نزاع كأس العالم بين مصر والجزائر 2009

حدثت اضطرابات قبل وبعد مباراتي منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009 مما أدى إلى توتر دبلوماسي بين مصر والجزائر والسودان ضمن مباريات المجموعة الثالثة من الدور الثالث من تصفيات أفريقيا للتأهل إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010.

وكانت المباراة الأخيرة في المجموعة التي أقيمت على استاد القاهرة الدولي في 14 نوفمبر انتهت بفوز 2-0 مما استلزم إقامة مباراة فاصلة بينهما في بلد محايد وقد تم اختيار أم درمان بالسودان وتحدد تاريخ 18 نوفمبر حيث فاز منتخب الجزائر 1-0 وتأهل إلى بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا.

تاريخ المنافسات

جميع المباريات بين مصر والجزائر التي تفصل بينهما ليبيا تعتبر منافسة غرماء [١][٢][٣][٤] علما بأنهما لم يتأهلا إلى بطولة كأس العالم منذ فترة طويلة حيث شارك الجزائر لآخر مرة في 1986 بينما شاركت مصر لآخر مرة في 1990 [٥].

مبارة القاهرة 1989

في سنة 1989، تقابل منتخب الجزائر مع المنتخب المصري في إطار الدور الرابع والأخير من تصفيات كأس العالم 1990 بإيطاليا. وكان لقاء الذهاب بالجزائر في مدينة قسنطينة وحل المنتخب المصري ضيفا على الجزائر، وكان اللقاء مثير وإنتهى بالتعادل 0-0 بين المنتخبين [٦].
بعد حوالي أسبوعين، جاء لقاء العودة بالقاهرة، وفازت مصر على الجزائر بهدف وحيد من تسجيل حسام حسن. تعرض المنتخب الجزائري عند وصوله إلى القاهرة لضغوطات ومضايقات قبل وأثناء المبارة ورأو الجزائريين أن هدف حسام حسن غير شرعي لأنه أثناء تسجيله للهدف، تم اعتداء صريح من أحمد رمزي على الحارس الجزائري الهادي العربي الذي بقى ساقطا على الأرض لمدة، كما تعرض لإصابة ثانية في الشوط الثاني أدت بسقوط خطير حيث إبتلع لسانه وكاد يفارق الحياة، ونقل للإنعاش في المستشفى [٧]. أما هذه المباراة الحاسمة، فقال بعدها اللاعب المصري أيمن يونس بأنها كانت معركة وليست مباراة كرة قدم [٨]. الجزائريون شعروا بأن الحكم التونسي علي بن ناصر كان منحازا كما أن المشجعين المصريين قاموا بأعمال شغب خارج الملعب والأمن المصري في النفق المؤدي إلى ميدان الملعب.
وبعد انتهاء اللقاء، تعرض منتخب الجزائر لمضايقات أخرى وعنذ وصوله إلى الفندق وجد مناصرين كثيرين في خارج وداخل فندق الشيراتون الذي كان يقيم فيه بينما كان من المفروض أن يكون آمنا، وجرت احتكاكات بين المناصرين والوفد الجزائري مما أدى بالحارس الاحتياطي الجزائري كمال قادري إلى فقئ عين أحد المناصرين السيد أحمد عبد المنعم طبيب المهنة، وقامت النيابة المصرية بإتهام لخضر بلومي بالقضية آنذاك [٩]، وحكم بالتالي عليه غيابيا بالسجن [١٠]. في 1994، رفعت السلطات المصرية القضية إلى الانتربول وفي 2006 تم خروج قانون من الانتربول يقر بالقبض على بلومي وتنفيذ العقوبة عليه. وفي ضل هذا القرار، تدخلت الدولة الجزائرية على رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضد هذه القضية التي رأت أنها غير عادلة في حق الكرة الجزائرية وفي حق لخضر بلومي سنة 2009 وتم حل وتسوية هذه القضية نهائيا بعد الاعتدار الرسمي من دولة الجزائر على إصابة السيد عبد المنعم وإنتهت برفع قرار الإنتربول وتبرئة بلومي [١١].
نذكر أنه بسبب أحداث مبارة القاهرة 1989، قرر اتحاد مصر لكرة القدم إرسال الفريق الثاني (تحت 21 سنة مدعم ببعض لاعبين المنتخب الأول) للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1990 في الجزائر [١٢].

