بلوطرخس

(بالتحويل من فلوطرخس)

بلوطرخس كما يُعرف باسم بلوتارخُس أو بلوتارخ أو فلوطرخس هو مفكر وفيلسوف ومؤرخ فلسفي ومؤرخ سياسي يوناني، ولد في خيرونيا Cheronea (بإقليم بيوتيا في اليونان) حوالى سنة ٤٦ بعد الميلاد، وتوفي حوالى سنة ١٢٧ بعد الميلاد. وتلقى تعليمه في أثينا حيث أخذ عن الفيلسوف الأفلاطوني أمونيوس.

مؤلفاته في التاريخ وفيرة ومشهورة، لعل أهمها كتاب «السير المقارنة لعظماء اليونان والرومان»، وكتاب «الأخلاق» أو «موراليا».

حياته

ولد حوالي سنة 45 بعد الميلاد في مدينة خيرونيا. وتلقى تعليمه في أثينا حيث تتلمذ على الفيلسوف الأفلاطوني أمونيوس وتعلم الفلسفة على يديه، وصار من أتباع الأفلاطونية. وكان أمونيوس يحث على تعلم الرياضيات كل من يخوض في الفلسفة، وهذا هو ما حمل بلوطرخس على الاهتمام بالرياضيات. كذلك تعلم الخطابة، كما يستنبط ذلك مما قاله في بعض مؤلفاته.

وفي الاسكندرية اتقن مناهج الفيلولوجيا. وزار روما مرتين على الأقل، لكنه أمضى معظم حياته في مسقط رأسه، خيرونيه، حيث تولى بعض الوظائف المحلية. وحوالى سنة ٩٥ بعد الميلاد صار كاهناً مدى الحياة في معبد دلف.

قام بأسفار في داخل بلاد اليونان وخارجها. وسافر إلى روما مراراً، وغالباً كعضو في وفد دبلوماسي من مدينته خيرونيا. وفي روما اتصل ببعض الشخصيات البارزة مما ساعده على الكتابة عن التاريخ والشخصيات الرومانية البارزة. وقد منحه الأمبراطور ترايان درجة قنصل، وأمر الموظفين في ولاية آخايا ألا يتصرفوا إلا بعد أخذ رأي فلوطرخس. وورد في «تاريخ» يوسابيوس («خرونقه») أن فلوطرخس صار في عهد حكم تريان Trajan والياً على بلاد اليونان . وتولى تدريس الفلسفة لطائفة محدودة من الأقارب والأبناء.

آرائه الفلسفية والدينية

من الناحية الفلسفية والدينية، كان فلوطرخس خصماً للخرافات والأساطير وتولى الدفاع عن العبادات الوثنية بتأويلها تأويلاً فسلفياً وكان خصما للرواقية وللأبيقورية، على السواء. والنزعة الغالبة عليه هي الأفلاطونية، لكنه مع ذلك تأثر ببعض آراء ارسطو والفيثاغورين. واهتم بمشكلة الشر، فوجد الأصل فيه راجعاً إلى المادة. وأقر بوجود الجن وبتدخلهم في شؤون العالم والناس.

عني فلوطرخس بتفسير بعض محاورات أفلاطون وهاجم مذهبي الرواقية والأبيقورية.

وفي باب الدين قال إن الألوهية ليست لها صفات، وأنها من الناحية الأخلاقية على الحياد، وأنها لا تفعل: إنها الخير الحقيقي؛ وفي مواجهتها يقوم الشر؛ كمبدأ أصيل.

والنفس في جزئها العاقل في انسجام وهي جزء من الألوهية، لكنها أيضاً تحتوي على مبدأ الشر.

وبين الآلهة، آلهة النجوم؟ وبين الإنسان يتوسط الجن، وهي وسائل يتخذها لآلهة لمراقبة أعمال الناس.

ومن رأي فلوطرخس أن أديان جميع الشعوب واحدة، لأنه يسود في كل مكان: العقل والعناية الإلهية، والخلاف هو فقط في التأويل والعبادة. وقد أخذ عن الرواقية الوسطى (بانايتيوس الروديسي) العقيدة القائلة بثلاثة أنواع من اللاهوت: لاهوت الشعراء، ولاهوت السياسيين، ولاهوت الفلاسفة.

وقال قلوطرخس بتأويل الأساطير.

وميز بين العقل (نوس) وبين النفس (بسوخيه).

