وقعة دير الجماجم

(بالتحويل من دير الجماجم)

دير الجماجم منطقة تقع بين البصرة والكوفة في العراق.

كان الحجاج بن يوسف الثقفي واليا في العراق ورغم تبعيته لامير المؤمنين عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي في ذلك الوقت، لكنه يتصرف في العراق كحاكم مستقل تمام الاستقلال.

كان أحد القادة والشخصيات المهمة في العراق على زمن الحجاج هو عبد الرحمن بن ألاشعث الكندي، وقد وجهه الحجاج وكلفه بعدة مهام منه محاربة شبيب الشيباني الوائلي من بكر بن وائل الخارجي، وولاه كذلك امارة بلاد مايعرف بـ (سجستان) وهي شمال شرق العراق اليوم، وكان ابن الاشعث من القادة البارزين والزاهدين المتدينين.

وبسبب خلاف بينه وبين الحجاج خرج عليه وأعلن عصيانه سنة 82هـ، والتف إليه أهل العراق الراغبين بالتخلص من استبداد الحجاج، إلا أن الحجاج وبعد سلسلة من المعارك الضارية هزم ابن الاشعث وقتله سنة 83هـ وقتل مع من أهل العراق البارزين الشاعر عمران بن عصام العنزي والذي كان من أشد المخلصين لبني أمية إلا أنه كان يكره الحجاج.

استشهاد سعيد بن جبير

أخذ الحجاج بن يوسف الثقفي من كان مع عبد الرحمن بنالأشعث بعد موقعة دير الجماجم وكان منهم سعيد بن جبير وهو مولى والبة من بني أسد وكان أسود اللون وكان قد هرب بعد المعركة على مكة فأخذه واليها عبد الله القسري وبعث به للحجاج فقال له الحجاج : اختر أي قتلة شئت، فقال سعيد : بل اختر لنفسك فإن القصاص أمامك، فقال والله لأقتلنك. فلما أمر به ليقتل لم يكن عليه جزع من أثر الموت وكان لسعيد ابن صغير كان يبكيه فقال له سعيد : لا تبك يا بني فما بقاء أبيك بعد خمس وستين سنة ثم نظر إلى الحجاج وجيشه. فأنشد يقول :

يا دولة الجور قد طالت لياليها

وطال تعذيبنا من فسق واليها

يسار فينا بما لو سير في جزر
ا شـتـد محمية منها لواليها

فلا نحامي على دين فننصره

ولا نحامي على دنيا فنحويها

فـلو شركناهم في لين عيشهم

لـقـلت دنيا وقوم أترفوا فيها

لـكـنهم صرفوا عنا لذاذتها

وألـبسونا بلايا لست أحصيها

وكان سعيد بن جبير أعلم أهل زمانه، قال عنه الإمام الشافعي حين قتل : والله لقد قتله وما على الأرض من أحد إلا وهو أحوج لعلمه