علم الإجرام النقدي
علم الإجرام النقدي (بالإنجليزية: Critical Criminology) يعرف أيضا باسم علم الاجرام الراديكالى، وهو اتجاه ظهر فى أوائل السبعينيات، كان يتسم بمضمون سياسى واضح. اعتمد على بعض الرؤى الماركسية (وفى بعض الحالات الفوضوية)، فى تبنى المنظور الصراعى (انظر: صراع)، وركز على قوة الدولة فى القمع، وسيطرتها على تحديد المقصود بالجريمة، وملاحقتها، واستغلال رأس المال للضعفاء المجردين من القوة. وهكذا ينظر هذا الاتجاه إلى الجريمة ويفسرها بوصفها نتاجا لبعض العمليات الاجتماعية والتاريخية المرتبطة بالرأسمالية نقسها. وقد قدم إيان نايلور وبول دالتون وجوك يونج فى كتابهم: علم الإجرام الجديد، الصادر عام 1973 عرضا نموذجيا لهذا الميدان. وفى الوقت الذى انتقد فيه الاتجاه النقدى كلا من النزعة السلوكية فى علم الإجرام الوضعى، والرؤية اللاسياسية الضيقة لنظرية الوصم، تعرض هذا الاتجاه نفسه للنقد أيضا بسبب المبالغة فى النقد و إهمال قضايا النوع والعرق، وتصوير المجرم فى صورة رومانسية باعتبار ه شخصا منخرطا فى المعارضة السياسية للنظام الرأسمالى وللدولة، وبسبب تركيزه على موضوع الضبط، وإهمال ميدان الجريمة وضحاياها.
أدى التطور الذى حدث خلال عقدى السبعينيات والثمانينيات إلى أن أعاد علم الإجرام النقدى اكتشاف تاريخه الثورى (المجيد)، الذى ظل مطموسا حتى اليوم بفعل علم الإجرام "البورجوازى" (انظر على سبيل المثال كتاب رش وكريشهايمر المعنون : العقاب والبناء الاجتماعى، الصادر عام 1939). واتجه علم الإجرام النقدى إلى ربط نفسه بالدراسات الثقافية الجارية حول السلامة، والعنصريسة، والدولة، ودراسات الثقافات الفرعية للشباب. كما أكد علم الإجرام النقدى التزامه بالمدعوة إلى إلغاء السجون، والحد من السلطات الواسعة للشرطة، وإجراء دراسات لمؤسسات العدالة الجنائية القائمة كالسجون، والوفيات فى أقسام الحجز بمراكز الشرطة، والانحياز النوعى للرجال، والعنصرية فى ممارسات عملية العدالة الجنائية. وبالرغم مما نادى به علم الإجرام النقدى، فقد رفضه البعض بوصفه نوعا من النزعة اليسارية المثالية، خاصة أولئك المهتمين بتطوير علم الإجرام الواقعى.