الدراسات الاجتماعية للحياة اليومية
الدراسات الاجتماعية للحياة اليومية (بالإنجليزية: Sociologies of Every Day Life) يقصد بها فروع علم الاجتماع التى تهتم ببحث تنظيم ومعنى الحياة اليومية، وفى الغالب (ولكن ليس دائما) يساوى البعض بينها وبين الدراسة الاجتماعية للوحدات الصغرى (الميكروسوسيولوجيا) وكذلك بالدراسة المكيفية لخبرات وتجارب الحياة اليومية بأنوعها المتعددة: كسلوك المارة فى الشارع، والنوم، والمحادثات التليفونية، وخبرات العمل، والكلام، والتعامل مع الوقت. ويمثل مؤلف جاك دوجلاس: فهم الحياة اليومية، الصادر عام 1970 عرضاً مبكراً لهذا الميدان. كما قدمت باتريشيا أدلر وزملاؤها فى مقالهم: "علم اجتماع الحياة اليومية" المنشور فى حولية علم الاجتماع عام 1987 عرضاً أقل حماساً، ولكنه أكثر حداثة للميدان.
وعلى هذا فإن الدراسات الاجتماعية للحياة اليومية تغطى نطاقا نظريا عريضا. وقد ذهب أندرو ويجرت على سبيل المثال فى كتابه: علم اجتماع الحياة اليومية، الصادر عام 1981، إلى أن هناك أربع رؤى - أو منظورات - أساسية ذات تأثير خاص على هذا الميدان البحثي:
- منظور إرفنج جوفمان عن الفن المسرحى المذى يستعير صورة المسرح لتحليل كيف يقدم الناس أنفسهم فى الحياة اليومية.
- منظور هارولد جسارفنيكل في الإثنوميثودولوجيا الذى يركز على الاجراءات التى يتبعها الناس فى تجميع (إعادة تركيب) حياتهم اليومية.
- منظور الفينومينولوجيا عند الفريد شوتز، وتوماس لوكمان وغيرهما التى وفرت أساسا فلسفيا لتحليل وتركيب وعى الحياة اليومية.
- وأخيرا منظور النظرية النقدية لهنرى ليفيفر المذى يدرس تناقضات الحياة اليومية التى يعتقد أنه يتم قمعها فى ظل النظام الرأسمالى. والمنظور الأخير هو الوحيد من بينها الذى لم يتبن الإطر المرجعى لعلم اجتماع الوحدات الصغرى.