صيد الخاطر تحقيق وتعليق (كتاب)
صيد الخاطر | |
---|---|
ملف:كتاب صيد الخاطر.jpg | |
المؤلف | الإمام ابن الجوزي |
المحقق | علي الطنطاوي وناجي الطنطاوي |
اللغة | العربية |
الموضوع | أدب |
الناشر | دار المنارة |
ردمك | 2-1940-1256-9 |
الإصدار | |
تاريخ الإصدار | 1960 |
ويكي مصدر | ابحث |
التقديم | |
عدد الصفحات | 450 |
القياس | 17×24 |
تعديل طالع توثيق القالب |
"صيد الخاطر لابن الجوزي" (تحقيق وتعليق) كتاب للعلامة السوري الدمشقي علي الطنطاوي ، يقع هذا الكتاب في نحو 450 صفحة من القَطْع المعتاد (17×24)، منها سبعون صفحة للمقدمة والفهارس. وقد طُبع أول مرة بهذا التحقيق عام 1960.
"صيد الخاطر" كتاب قديم لمؤلف معروف، هو الإمام ابن الجوزي الذي عاش في بغداد في القرن الهجري السادس ومات فيها عام 597. وقد كان أديباً فقيهاً واعظاً مفسراً محدثاً، وكانت له منزلة في الوعظ لم يُدانِهِ فيها أحد، وَعَظَ وسنّهُ عشر سنين إلى أن مات، وزعموا أن بعض مجالسِ وعظِهِ حضرها ثلاثمئة ألف إنسان. وكان كثيرَ التأليف حتى أحصوا مِن كتبه أكثر من مئتين وخمسين مصنَّفاً، كثير منها يقع في المجلدات الطوال.
قصة هذا الكتاب
وقد خبّرنا المؤلف -في مقدمته للكتاب- كيف تعرف إلى هذا الكتاب فقال: "كنت أعمل في بغداد نحو سنة 1936 أدرّس العلوم الشرعية في الأعظمية وأقيم فيها منفرداً، فكنت -إذا طال عليّ الليل وأوحشت الوحدة- أفزع إلى مكتبة الكلية، أستعير منها الكتاب بعد الكتاب... فكان فيما استعرت منها كتاب بلغ من إعجابي به أن استبقيته عندي إلى أن فارقت الكلية، أقرأ فيه كل يوم فلا أملّ القراءة فيه، ولا تخلو نظرة فيه من موعظة أتعظ بها، أو فائدة أستفيدها، أو طرفة آنس بها. وفيه -فوق ذلك- تحليل للنفوس وفيه وصف للمجتمع، في أسلوب مبتكر وطريقة في التصنيف لا أعرفها لأحد من المصنفين. وكان الكتاب: "صيد الخاطر" لابن الجوزي".
وهو يبدي إعجابه بالاسم الذي سمى به المؤلف كتابه: "وفي هذا الاسم توفيق عجيب؛ ذلك أن الخواطر لا تفتأ تمر على الذهن كأنها الطيور التي تجوز سماء الحقل، تراها لحظة ثم تفتقدها، فكأنك ما رأيتها، فإذا أنت اصطدتها وقيدتها ملكتها أبداً. لذلك جعل المؤلف هذا الكتاب "قيداً لصيد الخاطر"، فكان الاسم نفسه نفحة من نفحات العبقرية".
ثم هو يخبرنا كيف انتهى به هذا الإعجاب بالكتاب إلى نشره: "فلما عدت إلى دمشق فتشت عن نسخة من الكتاب (وكانت نسخه نادرة في تلك الأيام) حتى وجدتها، فجعلت أنظر فيه دائماً، ورآه أخي ناجي (القاضي الشرعي) فأولع به ولازم مطالعته حتى كاد يحفظه عن ظهر قلب، ووضع العناوين لفصوله، واتخذ له فهارس. يصنع ذلك لنفسه لا يفكر في طبعه ولا في نشره. فلما رأيت ذلك، ورأيت الكتابَ جيداً جداً ونسخَه قليلة جداً، فكرت في نشره. وكان في الكتاب كثير من التحريف والخطأ، ففتشنا عن نسخ منه مخطوطة، وأمدنا الصديق الدكتور صلاح الدين المنجد (مدير معهد المخطوطات) بها، فاشتغل أخي ناجي بمقابلة المطبوع عليها، وحققه ما استطاع، وإن لم يسلم من كثير من الغموض ومن آثار تحريف النُسّاخ لأنه لم يجد نسخة مخطوطة صحيحة يعتمد عليها".
وقد راجع علي الطنطاوي الكتاب وعلق عليه مئات من التعليقات المفيدة ووضع له مقدمة طويلة -في نحو أربعين صفحة- تكاد تكون كتاباً أو كتيباً قائماً بذاته عن الكاتب والكتاب. وهو -في دراسته للكتاب وتعليقه عليه- لا يخفي إعجابه بابن الجوزي، فيقول في أول المقدمة: "وأنا قديم التعظيم لابن الجوزي قديم الحب له..."، ولكن هذا لا يمنعه من أن ينظر إلى ما كتبه ابن الجوزي بعين العقل ويزنه بميزان الشرع، ثم يمضي فينقده نقد الدارس المُنْصف، فيقول في المقدمة: "رأيت المؤلف -رحمه الله- يقع أحياناً في تناقض فيسوق الرأي قد ساق من قبل ضده، ويأتي بآراء لا يُسلَّم له بها ولا يجوز السكوت عنها، فكنت أعلق على ذلك بما أبين به الصواب الذي أعرفه". ثم نجد في بعض التعليقات: "لا أدري من أين جاء المؤلف بهذا!"، و"هذا حكم لا يصح إطلاقه"، و"لا أستحسن من المؤلف هذا"... ويصحح له خطأ لغوياً: "لا يُقال: (الغير)؛ لأن (غير) أبلغ الألفاظ في التنكير فلا تعرَّف"، ويعلّق على قول المؤلف: "المئة رطل" بقوله: "الفصيح أن يُقال: مئة الرطل أو المئة الرطل"، ويعلق على تعبير غامض للمؤلف بقوله: "وهذه الجملة مثال على تعقيد المؤلف وقصور تعبيره أحياناً". ويناقشه في حكمه على شيخَي الإسلام، الجويني والغزالي، ويرفض التسليم له بما قال عنهما... ومثل هذا كثير.