عقل

(بالتحويل من ذهن)
من أجل استخدامات أخرى، انظر عقل (توضيح).

العقل هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة. هو غالبًا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال. هنالك جدال في الفلسفة، الدين، والعلوم الاستعرافية حول ماهية العقل وصفاته المميزة.

من الأسئلة المفتوحة التي تتضمن طبيعة العقل هي مسألة العقل-الجسد، والتي تبحث في العلاقة ما بين العقل والدماغ المادي والجهاز العصبي. تضمنت وجهات النظر النزعة الثنائية والمثالية،[١] التي اعتبرت أن العقل شيء معنوي. بينما يدعي البعض بأن العقل هو الدماغ أو من الممكن اختزاله بالظواهر الفيزيائية مثل النشاط العصبي، على الرغم من استمرار امتلاك المذاهب الثنائية والمثالية للكثير من المؤيدين. هنالك سؤال آخر متعلق بأي الأنواع قادرة على امتلاك عقل (نيو ساينتست 8 سبتمبر 2018 الصفحة العاشرة). على سبيل المثال، ما إذا كان العقل حصري للبشر، تملكه أنوع أخرى، أو جميع الحيوانات، سواء ما إذا كان خاصية محددة بصورة مطلقة، أو ما إذا كان من الممكن أن يكون خاصية لبعض أنواع الآلات التي صنعها الانسان.

مهما كانت طبيعته، من المتفق أن العقل هو ما يجعل الشيء يملك وعي ذاتي وقصدية نحو بيئته، يفهم ويستجيب للإيعازات بنوع من الوساطة، وأن يمتلك وعي، والذي يتضمن التفكير والشعور.

تفهم فكرة العقل بالعديد من الطرق المختلفة ومن خلال العديد من الثقافات والديانات المختلفة. يرى البعض العقل كملكية خاصة بالبشر، في حين ينسب الآخرون صفات العقل إلى الكيانات الغير حية (الروحية الشاملة والروحانية)، الحيوانات والآلهة. أحد أقدم التخمينات المسجلة ربطت العقل (والذي يوصف في بعض الأحيان على أنه روح) بنظريات متعلقة بالحياة ما بعد الموت، النظام الكوني والطبيعي.

نظريات العقل

النظريات التي تبحث في العقل، ما هو وكيف يعمل، تعود تاريخيا إلى عهد أفلاطون وأرسطو وسقراط وغيرهم من الفلاسفة الإغريق. النظريات ما قبل العلمية وجدت جذورها في اللاهوت والفكر الديني عموما. وركزت على العلاقة بين العقل، والروح (أو الجوهر الإلهي المفترض للذات الإنسانية). أما النظريات العلمية الحديثة فهي تعتبر العقل ظاهرة تتعلق بعلم النفس. وغالبا ما يستخدم هذا المصطلح بترادف مع مصطلح الوعي.

السؤال عن أي جزء أو أي صفة من الإنسان يساهم في تكوين العقل لا يزال محل خلاف. هناك البعض يرى أن الوظائف العليا فقط (التفكير والذاكرة بشكل خاص) وحدها هي التي تكون العقل. بينما الوظائف الأخرى مثل الحب والكره والفرح تكون "بدائية" و" شخصية" وبالتالي لا تكون العقل. بينما يرفض آخرون هذا الطرح، ويرون أن الجوانب العقلانية والعاطفية من الشخصية الإنسانية لا يمكن فصلها بسهولة، وأنها يجب أن تؤخذ كوحدة واحدة. في الاستعمال الشعبي الشائع، العقل، يخلط عادة مع التفكير وعادة ما يكون " عقلك" حوارا داخليا مع نفسك.

تاريخ فلسفة العقل

من أهم مساندي الرؤية الجوهرية كان جورج بيركلي في القرن الثامن العشر الميلادي، الذي كان فيلسوفا واسقفا انجليكانيا، ادعى بيركلي أنه لا يوجد شيء اسمه مادة على الإطلاق. وما يراه البشر ويعتبرونه عالمهم المادي لا يعدو أن يكون مجرد فكرة في عقل الله. و هكذا فإن العقل البشري لا يعدو أن يكون بيانا للروح. قلة من فلاسفة اليوم يمتلكون هذه الرؤية المتطرفة، لكن فكرة أن العقل الإنساني، هو جوهر، وهو أكثر علوا ورقيا من مجرد وظائف دماغية، لا تزال مقبولة بشكل واسع.

