الرق (الورق الجلدي)
الرَّق (بالإنجليزية: Parchment) هو جلد حيواني رقيق يعد للكتابة فيه. وهو يصنع من جلود الأغنام والماعز والعجول. وقد ظل الناس يستخدمونه للكتابة منذ أمد بعيد. وقد جاء ذكر الرّق في قوله تعالي: ﴿في رق منشور﴾ الطور: 3. والمقصود من الرَّق هنا صحائف عمل ابن آدم.
والرَّق أكثر تحملًا للاستعمال من أوراق البردي، وأكثر قابلية للطي على هيئة كتاب. وقد قل استخدامها بعد ظهور الطباعة في أوروبا.
وفي المحفوظات الهامة كان يستخدم نوع من جلود الحمل. وما زالت الجلود تستخدم في بعض الوثائق والشهادات، وفي تجليد الكتب، وأغطية المصابيح، والطبول والدفوف. وجاء أصل تلك الكلمة الإنجليزية (برشمان) من مدينة بيرغامون أو بيرغاموم، حيث كان يعتقد بوجود إنتاج كبير ذي جودة عالية منه في المدينة، على الرغم من أنه في الواقع كان وجوده يرجع إلى الفترة السابقة لمدينة بيرغامون.
تصنيع الرَّق
يُصنع الرَّق (الورق الجلدي) عن طريق نقع الجلود في الماء، ثم وضع مواد جيرية عليها لإزالة الشعر والدُّهن، ثم تدخل عملية تنظيف لإزالة البشرة واللحم مع بقاء أدمة باطن الجلد وتكشط وتغسل، وتشد الجلود على إطارات، وتشطف بالسكاكين وغيرها من الآلات الحديدية، وتجفف. وأخيرًا، تدعك الجلود بالطباشير والغبار البركانيّ، لكي تصبح ملساء السطح، بيضاء اللون، صالحة للكتابة، وبذلك يتم الحصول على الأوراق اللازمة لصنع كتاب أو تعويذة أو اللفافات، التي عُرفت منذ القِدم.
أنواع الرَّق
الرق النفيس
نوع ناعم من الرق، يُصنع من جلود الحملان والماعز أوالعجول الصغيرة. ويستعمل هذا النوع الفاخر من الرق في كتابة المخطوطات المهمَّة مثل المواثيق والشهادات الجامعية والوصايا.
الرقاق السميكة
تُصنع من جلود الحمير والماعز. وتستخدم جلودًا للطبول.
الرق النباتي
يصنع بغمر ورقة نباتية ذات جرم غير محدد، في مزيج بارد من حمض الكبريت والماء. ثم يُغسل ويجفف عن طريق الضغط. وهو ما يجعل الورقة شفافة من جهة، وأكثر متانة، من جهة أخرى، عن الورقة العادية. ويستخدم هذا الورق عادة في كتابة المحررات القانونية وطباعة الخرائط.
نبذة تاريخية
كان الرق معروفًا ومألوفًا بوجه خاص في المدن القديمة لآسيا الصغرى. استخدمه الفرس وغيرهم من الشُّعوب القديمة في تدوين الكتب المقدسة والآداب والفنون. ومنذ بداية عام 200 ق.م، حل الرق تدريجيًا محل ورق البردي، باعتباره الأكثر استعمالاً وشيوعًا في الكتابة. وظل هذا الرق المادة الأولى للكتابة في الغرب إلى أن أدخل إليه الورق المصنوع في الشرق الأوسط في القرن الثالث عشر الميلادي. حل هذا الورق النباتي محل الرق في الوقت الذي ازدهرت فيه الطباعة في أوروبا في أوائل القرن الخامس عشر. ومع ذلك لايزال ورق الرق يُستعمل في العصر الحديث لتدوين المخطوطات المهمة.