مباراة البليدة 2009

استضاف منتخب الجزائر نظيره المصري في تصفيات أفريقيا لبطولة كأس العالم 2010 في يونيو 2009 واستقبل الرئيس الجزائري شخصيا بعثة المنتخب المصري وتلقت بعثة المنتخب المصري باقة من الزهور في المطار. كلا المنتخبين استعدا للمباراتين بعيد عن أي ضغط من المشجعين حيث أقام منتخب مصر معسكرا في عمان بينما أقام منتخب الجزائر معسكرا في فرنسا. صرح مدرب منتخب الجزائر رابح سعدان بأنه خائف على عائلته من أي اعتداء من الجماهير الغاضبة إذا تعرض للخسارة [١٣][١٤]. تم تكليف 5 آلاف رجل أمن لحفظ الأمن في مدينة البليدة التي تحولت بفضلهم إلى ثكنة عسكرية [١٥]. قالت بعثة المنتخب الممصري ان بعض افراد البعثة تعرضت لوعكة صحية نتيجة تناول وجبة الكسكسي المعروفة في الجزائر وان هذا ربما يكون مدبرا لكن لم يوجه أحد اتهام رسمي. تم منع الصغار في السن من حضور الملعب إلا إذا كان يحمل تذكرة وانتهت المباراة بفوز الجزائر 3-1 [١٦].

مباراة القاهرة 2009

التوتر قبل بداية المباراة في ازدياد [١٧] حيث قالت المدونة المصرية والناشطة في مجال حقوق الإنسان داليا زيادة بأن المباراة فرصة للتوحد ونسيان الاحتقان الطائفي، المشاكل الاقتصادية، والسياسة [١٨]. في أكتوبر بدأت حرب إلكترونية [١٩] بهجوم هاكرز مصريون على موقع جريدة الشروق اليومية الجزائرية وفي المقابل وردا على هذا الهجوم فقد قام هاكر جزائري باختراق موقع الرئيس المصري وجريدة الأهرام [٢٠]. هذا الأمر جعل حكومتي البلدين تدعوان إلى التهدئة [٢١]. وسائل الإعلام في البلدين عادوا يتحدثون على مباراة سنة 1989 حيث قال رئيس تحرير أحد الصحف أنه قبل يومين من بداية المباراة فإن المصريين يحتفلون كما لو كانوا فازوا بالمباراة بينما صرح أحمد شوبير أن الإشاعات بدأت تتسرب وتذاع علنا عبر وسائل الإعلام.
عندما وصلت بعثة المنتخب الجزائري إلى القاهرة في يوم الخميس الموافق 12 نوفمبر فإن الحافلة التي أقلتهم إلى الفندق تعرضت للرجم مما أدى إلى كسر النوافذ وأصيب 3 لاعبين وإداري [٢٢]. وسائل الإعلام المصرية اتهمت البعثة الجزائرية بتكسير الحافلة من أجل نقل المباراة إلى ملعب محايد [٢٣][٢٤]. وجهت انتقادات إلى الأمن المصري بأنه لم تكن حمايته ممتازة [٢٥]. في يوم الجمعة ذكرت صحيفة الأهرام بأن اللاعبون الجزائريون وليس المشجعين المصريين هم الذين قاموا بتخريب الحافلة بينما ذكرت جريدة الشروق المصرية المستقلة أن مسألة الاعتداء مفبركة لأن نوافذ الحافلة مكسورة من الداخل إلى الخارج وليس العكس.
ذكرت صحيفة المصري اليوم المستقلة أن مجموعة من الصبية الصغار في السن رجموا الحافلة ولكن اللاعبين الجزائريين استغلوا هذا الأمر من أجل أن يتظاهروا بالخوف والإصابة وتكسير نوافذ الحافلة وتخريب المقاعد بينما ذكرت صحيفة الجمهورية الحكومية أن اللاعبين الجزائريين أهانوا سائق الحافلة وهي نفس إتداعات أحداث 1989 بالقاهرة.
لكن قناة كانال بلاس الفرنسية (+ Canal) عن طريق مراسلها كانت حاضرة مع منتخب الجزائر وبفضله قامت بإنتاج برنامج وثائقي حول حقيقة ما حدث لبعثة المنتخب الجزائري [٢٦] وما تضمنه هاتف رفيق صايفي الشخصي من صور التقطها [٢٧] وقد قال مراقب المباراة والتر غاغ لقد رأينا إصابة خالد لموشية في الرأس، رفيق حليش أعلى العين، ورفيق صايفي في يده [٢٨].
هذه التقارير أدت إلى زيادة التوتر قبل المباراة حيث وصل إلى ذروته ولم يسبق أن وصل إلى هذا المستوى في تاريخ البلدين.
طالب المتحدث الرسمي عن وزارة الخارجية المصرية حسام زكي وسائل الإعلام في البلدين بتهدئة الأجواء وهذا مطلب حكومتي البلدين.
في نفس أمسية المباراة قام مغني الراي الجزائري الشاب خالد بإحياء حفلة غنائية برفقة المطرب المصري المشهور محمد منير أمام 45 ألف شخص. وصرخ الشاب خالد بأعلى صوته عاشت مصر دولة عربية، عاشت الجزائر دولة عربية.
صرح عضو مجلس إدارة اتحاد مصر لكرة القدم محمود طاهر أن اللاعبين الجزائريين في أمان ولا يعانون من أي إصابة وأن البعثة الجزائرية أساءت للوضع بتخريبها الحافلة من الداخل ونتيجة لذلك فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتصل بالاتحاد المصري للاستفسار عن ما حدث [٢٩].
في يوم الجمعة الموافق 13 نوفمبر أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم أن المباراة ستبدأ حسب ما هو مذكور في الجدول مطالبا من الاتحاد المصري والسلطات المصرية أن تقدم ضمانات لحماية البعثة الجزائرية [٣٠]. لعب لموشية وحليش المباراة واضعين رباط على الرأس بينما قال طبيب المنتخب الجزائري ميشيل غيلو بأن اللاعبين لم يكونوا لائقين نفسيا وكان يتوجب على المعنيين تأجيل المباراة.