وميز بين نوعين من الموت: الأول هو انفصال النفس عن البدن، والثاني هو انفصال العقل عن النفس، وحينئذ يذهب العقل إلى القمر، بينما يعود الجسم إلى الأرض والتراب.

ويقول بتناسخ الأرواح. ويؤكد أنه بعد انفصال النفس عن البدن تدرك النفس الحقيقية إدراكاً تاماً.

أما في الأخلاق فقد اتبع فلوطرخس آراء أرسطاطاليس، وقال بأن الفضيلة وسط بين رذيلتين.

مؤلفاته

يحتوي ثبت المؤلفات المنسوبة إليه على نحو من مائتي كتاب أو رسالة، لكن البعض منها منحول، كما أنه فقدت بعض مؤلفاته. وتأتي أهمية بعض مؤلفاته من كونها حفظت مواد مأخوذة عن مؤلفات مفقودة لكتاب قدماء . ومؤلفاته كلها باليونانية.

مؤلفاته في التاريخ وفيرة ومشهورة، وعلى رأسها كتابه العظيم: «السير المقارنة لعظماء اليونان والرومان». ومؤلفاته في الفلسفة لا تقل أهمية عن مؤلفاته في التاريخ، وهي تنقسم إلى الأقسام التالية:

أ- شروح على أفلاطون، وهي: «المسائل الأفلاطونية»؛ و«تولد النف بحسب محاورة طيماوس».

ب- ردود على الرواقية والأبيقورية. وهي:

  • «ضد الرواقيين»
  • «الأقوال الباطلة التي قالها الرواقيون والشعراء» (لم يبق منه إلا شذرات)
  • «الآراء المشتركة ضد الرواقيين»
  • «لا تليق الحياة وفقاً لرأي الأبيقوريين»
  • «ضد كولوتن»
  • «جني سقراط De genio Socratis»
  • «مأدبة الحكماء السبعة»
  • «في العلاج من العضب» .
  • «الأقوال الطبيعية التي يرضى بها الفلاسفة» Placita Philosophorum وقد ترجمه إلى العربية قسطا بن لوقا، ونشره عبد الرحمن بدوي ضمن كتابه: «في النفس» لأرسطو، ويعد من الكتب المنحولة على فلوطرخس.

ج- «في الغيب: «في وجه كرة القمر»

د- في علم النفس: «ما تعانيه النفس الإنسانية من الانفعالات».

  • «هل اللذة والألم في الجسم أو في النفس؟»

ه-أما مؤلفاته في الأخلاق فعديدة جداً، وقد طبع مجموع الرسائل الأخلاقية تحت اسم Moralia «أخلاقيات» وأقدم طبعة لها هي طبعة مدينة فينسيا سنة ١٥٦٠ وما يليها، وقد أشرف عليها Xylander، وطبعة باريس سنة ١٨٤١ (الأصل اليوناني مع ترجمة لاتينية). كما طبع الأصل اليوناني في مجموعة تويبنر Teubner في ليبتسك في ٦ مجلدات. وقد ترجم هذا المجموع إلى الألمانية (ترجمة Apelt، سنة ١٩٢٦، وترجمة Baehr ١٩٢٨ وما يليها) وإلى الإنجليزية في مجموعة Loeb Classical Library (مكتبة Loeb عندالناشر Heinemann في لندن) وإلى الفرنسية (ترجمة Amyot القديمة، وترجمة جديدة عند الناشر Belles Lettres لم تكتمل بعد).

وهي تتناول موضوعات عامة، وأخرى خاصة في ميدان الأخلاق. وهي مقالات صغيرة في شتى الموضوعات. ونجتزى هنا بذكر بعضها:

  • «هل يمكن تعليم الفضائل؟»
  • «في الفضائل الأخلاقية»
  • «في طمانينة النفس»
  • في الفضيلة والرذيلة»
  • «هل تكفي الشرارة للشقاء؟»
  • «في البخت»
  • «في حب الاستطلاع»
  • «في الحياء الشرير»
  • «في الحسد والغضاء»
  • «في تعدد الأصدقاء»
  • «في الانتفاع بالأعداء»

ه- في السياسة: «في الملكية والجمهورية» (لم تصلنا منه إلا شذرات).

  • «نصائح في حكم الجمهورية» .

و-في الأديان: «ايزيس وأوزيريس».

  • «في العناية الإلهية»
  • «في عيوب التنبؤات بالوحي»
  • «في وحي فوئيا»

انظر أيضا