آراء بيركلي هوجمت، وفي نظر الكثيرين نسفت تماما، من قبل توماس هنري هكسلي، وهو عالم أحياء وتلميذ لداروين، عاش في القرن التاسع عشر الميلادي. وافق هكسلي أن ظاهرة العقل مميزة في طبيعتها، ولكنه أصر على أنها لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء علاقتها بالدماغ. سار هكسلي وراء تقليد في الفكر المادي البريطاني يعود إلى توماس هوبز، الذي جادل في القرن السابع عشر، إن الفعاليات العقلية كلها محض فيزيائية في حقيقتها، رغم أن المعلومات الإحيائية – التشريحية في عصره، لم يكن لها أن تدعم مقولته، أو توضح ما هو الأساس الفيزيائي لهذه الفعاليات العقلية. هكسلي جمع بين هوبز وداروين ليقدم رؤية حديثة (بمقاييس عصره) للرؤية الوظيفية أو المادية.

آراء هكسلي دعمت بالتقدم المستمر للمعارف الإحيائية عن وظائف الدماغ. مذهب هكسلي العقلاني هذا، جوبه لاحقا، في أوئل القرن العشرين من قبل سيغموند فرويد، الذي طور نظرية العقل اللاواعي، والذي ذهب إلى أن العمليات العقلية التي يؤديها الأفراد بوعيهم تشكل جزءا بسيطا جداً من الفعالية العقلية التي تؤديها أدمغتهم. كانت الفرويدية، بمعنى ما، أحياء للمذهب الجوهري للعقل، ولو تغطي بغطاء علمي.

فرويد لم ينكر، بأي حال من الأحوال، أن العقل، كان وظيفة دماغية، لكنه كان يرى أن العقل، كعقل، كان يملك عقلا خاصا به، لسنا واعين به، ولا يمكن التحكم به، كما لا يمكن الدخول إليه إلا عن طريق التحليل النفسي (خاصة، حسب فرويد، عبر تحليل الأحلام). رغم أن نظرية فرويد في العقل اللاواعي مستحيلة على البرهنة تجريبيا، إلا أنها قبلت بشكل واسع، وأثرت بشكل كبير على الفهم الشعبي الرائج للعقل. لاحقا وفي عام 1979، اعتبر العقل، من قبل دوغلاس هوفستداتر، كظاهرة إحيائية وسيبيرنيطيقية، تبزغ من الشبكة العصبية للدماغ. نشوء مفهوم الذكاء الاصطناعي، أثر كثيرا على مفهوم العقل والجدل حوله، فلو كان العقل فعلا منفصل عن الدماغ، أو أعلى منه، لما استطاعت اي آلة مهما بلغ تعقيدها، ان تشكل عقلا. وعلى الجانب الاخر، لو كان العقل مجرد تراكم وظائف دماغية، لصار من الممكن ولو نظريا، تكوين آلة مع عقل. الدراسات الحديثة التي تبحث في مفهوم العقل، تربط بين دراسة الشبكات العصبية، وعلم النفس، علم الأحياء الخلوي والجزيئي، علم الاجتماع، تاريخ العلم، والألسنية.

حجم الدماغ

حجم الدماغ البشري مقارنة بالحيوانات المكتشفة حالياً كبير جداً لدى دماغ الإنسان سطح كبير يسمى القشرة أيضا يزيد من حجم القشرة التلافيف فهناك بعض الحيوانات تملك هذه التلافيف مثل الفيلة والدلافين، فهناك قاعدة في الحيوانات الكبيرة لها دماغ أكبر من بقية الحيوانات كذلك الإنسان فإن دماغ الطفل الرضيع يختلف بالحجم عن الرجل. فإن حجم دماغ الإنسان قد يصل إلى 1300 سنتيمتر مكعب (مليلتر).

القوى العقلية

بصورة عامة، القوى العقلية هي الوظائف العديدة للعقل، أو الأشياء التي يستطيع العقل «القيام» بها.