في ظل الفوضى التي سادت بعد المباراة، ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أنه قد تم قتل 6 جزائريين وقالت ان أحد المناصرين لقن زميل له الشهادة قبل أن يتوفي وهذ ما نفته لاحقا حيث ظهر المشجع في السودان فيما بعد. [٣١] ولكن السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار نفى هذا الخبر وقال أن 11 جزائري تعرضوا للإصابة فقط [٣٢] و اثارت بعض الأخبار التي تناقلتها الصحف الجزائرية عن احداث عقب مباراة القاهرة سخرية المصريين حيث اصطنعت حوادث درامية كاجهاض جزائرية حامل كانت تناصر المنتخب الجزائري وتعرض جزائريات للتحرش. كما اظهر تسجيل المباراة صورا لمشجعة جزائرية تقوم بعمل حركات بذيئة تجاه الجمهور المصري عقب تسجيل الهدف الثاني قبل نهاية المباراة. بينما أفادت وزارة الصحة المصرية أن 20 جزائري و12 مصري تعرضوا للإصابة. مغني الراب الجزائري المشهور رضا سيتي 16 ادعى عبر يوتيوب أن أخيه تم قتله في القاهرة ولكن صحيفة الشروق الجزائرية نفت هذا الأمر [٣٣].
هاجم الجزائريون مناطق يقطنها مصريون بالجزائر وشركات مصرية في بلادهم من ضمنها مكتب مصر للطيران الذي تم تكسيره واقتحامه على الرغم من أنه كان مغلقا لأسباب أمنية. تم رجم بعض الشركات المصرية. المقر الرئيسي لشركة جازي الفرع الجزائري لشركة أوراسكوم المصرية تم نهبه [٣٤]، كما تم احتجاز العشرات من عمال شركة المقاولون العرب المصرية في مقر فرع الشركة بالجزائر، بينما في مصر، تظاهر أكثر من ألف شخص بالقرب من السفارة الجزائرية بحي الزمالك في القاهرة وتم حرق العلم الجزائري وهتفوا بشعارات معادية للجزائر وتم تدمير بعض السيارات والمحلات التجارية وطالبو بطرد السفير من مصر إلا أن قوات الأمن المصرية تدخلت لمنع وقوع أي حادثة وصرحت وزارة الداخلية المصرية أن 11 شرطي و24 متظاهر تعرضوا للإصابة وتم القبض على 20 شخص [٣٥].

