تجارب هوثورن
تجارب هوثورن أو دراسات هوثورن (بالإنجليزية: Hawthorne Studies) (وتسمى أيضاً أثر هوثورن) هي تجارب أجريت ما بين عامي 1927-1932م في مصانع شركة ويسترن إلكتريك، الشركة العالمية لصنع الهواتف وخدمات الاتصالات، في مدينة شيكاغو بأمريكا، وكان الغرض من هذه الدراسات هو تحديد تأثير عدد من المتغيرات المادية كالإضاءة وظروف العمل وفترات الراحة، على إنتاجية الأفراد المشاركين في التجارب كانت ترتفع بغض النظر عن التغيرات التي كانوا يحدثونها، وقد استنتجوا أن ذلك يعود إلى شعور الأفراد بالرضا الذي سببه اهتمام المشرف بهم كأشخاص وبسبب العلاقات الاجتماعية الحسنة السائدة بينهم.
تعد أبرز التجرب التي اُعتمد عليها في المنهج السلوكي للإدارة الذي كان أبرز رواده إلتون مايو.
هذه التجارب حركت إلتون مايو و آخرين لتطوير حركة العلاقات الانسانية. فمنذ العام 1924 بدأت شركة ويسترن إليكترك فى شيكاغو، متأثرة بنظريات الإدارة العلمية، فى قياس تأثير ظروف العمل المختلفة (مثل مستويات الضوء ونظم دفع الأجور وعدد ساعات العمل) على المنتج النهائى. واستخلص الباحثان فرتز روثلسبرجر ووليام ديكسون، أن التباين فى الانتاج لا يرجع إلى الظروف الفيزيقية المتغيرة أو الحوافز المادية، وإنما يرجع إلى عملية إجراء التجارب فى حد ذاتها. فقد أدت المعاملة الخاصة التى حصل عليها من شارك فى التجارب إلي اقناع العمال أن الإدارة توليهم اهتماما خاصا. وأدى ذلك إلى ارتفاع الروح المعنوية، كما أدى إلى زيادة الانتاجية. ويستخدم مصطلح "تأثير هوثورن" الآن استخداماً واسعاً ليشير إلى مؤثرات تعديل السلوك لمن يخضع للبحث الاجتماعى، بصرف النظر عن سياق البحث. ويمكن القول بشكل أكثر عمومية أن الباحثين قد توصلوا إلى أن نظام الإشراف يؤثر تأثيراً كبير على إنتاجية العامل.
ولقد أوضحت بحوث لاحقة اسخدمت أداة الملاحظة المستترة لممارسات العمل، أوضحت كيف أن إيقاع العمل وتنظيمه يتم تضبيطهما من خلال معايير اجتماعية غير رسمية والمتنظيم غير الرسمى الذى ينشأ بين العمال. ولقد أدت هذه الدراسات بمايو إلى القول بأن العمال لا بتأثرون بالعوامل الاقتصادية فى الأساس، وإنما بأساليب الإدارة وتنظيم العمل غير الرسمى.
ومن ثم فإن زيادة الإنتاجية تعتمد على حساسية الإدارة "للعلاقات الإنسانية" فى عملية الانتاج و التحكم فى هذه العلاقات. ولقد أشار النقاد إلى بعض أوجه القصور المنهجية فى تجارب هوثورن وشككوا فى النتيجة الأساسية المستخلصة منها - وهى أن العوامل الاقتصادية أقل أهمية فى تحديد الإنتاجية من درجة الرضا النفسى الذى يحققه العمل لصاحبه. وتوجد أفضل المناقشات لدراسات هوثورن فى كتاب جون مادج: أصول علم الاجتماع العلمى، الصادر عام 1963.