الفكرة هي فعل عقلي يسمح بإضافة منطقية إلى الأشياء في العالم، لغرض تمثيلها وتفسيرها بطرق ذات معنى، أو تلك التي تتطابق مع احتياجاتهم، متعلقاتهم، أهدافهم، التزاماتهم، خططهم، رغباتهم، الخ. يشمل التفكير الوساطة الرمزية والسيميائية للأفكار أو البيانات، كما هو الحال عندما نقوم بتكوين الأفكار، الانخراط في حل المشاكل، التفكر، واتخاذ القرارات. ومن الكلمات التي تشير إلى أفكار وعمليات مشابهة هي الإستقصاء، المعرفة، التصور، والتخيل.

الذاكرة هي القدرة على حفظ واسترجاع المعلومات أو التجارب. على الرغم من أن الذاكرة كانت الموضوع التقليدي في الفلسفة، إلا أنه قد شهدت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين دراسة الذاكرة ضمن نماذج علم النفس المعرفي. في العقود الأخيرة، أصبحت أحد أركان فرع جديد من العلوم والذي يسمى بعلم الأعصاب الإدراكي، وهو تزاوج ما بين علم النفس المعرفي وعلم الأعصاب.

التخيل هو فعالية تتضمن تكوين مواقف، صور، أفكار جديدة أو كيفيات أخرى في العقل، وهو نشاط شخصي مميز وليس تجربة مباشرة أو سلبية. يستخدم هذا المصطلح في علم النفس لغرض إحياء مفاهيم العقل عن الأشياء التي تم الشعور بها عن طريق الإدراك الحسي. وبما أن استخدام هذا المصطلح يتناقض مع استخدامه في اللغة الاعتيادية، يفضل بعض علماء النفس وصف هذه العملية بالتصوير أو يمكن القول عنها أنها «إعادة إنتاج» والتي تناقض التخيل المنتج أو المشيد. يقال أن الأشياء المتخيلة يتم النظر إليها «بعين العقل».

المحتوى العقلي

المحتويات العقلية هي تلك العناصر التي يعتقد أنها موجودة في العقل، ومن الممكن تشكيلها والتلاعب بها من قبل العمليات والقوى العقلية. تتضمن الأمثلة الأفكار، المفاهيم، الذكريات، المشاعر، والنوايا. تتضمن النظريات الفلسفية للمحتوى العقلي الداخلانية، الخارجانية، المذهب التمثيلي والقصدية.

العلاقة بالدماغ

إن فهم العلاقة الموجودة ما بين الدماغ والعقل - قضية الدماغ والعقل هي إحدى القضايا المركزية في تاريخ الفلسفة - هو بمثابة تحدي فلسفي وعلمي. هنالك ثلاث مدارس فلسفية فيما يخص الجواب: الثنائية، المادية، المثالية. تقول المدرسة الثنائية أن العقل موجود بصورة منفصلة عن الدماغ؛ تقول المادية أن الظاهرة العقلية مطابقة للظاهرة العصبية؛ وتقول المثالية أن هنالك ظاهرة وحيدة وهي العقلية.

وجد العديد من الفلاسفة على مر التاريخ أنه من غير المعقول ربط الإدراك بشيء مادي مثل نسيج الدماغ (والذي يتضمن الخلايا العصبية ونقاط الاشتباك العصبي). وجد ديكارت، الذي فكر طويلًا في مسألة العقل والدماغ، أنه من الممكن تفسير ردود الفعل وغيرها من السلوكيات البسيطة بمصطلحات ميكانيكية، على الرغم من أنه اعتقد بأن الأفكار المعقدة، واللغة على وجه الخصوص، لا يمكن تفسيرها بالإشارة إلى الدماغ المادي فقط.

التاريخ التطوري للعقل البشري

يشير التاريخ التطوري للذكاء البشري إلى نظريات عديدة تهدف إلى وصف كيف تطور الذكاء البشري في علاقته مع الدماغ البشري وأصل اللغة.

العديد من صفات الذكاء البشري، مثل التعاطف، نظرية العقل، الحداد، الطقوس، واستخدام الرموز والأدوات، موجودة بالفعل في القردة العليا على الرغم من أنها أقل أناقة من تلك الموجودة لدى البشر.

