأتساق المجتمعية الأخرى التى تتفاعل مع التعليم بخيرها وشرها.