مباراة أم درمان

أنهى المنتخبان المجموعة برصيد متساوي 13 نقطة وتساووا أيضا في جميع حالات كسر التعادل وهي : فارق الأهداف على مستوى المجموعة (+5)، الأهداف المسجلة لصالحه في كامل المجموعة (9)، النقاط المحصلة في مواجهة المنتخبين بعضهما البعض (3)، وفارق الأهداف في مواجهة المنتخبين بعضهما البعض (0). (لم يتم الاحتكام إلى قاعدة الهدف الاعتباري) [٣٦]. تقرر أن يلتقي المنتخبان في مباراة فاصلة من أجل تحديد ملعب المباراة طلب من اتحادي البلدين. فاقترحت الجزائر أن يكون اللقاء في أحد بلدان شمال أفريقيا كون البلدين ينتميان إلى هذه المنطقة، فإترحت الجزائر ليبيا كونها تقع بين مصر والجزائر إلا أن مصر رفضت وإقترحت اللعب في جنوب أفريقيا ثم نيجيريا لكن الجزائر رفضت هذه العروض كونها بعيدة جغرافيا على البلدين. فاقترحت بالتالي الفيفا قرارا على أن يختار كل منهما دولة على أن تتم القرعة بينهما، فاختار الجزائريون تونس بينما اختار المصريون السودان، وبعد القرعة، تم اختيار السودان [٣٧] وتم تحديد ملعب المريخ في أم درمان.
في ضل هذا الاختيار، هيئت السلطة الجزائرية إمكانيات تنظيمية ومادية هائلة لنقل أكبر عدد من المشجعين الجزائريين على غرار بعد المسافة بين الجزائر والسودان، فتم إرسال 48 طائرة منها بعض الطائرات العسكرية في ضرف زمني قياسي مما جعل الخرطوم تمتلأ بالجزائريين قبل المبارة الحاسمة، [٣٨] ذكرت رويترز أن السلطات السودانية قررت نشر 15 ألف شرطي من أجل إقرار الأمن قبل وأثناء وبعد المباراة.[٣٩][٤٠] تم توجيه النصح إلى السفارات أن تخطر رعاياها بالسودان بالابتعاد عن منطقة الملعب بينما أغلقت المكاتب الوزارية والمدارس مبكرا وعلى الرغم من ذلك فقد تم الإبلاغ عن إصابة البعض.
في يوم الاثنين الموافق 16 نوفمبر ذكرت قناة الجزيرة أن المشجعين الجزائريين رجموا بالحجارة حافلة تقل اللاعبين المصريين من ملعب التدريب من دون أن يتعرضوا لأي إصابة [٤١]. في اليوم التالي جمع الرئيس السوداني عمر البشير رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة برئيس الاتحاد المصري سمير زاهر ولكن الأول رفض مصافحة الأخير بسبب أحداث لقاء القاهرة [٤٢].
تقرر منح 9 آلاف تذكرة لكل من مشجعي المنتخبين بينما تقرر تقليل سعة الملعب من 41 ألف مقعد إلى 36 ألف مقعد حيث أنهم كانوا خائفين من المشجعين الذين سوف لن يحصلوا على تذاكر وسيبقون خارج الملعب. العديد من المشجعين الجزائريين والمصريين اشتروا تذاكر عن طريق إرسال المواطنين السودانيين [٤٣]. ذكر المواطنون أن ما لا يقل عن 50 ألف شخص اشترى تذكرة وحضر إلى المباراة وحضر في الملعب في الأخير 11 ألف مشجع جزائري و 9 آلاف مشجع مصري.

18 نوفمبر 2009
20:30
علم مصر مصر 1 – 0 الجزائر علم الجزائر استاد المريخ, أم درمان (السودان)
عدد الحضور: 35,000
الحكم: إيدي مالييت (سيشيل)
التقرير عنتر يحيى Goal 40'


نشرت وسائل الإعلام المصرية العديد من قصص الاعتداءات التي حدثت في السودان [٤٤][٤٥][٤٦]. ذكرت صحيفة الأهرام الحكومية أنه تم تدمير الحافلات المخصصة لنقل المشجعين المصريين من الملعب إلى المطار مما اضطرهم إلى الذهاب إلى المطار مشيا على الأقدام تحت حماية الجيش السوداني [٤٧]. صرحت وزارة الخارجية المصرية قائلة مصر غير مسرورة من الاعتداء على المواطنين المصريين الذين ذهبوا إلى الخرطوم من أجل تشجيع منتخب مصر. قال دبلوماسيون جزائريون لاحقا أنه تم بث شريط فيديو على نطاق واسع يظهر مئات من المشجعين الجزائريين يحملون السكاكين وحسب جريدة الأهرام فإن دبلوماسيون سودانيون قالوا أنه تم الاعتداء على المصريين ولكن القلة منهم أصيبوا [٤٨] وبعدها صرحت وزارة الصحة المصرية أن 20 مشجع تعرضوا لإصابة طفيفة [٤٩]. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه لا يوجد أعمال شغب واسعة النطاق [٥٠]. نفي السفير المصري بالسودان كل الإدعاءات التي وجهتها الصحافة المصرية ضد المشجعين الجزائريين في السودان [٥١].
بعد نهاية المباراة بالخسارة تقدم الاتحاد المصري إلى الاتحاد الدولي بشكوى رسمية ضد نظيره الجزائري. وذكر البيان الرسمي الصادر عن الاتحاد المصري أن حياة المشجعين واللاعبين المصريين كانت في خطر قبل وبعد المباراة وكانوا تحت تهديد مختلف الأسلحة، السكاكين، السيوف، والمشاعل. كما هدد في نفس البيان بالانسحاب من جميع المنافسات الدولية لمدة سنتين نتيجة للتهديد الذي تعرض له [٥٢].
. وكان الإتحاد الجزائري قد تقدم من قبل بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي ضد مصر حول ما حدث في مبارة العودة بالقاهرة.
احتفل 12 ألف مشجع جزائري في الشانزلزيه في العاصمة الفرنسية باريس وأيضا في باقي المدن الفرنسية. على الرغم من هذا الأمر فقد حدثت بعض أعمال الشغب بنهب مركز تجاري وتخريب سيارات مما نتج عنه اعتقال 150 شخص من جميع أنحاء فرنسا [٥٣][٥٤].
.