تتضمن نظريات تطور الذكاء:

  • فرضية الدماغ الاجتماعي لروبن دوبنار.
  • فرضية الانتخاب الجنسي لجوفري ميلر فيما يخص الانتخاب الجنسي في تطور البشر.
  • الهيمنة البيئية - التنافس الاجتماعي (EDSC) والتي فسرها مارك ف. فلين، ديفيد ك. جيري، وكارول ف. وارد والمبنية على عمل ريتشارد د. اليكسندر.
  • فكرة أن الذكاء هو إشارة إلى الصحة الجيدة والمناعة من الأمراض.
  • نظرية الانتخاب الجماعي التي تنص على أن الصفات التي توفر فائدة لمجموعة من الممكن أن تتطور بصرف النظر عن الأضرار الفردية.
  • فكرة أن الذكاء مرتبط بالتغذية. من الممكن اعتبار الذكاء العالي إشارة إلى أن الفرد يعيش في بيئة تكون فيها مستويات الغذاء مرتفعة، والعكس صحيح.

العقل

يمكن تعريف العقل بعدة تعريفات :

١-فهو في المقام الأول: ملكة إدراك ماهوكلي وضروري سواء اكان ماهية او قيمة.

ويعبر عن تفس المعنى تقريباً بطريقة أخرى، فيقال إن العقل هو «ملكة الربط بين الأفكار وفقا لمبادىء كلية».

لكن مجرد «الربط» بين الأفكار لا يكفي لتحديد العقل، إذ الحيوان يربط بين الصرر الحية فيتوقع تعاقب صورة بعد صورة، بحسب ما اعتاد عليه من رؤيتها متعاقبة. أما الإنسان العاقل فيدرك ان هذا التعاقب يتم وفقاً لمبدأ ضروري كلي .

ومن هنا ايضاً يمكن ان نحدد العقل بأنهوقوانين لفكر الضرورية الكلية» . والسؤال عن ذلك هو: هل هذه القوانين مستمدة من التجربة، أو هي سابقة عليها مغروزة في طبيعة العقل؟ بالأول قال التجريبيون : مثل لوك وهيوم؛ وبالثاني قال أفلاطون، وديكا رت وكنت، وهيجل.

وسؤال آخر. . هل هناك عقل كلي، أو لا يوجد غير عقول فردية لكل فرد من أفراد الإنسانية، وإن اتحدت في كيفية إدراكها؟ وهنا نجد من يقولد مثل هيجل- بوجود عقل كلي واحد، وإن التاريخ ليس إلا معرض تجلي هذا العقل الود.

٢والعقل بوصفه ملكة، يقسم عند المشائية بعامة إلى عقل نظري، وعقل عملي. وقد عرفهما الفاراي بدقة فقال:

«العقل النظري هو قوة يحصل لنا بها بالطبع -لا ببحث ولا بقياس- العلم اليقين بالمقدمات الكلية الضرورية التي هي مبادىء العلوم، وذلك مثل علمنا ان الكل اعظم من جزئه، وأن المقادير المساوية لقدار واحد متساوية، وأشباه هذه المقدمات . وهذه هي التي منها نبتدىء فنصيرإلى علم سائر الموجودات النظرية التي شأغها ان تكون موجودة، لابصنع انسان وهذا العقل قد يكون بالقوة، عندما لا تكون هذه الأوائل حاصلة له، فإذا حصلت له صار عقلاً بالفعل، وقوي استعداده لاستنباط ما بقي . وهذه القوة لا يمكن أن يقع لها خطأ فيما يحصل لها، بل جميع ما يقع لها من العلوم صادق يقيني لا يمكن غيره» (الفاراي: «نصوص منتزعة ص ٥٠- ٥١، بيروت سنة ١٩٧١).

والعقل النظري بهذا المعنى هوإدراك الأمور البديهية فقط.

أما ,العقل العملي فهو قوة بها يحصل للإنسان، عن كثرة تجارب الأمور، وعن طول مشاهدة الأشياء المحسوسة-مقدمات يمكن بها الوقوف على ما ينبغي ان يؤثر او يجتنب شيء من الأمور التي فعلها إلينا. وهذه المقدمات بعضها تصير كلية ينطوي تحت كل واحدة منها أمر، بما ينبغى ان يؤثر او يجتنب؛ وبعضها مفردات وجزئية تستعمل مثالات لما يريد الإنسان ان يقف عليم من الأمور التي لم يشاهدها. وهذا العقل إنما يكون عقلاً القوة ما دامت التجربة لم تحصل. فإذا حصلت التجارب وحفظت، صار عقلاً بالفعل. ويتزيدهذا العقل الذي بالفعل بازدياد وجود التجارب فيكل سن من أسنان الانسان في عمره» (الكتاب نفه، ص ٥٤- ٥٥) .

