تنشئة سياسية
التنشئة السياسية (بالإنجليزية: Political Socialization) هي مفهوم يتناول «دراسة عمليات التنشئة التي يكتسب من خلالها الأطفال من جميع الأعمار (12 إلى 30) والمراهقون السلوكيات والمواقف والمعارف السياسية». وهي تشير إلى عملية التعلم التي تنتقل من خلالها الأعراف والسلوكيات المقبولة في نظر نظام سياسي ناجح من جيل إلى آخر. ومن خلال أداء هذه المهمة يتم إدخال الأفراد في الثقافة السياسية، وتتشكل توجهاتهم بشأن الموضوعات السياسية.
التنشئة السياسية هى عملية تجنيد أو إدماج الفرد فى نسق سياسى، وذلك من خلال إكسابه معلومات عن الرموز والمؤسسات، والإجراءات السياسية، وتعليمه دور العضو السلبى أو الإيجابى فى نظام الحكم، واستيعاب نسق القيم والإيديولموجيا التى تدعم النظام برمته. ويمكن فهم هذه العملية وتحليلها بوصفها عملية تعلم فردى أو عملية نقل ئقافى تتم على جماعة بأكملها. وتستطيع الأمم أن تحافظ على استمرار تراثها السياسى من خلال تلقين الأجيال الجديدة أنماط التفكير و السلوك المستقرة، وذلك عن طربق النظام التربوى، ووسائل الاتصال الجماهيرى، ومكان العمل، وجماعات الجوار (اللجان المحلية)، وكذلك عن طريق المؤسسات السياسية نفسها. ونلاحظ فى دول العالم الثالث، حيث تكون المؤسسات السياسية حديثة العهد، أو تكون المؤسسات القائمة قد خضعت للإصلاح خلال فترة زمنية وجيزة، نلاحظ هنا أن النظام التربوى، ووسائل الاتصال الجماهيرى، ومؤسسات المجتمع المحلى تستخدم صراحة كأدوات للتربية السياسية، أو لإعادة التربية السياسية. أما فى نظم الحكم الأقدم عهدا والأكثر استقرارا فنجد أن وظائف التنشئة السياسية للمؤسسات الاجتماعية تكون ضمنية أكثر منها ظاهرية ومباشرة، والعادة أن تكون من البراعة بحيث لايمكن رؤيتها أو توجيه نقد عام لها.
وتهتم دراسات التنشئة السياسية بدرجة الاستقرار الإيديولوجى عبر دورة الحياة، و العلاقة بين الاتجاهات السياسية والمشاركة الايجابية فى الحياة السياسية، وطرق اختيار الصفوة السياسية وتنشئتها، (من خلال النظام التعليمى مثلاً)، و أنماط السلوك التى تؤشر إلى الانتماء الطبقى الاجتماعى وكذلك السلوكيات اللاقياسية غير المعتادة المرتبطة بهذا الانتماء (مثل النزعة المحافظة عند الطبقة العاملة، وما يسمى بالوعى الزائف)، والعلاقة بين سمات الشخصية و التوجهات السياسية، وتعليم الفرد الدور السياسى، والتأثير النسبى لكل من الأسرة، والمدرسة، ومكان العمل على الأفكار باعتبارهاتمثل سلالة أوجماعة و السلوكيات السياسية.
عوامل التنشئة
تؤثر هذه العوامل الخاصة بالتنشئة بدرجات متفاوتة على آراء الفرد السياسية، وتتمثل في: الأسرة، والإعلام، والأقران، والتعليم، والدين، والعقيدة، والعِرق، والنوع، والسن، والجغرافيا. هذه العوامل وغيرها الكثير مما يتعرض له الناس أثناء نضجهم تؤثر في آرائهم السياسية طوال حياتهم. فالمعتقدات السياسية تتشكل عادةً أثناء فترة الطفولة التي ينقل فيها الآباء ما لديهم من أيدولوجيات إلى أبنائهم، وما إلى ذلك.
العناصر المؤثرة
إن العناصر التي تحيط بالطفل أثناء فترة طفولته تلعب دورًا مهمًا في تطور سلوكيات التصويت المستقبلية لديه. وتشمل بعض هذه العناصر:
- الأسرة: يرى جلاس (1986) أن الأسرة عامل مؤثر أساسي في تطوير توجه الطفل السياسي، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى العلاقة الدائمة بين الطفل وأبويه، ويتضح ذلك بالتفصيل في الجدول الموضح أدناه الأسرة كعامل مؤثر أساسي.
- المدارس: تُعَد المدارس العامل الأكثر تأثيرًا بعد الأسرة، نظرًا للفترات الطويلة التي يتعرض فيها الطفل لمعتقدات سياسية متعددة، مثل تلك التي يتبناها الأصدقاء والمعلمين، وهما الفئتان اللذان يُعتبَران من مصادر المعلومات المهمة للطلاب.
- وسائل الإعلام: يرى بيكر أن وسائل الإعلام هي الوسط الذي تنتقل من خلاله المعلومات السياسية إلى المراهقين والأطفال.
- الدين: يمكن أن يكون للتقليد الديني أثر هائل على آراء المرء السياسية. على سبيل المثال، يميل البروتستانت للتحفظ (في البلدان التي لا يمثلون فيها الأغلبية العظمى).
- الأحزاب السياسية: يشير الباحثون من أمثال كامبيل (1960) إلى أن الأحزاب السياسية لها تأثير مباشر بسيط للغاية على الطفل نظرًا للتباين بين العوامل الاجتماعية، مثل السن والسياق والسلطة وما إلى ذلك.
- مكان العمل
عوامل التنشئة السياسية
- الأسرة - المُشّكل الأهم على الإطلاق للتوجهات الأساسية. فتعلم المرء القيم السياسية الأساسية والولاء لحزب سياسي معين.
- المدارس – تعلم المرء الوطنية وقصص البطولات. تبني المراحل الأولى من التعليم على التعلم الإيجابي وتعززه.
- الأقران – تأثيرهم محدود نظرًا للانتقاء الذاتي لهم. تؤثر مجموعة الأقران لدى الشباب على «المسائل المتعلقة بنمط الحياة» في الغالب.
- وسائل الإعلام – يصعب قياس تأثيرها، لكنه كبير. تعزز الشك في الحكومة. تحديد جدول الأعمال – يملي علينا ما ينبغي علينا التفكير فيه التأطير – يملي علينا أفكارنا بشأن ما يُقدَم.
- المؤسسات والقادة السياسيون
- دور العبادة والدين؛ اليمين الديني واليسار الديني.