الأحداث اللاحقة

في يوم الجمعة قام علاء مبارك بالاتصال هاتفيا ببرنامج رياضي وقال بأنهم مصريون ورؤوسهم في العالي وأي شخص يشتمهم سيشتمهم ويضربهم بالحذاء على رأسهم. قال الرئيس المصري محمد حسني مبارك على شاشة التلفزيون الوطني أنه لن يتغاضى عن إذلال المصريين في الخارج [٥٥] ومع ذلك قالت وزارة الخارجية المصرية أن الحكومة سوف لن تتسامح مع الانتهاكات ضد المصالح الجزائرية مما يدل على القيام بحملة ضد الاحتجاجات.
في الأسبوع التالي تم لقاء بين دبلوماسيين من أجل أيجاد حل للأزمة التي حدثت بسبب مشجعين متعصبين وبعض وسائل الإعلام. ذكرت جريدة الأهرام أن المصريين الذين حضروا إلى الملعب كانوا من الأثرياء الذين يستطاعون دفع تكاليف السفر بدلا من المشجعين العاديين الذين يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في وجه الاعتداءات [٥٦].
تم عقد اجتماع لمسئولي هيئة الرياضة في مصر وتم الاتفاق على الحذر عند استضافة الجزائريين في أي منافسات رياضية بالإضافة إلى عدم المشاركة في أي منافسات رياضية تقام في الجزائر [٥٧]. كان من المقرر أن تستضيف مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد في فبراير 2010 وطالب الاتحاد المصري لكرة اليد بالانسحاب من استضافة البطولة ولكنه أبقى على مشاركته بها فتقدم الاتحاد الجزائري لكرة اليد بطلب الاستضافة وأمام هذا الأمر رجع الاتحاد المصري عن قراره ووافق على استضافة البطولة [٥٨][٥٩].
و التقى المنتخبان المصري وا لجزائري في البطولة وفازا لمنتخب المصري. قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تشكيل لجنة تحقيق حول أداء الاتحاد المصري في استضافة البعثة الجزائرية في القاهرة [٦٠]. في 23 نوفمبر أعلن الاتحاد الدولي أن اللجنة التنفيذية ستعقد اجتماع طارئ في 2 ديسمبر في كيب تاون من أجل استضافة جميع الأطراف والاستماع إلى شهاداتهم حول الموضوع بالإضافة إلى موضوع الجدل الذي دار في مباراة إياب الملحق الأوروبي بين فرنسا وإيرلندا [٦١]. تم توجيه اللجنة التأديبية للتحقيق في الموضوع حيث استبعد عضوها الجزائري من القيام بما منوط إليه لإقرار المزيد من الحيادية وفي شهر فبراير تم التأكيد على أن مكان منتخب الجزائر في بطولة كأس العالم محفوظ.
في 25 نوفمبر وقع 200 مثقف مصري على بيان احتجاجي أدان فيه الضجيج الإعلامي والألاعيب السياسية التي حدثت [٦٢]. بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد أدانت النزاع واعتبرته تشتيت القوى العربية في مواجهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي [٦٣].
ذكرت تقارير صحفية أن الرئيس الليبي معمر القذافي وإسرائيل عرضا التوسط لحل الأزمة [٦٤][٦٥] وفي 26 نوفمبر ذكرت وكالة رويترز أن خطة الوساطة السودانية على وشك الإتمام.
في 1 ديسمبر ذكرت صحيفة الأهرام أن قرية في محافظة الوادي الجديد قد تقدمت بطلب لتغيير اسمها من الجزائر إلى مبارك المصريين [٦٦].
في 6 ديسمبر أعلنت شركة نفط مشروعا مشتركا يبشر بالانتعاش بين البلدين [٦٧][٦٨]. ذكرت مصر بأنها لن تعيد سفيرها إلى الجزائر ما لم يتم دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالشركات المصرية في الجزائر [٦٩]. في 10 ديسمبر ذكرت صحيفة الأهرام أن حالة التوتر الدبلوماسي بين البلدين انتهى بعد وساطة من القذافي والبشير [٧٠].
أيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر جهود اتحاد الإمارات لكرة القدم في التوسط بين اتحادي مصر والجزائر [٧١].
بينما بدأت الأحداث تبرد حدث أن التقى المنتخبان في الدور النصف النهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2010 في أنغولا. قررت الحكومة الجزائرية تسهيل السفر إلى أنغولا من أجل مساندة المنتخب الوطني في مواجهة منتخب مصر وقد سافر مئات وفي بعض التقارير الصحفية آلاف المشجعين الجزائريين إلى أنغولا [٧٢].بيثمنا ارسلت السلطات المصرية هذه المرة مشجعين محترفين من روابط الاندية بحيث يستطيعوا مواجهة اي اعتداء جزائري, كما اصدرت السلطات الانجولية بيان انها لن تسمح بحدوث اي تجاوزات على ارضها في إشارة إلى احداث السودان, بعد نهاية المباراة اتهم الجزائريون حكم المباراة البنيني كوفي كودجا بالانحياز إلى الجانب المصري بطرد 3 لاعبين من صفوف منتخب الجزائر [٧٣]. قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إيقاف كودجا إلى أجل غير مسمى بسبب عدم اتخاذه لقرار بالنسبة لاعتداء الحارس الجزائري فوزي شاوشي عليه الذي نطحه أثناء نقاشه مع الحكم في الدقيقة 38 عند احتساب ركلة جزاء لصالح منتخب مصر وكان من المتوقع أن يشهر كودجا البطاقة الحمراء في وجه شاوشي ولكنه أشهر البطاقة الصفراء علما بأن شاوشي حصل على البطاقة الصفراء الثانية في الشوط الثاني نتج عنها طرده من أرض الملعب [٧٤].من جانب خر، وبشهادة صحافات العالم، ظهر لاعبي منتخب الجزائر بشكل عصبي أدى بهم إلى ارتكاب مخالفات عنيفة ضد لاعبي المنتخب المصري كتدخل نذير بلحاج ظهير ايسر المنتخب الجزائري ضد الظهير الايمن للمنتخب المصري احمد المحمدي والذي نال عنه الأول البطاقة الحمراء المباشرة وقالت صحيفة الجارديان البريطانية ان المصريين اظهرو الجزائريين كالرعاع على حد تعبيرها، وان امصر لم تهزم الجزائر فقط بل قمات باذلالها وقالت أيضا "بعد هذا الانتصار المؤكد كيف سمحت مصر للجزائر ان تفوز في التصفيات".http://www.guardian.co.uk/football/2010/jan/28/algeria-egypt-africa-cup-nations-semi-final و تأهل المنتخب المصري على حساب الفريق الجزائري وفاز بالكأس عقب فوزه على غانا في المباراة النهائية.[٧٥].
في 18 مايو 2010 أعلنت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم عن قرار بتغريم الاتحاد المصري بمبلغ 700 الف يورو ونقل مباراتين لمنتخب مصر على ملعبه لمسافة لا تقل عن 100 كيلومتر عن القاهرة في تصفيات كأس العالم المقبلة 2014. بينما أغلقت اللجنة التأديبية الشكوى المصرية ضد احداث السودان بدعوى ان المباراة لم تكن منظمة من قبل الاتحاد الجزائري بعكس بماراة القاهرة اللي كان الاتحاد المصري مسئول عنها وأن الشروط اللازمة لتقديم الشكوى لم تتحقق وبالتالي تم رفضها[٧٦].