وهذان المعنيان يستبدل بهما الآن: العيان العقلي -intui 1100 intellectuelle، والعيان التجريبي intuition empirique (راجع كوفيه Ciller: Traite de Philosophie 1.2).

والقديس توما يقول إن العقل النظري والعقل العملي ليسا ملكتين متمايزتين، وإغا يتميزان بالغاية التي يهدفان إليها.

٣-ويشير الفارابي إلى استعمال للفظ العقل» عند الجدليين، ويقصد بهم المتكلمين من رجال الدين وافقهاء، وذلك حين يقولون: إن هذا يوجبه العقل، أو ينفيه العقل-فإنهم يعنون به: المشهور في بادىء الرأي عند الجميع، فإن بادىء الرأي المثترك عند الجميع او الأكثر يسمونه: «العقل» (الكتاب نفه، ص ٨٩).

والعقل بهذا المعى هو ما يسمى في الفرنسية bon ع1 sens وفي الانجليزية common sense ، وهو الذي وصفه ديكارت في بدء «مقاله عن المنهج، فقال إنه «أعدل الأشياء قسمة بين الناس» .

٤ - والعقل عند افلاطون، وكذلك عند ارسطو، قوة او ملكة او جزء من النفس، ويتميز بين سائر قرى النفس التي هى الإحساسات والخيال والشهوة والانفعال. ويميزان بين النفس والعقل احياناً، على اساس ان النفس هي مبدأ الحياة وكل الوان النشاط الحيوي، بينما العقل هو مبداً المعرفة والرؤية والتقدير. وفي هذا المجال يستخدم أرسطو التعبير االض الناطقة» للدلالة على العقل. وهذا عينه نجده بعد ذلك عند ديكارت، بيد أنه يدرج بين وظائف العقل: الإحساس، والتخيل، والانفعال، والشهوة. وبالمثل يقول لوك إن للعقل قوى مختلفة للمعرفة، ليس فقط قوة الفكر لمجرد والبرهنة، بل وأيضاً الإحساس والتخيل، والإرادة. وفي نفس الاتجاه سار هيوم فقال: «لا شك في ان العقل مزود بقوى وملكات عديدة، وأن هذه القوى متمايزة بعضها عن بعض».

٥ويحدد برونشقج («كتابات فلسفية» ج٢ ص٨٤ وما يليها، باريس سنة ١٩٥٤) ثلاث وظائف للعقل هي: (أ) التجريد والتصنيف؛ (ب) التفسير؛ (ج) التنظيم.

٦ويتعمل كنت العقل Vernunft بمعنيين أحدهما

٧٤

العقل

واسع، والآخر ضيق محدود. والعقل بالمعفى الواسع يشمل الذهن Veistand، والعقل بالمعى المحدود. والعقل بالمعفى الواسع هو ملكة المعرفة القبلية priori •، وهو ينبوع القبلي النسبى والقبلى المحض. ويتحقق في وظائف التفكيرالعقلية، وفي التصورات، والاحكام، وخصوصاً في اسس المعرفة.

إن العقل هو بالمعفى المحدود، ومتميزاً من الذهن- هو الملكة العليا للمعرفة، وهو الذي يحقق الوحدة العليا للتفكير. إنه «ملكة المبادى». وملكة وحدة قواعد الذهن تحت المبادىء». وهو لا يتناول التجربة، بل الذهن، كييا يوحد المعارف التي يدركها الذهن.

و«كل معرفتنا تبدأ من الحواس، ومن ثم تنتقل إلى الذهن، وتنتهي في العقل. وليس فينا ماهو اسمى من العقل لمعالجة مادة العيان وردها إلى الوحدة العليا للفكر («نقد العقل المحض»ط١ ص ٢٩٨ ط٢ ص ٣٥٥).

ويمكن تلخيص خصائص العقل، بالمعفى المحدود، عند كنت، فط يلي:

ا-إنه موجه نحوما هوعال transcendant، أي نحو ما يقع خارج نطاق التجربة الحسية؛

ب-إنه يشد الكلية (الشمولية)، وهو سعي لا ينتهي الاءذاللاهثروطسلق؛

جوالمعرفة التي يدعيها لنفسه هي معرفة عن طريق المبادىء ، وهي تختلف عن تلك المتحصلة عن طريق قواعد الذهن في انه فقط بواسطة النثاط العقلي بعض الجزنيات يعرف انها متضمنة في بعض الكليات، ويمكن استنباطها منها مباشرة. وبعبارة ابسط: العقل هو ملكة استنباط الخاص من العا.