تحليل

ادعى الجزائر بأن حملة إعلامية منظمة قامت من أجل تشويه صورة الجزائر وسمعته وخلق عداوة وهمية مع مصر لحشد الجماهير وراء جمال مبارك ومنحه بعض الشرعية في وراثة الرئاسة من والده [٧٧]. بينما رأى المصريون ان هذا غير صحيح وان اعتداء الجزائريون على المصريين في المناسبات الرياضية هو امر تاريخي يحدث منذ قرابة الثلاثين عاما، وانه لو كان هناك نية لتلميع صورة الرئيس مبارك ونجله لقامت السلطات المصرية باجراءات اشد عنفا ترضي الشعب المصري وتكسبهم تأييده. قال المحلل السياسي جاك شينكر أن حكومتي البلدين ساهمتا في تأجيج الوضع من أجل أن يبعدوا المواطنين عن المشاكل السياسية [٧٨] وأضاف أنه تم استخدام وسائل الإعلام في كلا البلدين من أجل زيادة الإثارة مع تأييد سياسي متأخر.[٧٩].[٨٠].

اقترح المتحدث الرسمي عن جامعة الدول العربية في المستقبل أن لا يحضر المسئولون السياسيون والمشاهير المباريات الحساسة خشية تغذية المشاعر العامة. ويعود السبب إلى حضور 200 عضو من البرلمان الجزائري مباراة القاهرة وحضور 133 من المشاهير المصريين مباراة أم درمان.

مصادر

  1. ^ http://thelede.blogs.nytimes.com/2009/11/13/egypt-and-algeria-brace-for-match-of-hate-sequel/
  2. ^ http://www.guardian.co.uk/world/2009/nov/18/algeria-egypt-world-cup-qualifier
  3. ^ http://www.edition.cnn.com/2009/SPORT/football/11/20/egypt.algeria.inside.story/index.html
  4. ^ http://www.timesonline.co.uk/tol/sport/football/article6920020.ece
  5. ^ http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/nov/16/egypt-algeria-football-qualifier
  6. ^ تاريخ المواجهات الرسمية المصرية الجزائرية -
  7. ^ Les confrontations algéro-égyptiennes depuis 1962 (les matchs de 1989) - Le Buteur -
  8. ^ http://www.worldsoccer.com/features/egypt_against_algeria_revives_some_bitter_memories_part_one_by_james_montague_features_290898.html
  9. ^ شريف الوزاني "عشنا الجحيم في القاهرة وتصرّفهم مع بلومي وصمة عار في جبين الفراعنة" -
  10. ^ http://www.guardian.co.uk/football/blog/2009/oct/10/egypt-algeria-repeat-hate-match
  11. ^ مجلس الامة يطالب الدولة بالتدخل لحل مشكلة لخضر بلومي 1989 -
  12. ^ النجم الجزائري السابق بلومي يكشف أسرار 20 سنة لـ "العرب القطرية" -
  13. ^ http://www.echoroukonline.com/eng/index.php?news=6727
  14. ^ http://www.goal.com/en/news/1863/world-cup-2010confederations-cup/2009/06/05/1306308/world-cup-qualifying-preview-algeria-egypt
  15. ^ http://www.alarabiya.net/articles/2009/06/07/75162.html
  16. ^ http://www.goal.com/en/news/1863/world-cup-2010/2009/06/07/1311469/world-cup-2010-egypt-humbled-by-three-goal-algeria
  17. ^ http://weekly.ahram.org.eg/2009/972/fr2.htm
  18. ^ http://bikyamasr.com/?p=5757
  19. ^ http://www.timeslive.co.za/sport/soccer/article192345.ece
  20. ^ http://bikyamasr.com/?p=5391
  21. ^ http://news.bbc.co.uk/sport2/hi/football/africa/8353159.stm
  22. ^ http://www.reuters.com/article/hotStocksNews/idUSLC7252320091112
  23. ^ http://goal.com/en/news/1863/world-cup-2010/2009/11/12/1621214/egypt-reacts-to-algeria-attack-claims
  24. ^ http://www.google.com/hostednews/afp/article/ALeqM5jpx0j26RGheW0iTMq-K9FkjCBLig
  25. ^ http://www.nytimes.com/aponline/2009/11/17/sports/AP-SOC-John-Leicester-171109.html
  26. ^ http://news.bbc.co.uk/2/hi/8359265.stm
  27. ^ http://goal.com/en/news/1863/world-cup-2010/2009/11/12/1621127/video-algeria-player-rafik-saifi-produces-video-of-bus
  28. ^ http://bikyamasr.com/?p=5768
  29. ^ http://new.filgoal.com/English/News.aspx?NewsID=61503
  30. ^ http://www.fifa.com/worldcup/news/newsid=1133115.html
  31. ^ http://latimesblogs.latimes.com/babylonbeyond/2009/11/egypt-algerian-ambassador-summoned-to-clarify-post-football-match-incidents.html
  32. ^ http://latimesblogs.latimes.com/babylonbeyond/2009/11/egypt-ambassador-in-algeria-recalled-on-the-background-of-football-violence.html
  33. ^ http://thelede.blogs.nytimes.com/2009/11/18/egypt-and-algeria-bring-soccer-war-to-sudan/
  34. ^ http://af.reuters.com/article/sportsNews/idAFJOE5AF0TO20091116
  35. ^ متظاهرون يحاولون اقتحام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة - عربي BBC -
  36. ^ http://www.fifa.com/mm/document/tournament/competition/fifa_wc_south_africa_2010_regulations_en_14123.pdf
  37. ^ http://www.fifa.com/worldcup/news/newsid=1132049.html#sudan+host+possible+play
  38. ^ 48 طائرة جزائرية عسكرية و18 مدنية مصرية إلى السودان (لتحديد المصير) - وكالة روم للأنباء -
  39. ^ http://af.reuters.com/article/sportsNews/idAFJOE5AH0AG20091118?sp=true
  40. ^ http://www.timesonline.co.uk/tol/sport/football/article6922441.ece
  41. ^ http://www.ennaharonline.com/en/sports/2446.html
  42. ^ http://www.ennaharonline.com/en/sports/2459.html
  43. ^ http://www.guardian.co.uk/football/2009/nov/18/world-cup-algeria-egypt-play-off
  44. ^ http://www.nytimes.com/2009/11/21/world/africa/21egypt.html
  45. ^ http://www.nytimes.com/aponline/2009/11/20/world/AP-ML-Egypt-Algeria-Soccer-Row.html?scp=7
  46. ^ http://www.nytimes.com/aponline/2009/11/22/world/AP-ML-Egypt-Algeria-Rivalry.html
  47. ^ http://weekly.ahram.org.eg/2009/974/sp1.htm
  48. ^ http://weekly.ahram.org.eg/2009/974/eg7.htm
  49. ^ http://www.reuters.com/article/africaCrisis/idUSMCD671034
  50. ^ http://www.nytimes.com/2009/11/19/sports/soccer/19khartoum.html
  51. ^ السفير المصري بالخرطوم يبرّئ الجمهور الجزائري ويوضح الحقائق -
  52. ^ http://www.goal.com/en/news/1863/world-cup-2010/2009/11/19/1635199/egypt-issue-fifa-complaint-against-algeria-threaten
  53. ^ http://www.france24.com/en/node/4928981
  54. ^ http://www.guardian.co.uk/world/2009/nov/22/france-algeria-paris-riots-football
  55. ^ http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/8372202.stm
  56. ^ http://weekly.ahram.org.eg/2009/974/fe1.htm
  57. ^ http://news.yahoo.com/s/afp/20091129/wl_africa_afp/sportsegyptalgeriadiplomacy_20091129205804
  58. ^ http://teamhandballnews.com/news.php?item.898
  59. ^ http://weekly.ahram.org.eg/2009/976/sp2.htm
  60. ^ http://www.guardian.co.uk/football/2009/nov/20/egypt-fifa-algeria-iraq
  61. ^ http://news.bbc.co.uk/sport1/hi/football/internationals/8375320.stm
  62. ^ http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=4&Article_id=109146
  63. ^ http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-3811543,00.html
  64. ^ http://thelede.blogs.nytimes.com/2009/11/25/qaddafi-selected-to-mediate-between-algeria-and-egypt/
  65. ^ http://www.alarabiya.net/articles/2009/11/23/92156.html
  66. ^ http://www.adnkronos.com/AKI/English/Sport/?id=3.0.4058772925
  67. ^ http://www.moneycontrol.com/news/business/algeria-egypt-to-form-selena-energy-joint-venture_429282.html
  68. ^ http://www.africanews.com/site/CairoAlgiers_ties_recovering/list_messages/28412
  69. ^ http://www.iol.co.za/index.php?set_id=1&click_id=85&art_id=nw20091207115259522C811479
  70. ^ http://weekly.ahram.org.eg/2009/976/eg1.htm
  71. ^ http://www.khaleejtimes.com/DisplayArticleNew.asp?xfile=data/sports/2009/December/sports_December315.xml&section=sports&col=
  72. ^ http://news.bbc.co.uk/sport2/hi/football/africa/8480642.stm
  73. ^ http://www.ennaharonline.com/en/sports/3017.html
  74. ^ http://news.bbc.co.uk/sport2/hi/football/africa/8490140.stm
  75. ^ الحكم كوفي كودجيا يؤهل الفريق المصري على حساب الفريق الجزائري - الفجر -
  76. ^ http://www.fifa.com/worldcup/organisation/media/newsid=1213553/
  77. ^ http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/nov/24/egypt-cairo-football-riots
  78. ^ http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/nov/25/egypt-riots-football-world-cup
  79. ^ http://www.guardian.co.uk/world/2009/nov/22/mubarak-adds-fuel-to-fire
  80. ^ http://www.nytimes.com/2009/12/10/world/middleeast/10egypt.html


2009 Egypt–Algeria World Cup dispute]] fr:Matchs de football Algérie - Égypte (2009) pl:Zamieszki wokół spotkań piłkarskich Egiptu z Algierią (2009)