خولما كان العقل لا يعفى إلا بالذهن وأحكامه، فإنه ليس على علاقة مباشرة بموضوعات العيان الحسي.

اما الذهن Veistand فهوملكة القواعد، لأنه ينزع إلى ربط كل ما هو معطى تحت قوانينه. وبوصفه محضاً، فإنه ينبوع التصورات القبلية (المقولات) والمبادى وهو«ملكة» ايجاد الامتثالات، أوتلقائية المعرفة. وهو«ملكة التفكيرفي هوضوعات العيان ألحسي». والذهن هوملكة التصورات والأحكام، والقواعد.

والعقل يكون نظريا إذا تعلق بامبادى، القبلية للمعرفة، ويكون عملياً إذا تعلق بالمبادى القبلية للعمل او الفل.

و« نقد العقل المحض» هو الفحصعن حدود المعرفة العقلية المحض، وهذاالفحصهوالذي يجنبنا الوقوع في الدوجماتيقية الفكرية.

٧لكن العقل Vernunft عند هيجل يتخذ معفى ختلفاً تماما: إنه الهوية بين الفكر وبين الوجود.

وهو في «التمهيد, Propädeutik وفي «دائرة المعارف، يفهم العقل بمعفى انه الحقيقة في ذاتها وبذاتها؛ اما في ظاهريات العقل» فإنه ينظر إلى العقل من حيث يتجلى في تاريخ المعرفة. وهو الثمرة الأولى لتوسط الضمائر بين بعضها وبعض، هذا التوسط الذي يوجد كلية الشعور بالذات. يقول هيجل في «التمهيد»: «العقل هو التوحيد الأعلى بين الشعور وبين الشعور بالذات، بين معرفة الموضوع ومعرفة الذات. إنه اليقين بان تحديداته موضوعية- أي تحديدات لماهية الأشياع كما أنها أفكارنا نحن. إنه اليقين بالذات، إنه ذاتيته، كماأنهالوجوداوالموضوعية، وهذا يتم في نفس الفكرة الواحدة» (نشرة لسون، المجلد ٢١، ص ٢١٠) إن العقل يدل على مضمون ليس يوجد في امتثالاتنا فقط، لكنهيحتوي على ماهية الأشياء، التي هي بدورها من نتاج الأنا.

وفي «ظاهريات العقل» ينظر الى العقل على أنه لحظة خاصة اوجزئية في تطور الوعي او الشعور بالمعفى الأوسع. إنه يناظر «شكل» (أو «صورة») الجوهر، لكن العقل هوذلك الجوهر الذي يصير ذاتا؛ ونصل إلى شكل الجوهر هذا حين يصبح الشعور بالذات كليا، ويحمل في داخله عنصر المعرفة التي هي الهوية بين الوجود في- الذات والوجود للشعور. وهيجل في «ظاهريات العقل، (أو،الروح،) يصنف التاريخ العيني، للوعي الإنساني. وفيه يقدر أن الانتقال من الشعور الباكر إلى العقل شبيه بالانتقال من كنيسة العصور الوسطى إلى عصر النهضة، والعصر الحديث.

٨وفي مقابل العقل يضع برجسون: الوجدان Intuition؛ ويقرر ان العقل اداة العلم، بينها الوجدان اداة الفلسفة. إن العقل لا يدرك إلا الصفي، والمنفصل، والكمي، والعدد، وما يوزن ويقاس، والمتجانس، وبالجملة: المادة. وعلى عكس ذلك يسلك الوجدان : إنه يضعنا فورا في داخل الواقع ويجعلنا نشهد الصيرورة الخالقة. إن العقل يتجه دائما نحو الفعل، نحوما هومفيد عملياً، ولهذا لا يعطينا إلا معرفة جزثية؛ أما الوجدان فيدرك الأشياء تحت مظهر المذة، ويزودنا بمعرفة شاملة. ولهذا فإن العقل لا يتصور بوضوح إلا المنفصل والساكن الثابت؛ وبالجملة فإن «العقل يتميز بعدم فهمطبيعي للحياة». («التطور الخالق» ص ١٧٩).

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :0